اعتقلت قوات الأمن في محافظة السليمانية بإقليم كردستان الصحفي بشدار بازياني دون أمر قضائي، في خطوة أثارت موجة استنكار واسعة في الأوساط الصحفية والحقوقية.
الاعتقال شمل ثلاثة صحفيين آخرين، لكن التركيز الأكبر كان على بازياني، المعروف بتقاريره النقدية حول قضايا الحريات والفساد.
وتأتي الحادثة في ظل تصاعد المخاوف من تقييد العمل الصحفي في الإقليم، حيث تتكرر اعتقالات الصحفيين واستدعاؤهم للتحقيق، ما يعكس سياسة تضييق على وسائل الإعلام المستقلة.
و سارعت نقابة الصحفيين في إقليم كردستان إلى إدانة الاعتقال، معتبرةً إياه انتهاكًا صارخًا لقانون العمل الصحفي رقم 35 لسنة 2007، الذي ينص على حماية الصحفيين من الملاحقة بسبب عملهم.
الاعتقال دون مذكرة قضائية يثير تساؤلات حول مدى احترام السلطات للإجراءات القانونية، خاصة في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة بشأن سجل كردستان العراق في حرية الصحافة.
و صنفت منظمة “مراسلون بلا حدود” كانت العراق في المرتبة 172 عالميًا في حرية الصحافة لعام 2023، مشيرة إلى أن الصحفيين يواجهون تهديدات مستمرة في البلاد، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والعنف.
و تحرك نشطاء حقوقيون ومدنيون لمحاولة الضغط على المجتمع الدولي. مجموعة منهم تسعى لتسليم القنصل الأميركي في أربيل رسالة تطالب بتدخله للضغط على سلطات الإقليم من أجل إطلاق سراح بازياني وزملائه. هذا التحرك يأتي في سياق محاولات مستمرة للحد من قمع الحريات، لكن مدى استجابة المجتمع الدولي يبقى محل تساؤل.
وانتشرت حملة تضامن واسعة تحت وسم #الحرية_لبشدار، حيث طالب صحفيون وناشطون بإطلاق سراحه فورًا.
وكتب أحد الصحفيين على منصة إكس (تويتر سابقًا): “عندما يصبح الصحفي هدفًا للاعتقال لمجرد كشف الحقيقة، فاعلم أن حرية التعبير في خطر حقيقي.”
وتصاعدت الضغوط على حكومة إقليم كردستان لإيضاح ملابسات الاعتقال، لكن حتى الآن لم يصدر أي بيان رسمي يبرر احتجاز الصحفيين.
ويعزز هذا الصمت الرسمي الشكوك بأن الاعتقالات جزء من نهج أوسع يهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة والمنتقدة.
المصدر: المسلة
https://almasalah.com/archives/108441