في مؤتمر صحافي عبر الفيديو من قطاع غزة، صرح الدكتور ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في فلسطين، أن الاحتياجات الصحية والطبية في قطاع غزة كبيرة جدا، وأن ما وصل القطاع لا يفي بأدنى الاحتياجات.
وأوضح بيبركورن أن 18 مستشفى من مجموع 36 تعمل جزئيا، وكذلك 57 مركز رعاية صحية من مجموع 142 مركزا، مشيرا إلى أن مجموع الأسرة الطبية في قطاع غزة 1900، منها 1370 سريرًا للمرضى الداخليين، و81 سريرًا للعناية المركزة و43 حاضنة.
وأكد أن الصحة العقلية تأثرت لدى جميع السكان بسبب زيادة التوتر والقلق. ولا يوجد إلا طبيبان نفسيان فقط في الشمال إلى جانب عدد قليل من المتخصصين في الصحة العقلية. وأضاف: “قبل الحرب، كان هناك مستشفى للأمراض النفسية و6 نقاط للصحة العقلية المجتمعية تغطي قطاع غزة، ولكن بحلول أوائل عام 2024، توقفت جميعها بسبب الهجمات والصراع.
وقال مسؤول منظمة الصحة العالمية إن وقف إطلاق النار قد سمح للمنظمة بتوسيع نطاق الاستجابة الصحية، حيث تلقت 101 شاحنة من المعابر في الشمال والجنوب. وقد أرسلت منظمة الصحة العالمية إمدادات لتغطية الاحتياجات الصحية لـ 1.6 مليون شخص.
وردا على سؤال “القدس العربي” حول وضعية معبر رفح وما إذا كان يعمل ويسمح لدخول المعدات والمواد الغذائية منه قال بيبركورن: “إن معبر رفح لا يستخدم إلا لإخلاء المرضى خارج قطاع غزة فقط. وكل المساعدات تدخل من معبر كرم أبي سالم أو من معبر شلوم فقط. وفي الشمال عبر معبري “إريتس” و”زيكيم”. وقد وصل عدد الشاحنات التي دخلت نحو عشرة آلاف شاحنة.
وردا على سؤال “القدس العربي” عن الوضع الصحي العام في قطاع غزة ونقص المواد والمعدات الطبية والخيام قال بيبركورن “إن هناك تحسنا بسيطا في الوضع الصحي في قطاع غزة. لاشك في ذلك”. أما عن سؤالك حول الملاجئ والخيم بالتأكيد هناك نقص. ويجب توسيع حجم المساعدات في هذا المجال.
وعن المعدات والمستلزمات الطبية قال “بالتأكيد هناك نقص. هناك نقص قبل حرب 7 أكتوبر/ تشرين الأول، فكيف الوضع الآن بعد هذه الحرب الطويلة!. هناك نقص في المعدات، خاصة الأجهزة مثل أجهزة غسيل الكلى. “كان هناك 600 موقع لغسيل الكلى قبل الحرب فالنقص الآن كبير جدا. هناك نقص كذلك في التخصصات الطبية بسبب غياب الأطباء والعاملين في مجالات اختصاص عديدة. ومع تحركات السكان المتواصلة من الشمال إلى الجنوب ومن الجنوب إلى الشمال ساءت الأوضاع أكثر وخاصة الخدمات الأساسية”.
وأضاف “كما قلت في سؤالك النقص الكبير في الملاجئ والخيم والأماكن التي تصلح للنوم والحياة. حاليا وصلت بعض المعدات والمواد الطبية الأساسية. لكن هناك نقص شديد في المحروقات. بعض المستشفيات تتعطل عن العمل بسبب نقص المحروقات. “هل ما وصل إلينا كاف؟ لا بالتأكيد. النظام الصحي كان قد انهار كليا والآن نريد أن نعيد بناءه ليس فقط إيجاد موقع للاحتماء والعيش بل أيضا تخيل الوضع التعليمي، تخيل وضع الأطفال”.
وقال:” لقد أدى تدفق اللاجئين إلى الشمال إلى زيادة الاحتياجات الصحية، حيث عبر أكثر من 560 ألف شخص باتجاه شمال غزة منذ 27 يناير/ كانون الثاني. ولا يزال مستشفى واحد (العودة) يعمل في شمال غزة وفيه 40 سريرا فقط، وعشرة مستشفيات في مدينة غزة. وتعمل منظمة الصحة العالمية على مدار الساعة لتوسيع الخدمات الصحية في شمال غزة”.
