عاد الحديث بقوة في مصر خلال الساعات الأخيرة عن جزيرتي تيران وصنافير، وحمل الجديد خبرا مفاده أن أمريكا تنوي إقامة قاعدة عسكرية بهما لإحكام قبضتها على البحر، وهو الحديث الذي كانت له ردود أفعال ساخنة.
برأي جمال طه الكاتب السياسي والباحث في شؤون الأمن القومي فإن الأنباء المتداولة ليس لها أساس من الصحة، مشيرا إلى أن مصر لم تتبادل التصديق على اتفاق تيران وصنافير، ولذلك لم يدخل الاتفاق حيز التنفيذ.
ويضيف “طه” أن مصر لم تسلم الجزيرتين، بعد أن تيقنت مبكرا ان هناك نية لتسليمهما لواشنطن، لافتا إلى أن المملكة لو قدمت مثل هذا الوعد لترامب فهو نوع من التحريض له على ممارسة المزيد من الضغط على مصر للمسارعة بتسليم الجزيرتين؛ لأن له مصلحة مباشرة فى ذلك.
ويختتم محذرا من محاولات تأجيج الحرب النفسية المشتعلة لتأليب المصريين بعضهم على بعض وبعضهم على الدولة.
على الجانب الآخر دعا أستاذ العلوم السياسية د.مأمون فندي لعدم الخوض في تلك المسألة في ظل حرب إبادة وتطهير عرقي في غزة والضفة.
ويضيف أن تيران وصنافير أرض صخرية وجبلية لا تصلح أن تكون في أي منها قاعدة عسكرية مستدامة لعدد من الأسباب، منها: لا زرع ولا ماء في تيران وصنافير (محتاج بنيه تحتيه للتحلية).
ويوضح فندي أنه لكي تنشئ قاعدة عسكرية وهذا شبه مستحيل، فأنت بحاجة إلى حوالي 200 مليون دولار على الأقل لتفجير الصخور وعمل مهبط طائرات واحد.
وبحسب أستاذ العلوم السياسية فإن تيران وصنافير لا علاقة لها بقناة السويس ، إلا إذا كنا نتحدث عن سفن إسرائيلية تمر في الخليج باتجاه البحر الأحمر في اتجاه قناة السويس.
ويخلص إلى أن أكبر شيء ممكن يحدث في أي من الجزيرتين هو هبوط طائرة هليوكوبتر ، مشيرا إلى أنه طار شخصيا فوق الجزيرتين ونزل فيهما أثناء خدمته كضابط اتصال للجيش المصري عام 1982/83 مع القوة المتعددة الحنسيات MFO للتفتيش والاستطلاع الخاص بالبرتوكول العسكري المخلق بمعاهدة كامب ديفيد .
ويختتم مؤكدا أنه لو يمكن إنشاء قاعدة عسكرية أو مهبط طائرات كانت القوات المتعددة استخدمتها بدلا من المسكر الجنوبي إلى جوار شرم الشيخ souther camp مقابل ال northern camp الموجود في الجورة التابعة للشيخ زويد وليس بئر العبد.
الجدل الدائر دعا البعض للتساؤل: لماذا تتركنا الدولة للقيل والقال ونهبا للإشاعات والتأويل والشك في أمور خطيرة تتعلق بأمن وأمان كل فرد منا.
د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية يتساءل: لم يصدر بيان رسمى بذلك؟
ويضيف أن اى كلام لا يتم توضيحه رسميا.. فهو كلام لا يبنى عليه.
في ذات السياق دعا الكثيرين لقيام البرلمان في أسرع وقت بإلغاء القرار السابق بالموافقة علي نقل الجزيرتين إلي السيادة السعودية.
برأي الباحث نبيل عبد الفتاح فإن زيارة ترامب للسعودية والامارات وقطر ، ومليارات وتريليونات الدولارات التي سيحصل عليها كجباية ، مع استمرارية التطبيع المعلن والمستتر مع دولة الإبادة ، فضلا عن قاعدة أمريكية علي تيران وصنافير سيشكل نهاية العالم العربي ، وفجوات شعبية بيننا وبين دول الخليج .
من جهته يؤكد الكاتب أنور الهواري أن مصر تستطيع أن ترفض مطالب كثيرة لأمريكا وغير أمريكا ، بشرط أن تتوفر الإرادة السياسية ، والتوافق الداخلي ، المشروع الوطني .
المصدر: رأي اليوم