ويجري التخطيط لتوسيع مستشفى الشفاء بمقدار 200 سرير. والعمل يسير قدماً مع وزارة الصحة لإجراء تقييم للمستشفى الإندونيسي لدعم ترميمه، كما يجري النقاش حول تركيب مرفق صحي جاهز في مدينة غزة، ونشْر فريقين جراحيين لدعم القدرة الجراحية وحالات الصدمات في مستشفيات الأهلي العربي والإغاثة العامة في مدينة غزة، وتدريب 44 عاملاً في المجال الإنساني النفسي على الإسعافات الأولية النفسية لتقديم الدعم العاطفي والنفسي الفوري، وضمان الكشف المبكر، وتمكين الإحالات الآمنة، وتعزيز القدرة على الصمود.
وحول الوضع الطبي في رفح قال ممثل منظمة الصحة العالمية إن رفح أرض قاحلة تعرضت لتدمير واسع النطاق، بما في ذلك المباني السكنية. لقد قطع شريان الحياة للرعاية الصحية، والمستشفى الميداني الإماراتي الوحيد يعمل جزئيًا، ويقدم بشكل أساسي الجراحة العامة وجراحة العظام. أما مستشفى النجار، وكان مركزا لغسيل الكلى، فهو الآن في حالة خراب.
الإجلاء الطبي
وقال المسؤول الأممي إن عمليات الإجلاء الطبي مستمرة يوميا. ومنذ 1 فبراير/ شباط، تم إجلاء 139 مريضا و197 مرافقا عبر رفح إلى مصر. ولكن هناك ما بين 12000 و14000 مريض بحاجة إلى الإجلاء الطبي من غزة. ومن بين هؤلاء، ما لا يقل عن 5000 طفل.
وقال بيبركورن “إن منظمة الصحة العالمية تحققت من 670 هجوما على المرافق الصحية في غزة أسفرت عن مقتل 886 شخصا وإصابة 1355 آخرين. وأثرت الهجمات على 122 منشأة صحية و170 سيارة إسعاف”.
الأوضاع في الضفة الغربية
وحول الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة قال المسؤول الأممي “إن الوضع في الضفة الغربية لا يزال مقلقًا للغاية، فمنذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تحققت منظمة الصحة العالمية من 721 هجومًا على المرافق الصحية، أسفرت عن مقتل 29 شخصًا وإصابة 129 آخرين. وأثرت الهجمات على 62 منشأة صحية بما في ذلك 22 عيادة متنقلة و500 سيارة إسعاف”.
وقال إن العملية العسكرية واسعة النطاق الجارية في جنين منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي قد امتدت لتشمل القرى والبلدات القريبة من جنين وطولكرم وطوباس وإلى حد ما في نابلس. وقد تم تهجير ما يقرب من جميع سكان مخيم جنين للاجئين البالغ عددهم 20 ألف نسمة، على مدى الشهرين الماضيين. وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الاحتياجات الصحية والأضرار الصحية العقلية.
“وقد أفادت بلدية جنين أن ما يقرب من ثلاثة كيلومترات من الطرق داخل المخيم وقربه قد تم تجريفها بالجرافات، بما في ذلك تلك المؤدية إلى مستشفى جنين، ما تسبب في إلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية للمياه والصرف الصحي”.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية إن قوات الاحتلال نشرت نقاط تفتيش ومركبات عسكرية تحيط بمستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا في جنين، حيث يتم تفتيش جميع المركبات الداخلة والخارجة من المستشفى، بما في ذلك سيارات الإسعاف التي يتم تفتيشها مرتين (عند نقل المريض إلى المستشفى وعند مغادرته).
وفي طولكرم، يواجه مستشفى ثابت ثابت الحكومي نفس المشكلة. وقد اضطرت الأونروا إلى تعليق الخدمات في أربعة مرافق صحية: جنين، والفارعة، وطولكرم، ونور شمس. كما تم تعليق جهود جمْع النفايات الصلبة وإدارتها بشكل مماثل في جنين، ما أدى إلى تراكم النفايات وتدهور ظروف النظافة في المخيم. وتم إرسال مخزونات الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية إلى المستشفيات الأربعة الرئيسية في محافظات شمال الضفة الغربية (جنين، وطولكرم، وطوباس، ونابلس).
المصدر: القدس العربي