تصعيد ميداني متبادل بين إسرائيل وحزب الله، يتزامن مع تسريبات وتصريحات عن تقدم في المسار السياسي.
ما يبدو أنه تناقض بين ما هو ميداني وسياسي، هو غير ذلك في نظر الخبير الاستراتيجي المصري اللواء الدكتور سمير فرج، الذي يرى أن كل ما يحدث على الصعيد السياسي ما هو إلا “ذر للرماد في العيون”.
العملية البرية في لبنان.. إسرائيل تراكم الغموض بإشارات متضاربة
التصعيد الميداني كان قرار حزب الله وإسرائيل، رغم إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي الجديد جدعون ساعر عن تقدم في المحادثات التي تتوسط فيها واشنطن لوقف إطلاق النار في لبنان.
حزب الله يكثف ضرباته
وأعلن حزب الله في عدة بيانات منفصلة، استهداف قوات إسرائيلية عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس في جنوب لبنان، وفي إسرائيل استهدف مستوطنة أفيفيم، وموقع العباد، ومدينة صفد ومستوطنة معالوت ترشيحا.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، من بينها صحيفة “إسرائيل هيوم”، أن بضع أشخاص جُرحوا جراء إطلاق أكثر من 150 صاروخا من لبنان صوب شمال إسرائيل.
ونقلت الوكالة اللبنانية للإعلام، عن مسؤول العلاقات الإعلامية في “حزب الله” محمد عفيف، قوله في كلمة خلال مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين إن “وقائع الميدان ستكون لها الكلمة الفصل في السياسة والقرار”.
وأضاف مُخاطبا الإسرائيليين: “لن تكسبوا حربكم بالتفوق الجوي أبدًا ولا بالتدمير”، مؤكدا أن لدى الحزب “ما يكفي من السلاح والعتاد والمؤن لحرب طويلة نستعد لها على كل الصعد”.
الجيش الإسرائيلي يتخطى قرى الحافة
في المقابل، طلب الجيش الإسرائيلي من سكان 21 قرية في جنوب لبنان، إخلاءها، ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، بيانا على حسابه على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي، طلب فيه من سكان تلك القرى إخلاء منازلهم، والانتقال إلى شمال نهر الأولي، محذرا إياهم من التحرك جنوبا، وقال: “أي تحرك نحو الجنوب قد يشكل خطرا على حياتكم”.
ولوحظ أن قائمة القرى التي نشرها أدرعي هذه المرة، بعضها ليس من “قرى الحافة” (البلدات الواقعة على خط الحدود بين إسرائيل ولبنان)، وعدد منها يقع في قلب قضاء صور بعيدا عن الحدود، مثل طير حرفا، أبو شاش، مجدل زون، والمنصوري.
كما طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء بلدة الناقورة، التي تضم مركز قوات “اليونيفيل” الدولية.
وأتى الإنذار الإسرائيلي، في أعقاب مصادقة رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي على توسيع العملية البرية في جنوب لبنان.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية، أن رئيس الأركان صادق على خطط جديدة للقيادة الشمالية، ما يعني توسيع المناورة البرية للجيش الإسرائيلي إلى مناطق جديدة.
تناقض المسارين السياسي العسكري
اللافت أن تلك التطورات الميدانية تتزامن مع تسريبات وتصريحات عن قرب التسوية في لبنان، حتى أن وزير الخارجية الإسرائيلي قال اليوم الإثنين: “تم إحراز تقدم في المفاوضات لوقف إطلاق النار في لبنان، والتحدي الرئيسي الذي لا يزال قائما هو تطبيق الاتفاقات”.
لكن الخبير الاستراتيجي المصري اللواء سمير فرج، قال لـ”العين الإخبارية”، إن إسرائيل ماضية في تدمير قدرات حزب الله، لذلك ستقصف أي قرى أو بلدات تشير معلوماتها إلى أنها تحتوي على مخازن أسلحة أو ذخائر للحزب.
وأضاف أنه: “لن تهدأ إسرائيل إلا بالقضاء على حزب الله، لذلك فإن المسار العسكري هو الحاكم في هذا الصدد، أما كل التحركات السياسية الحالية، هدفها فقط الاستهلاك المحلي”.
وتابع أن: “الإدارة الأمريكية الحالية تريد أن تُظهر أنها تمارس جهدا وإسرائيل تجاريها في هذا الأمر، لكن في النهاية (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو لن يعطي السلام لإدارة بايدن أبدا”.
وأوضح أن نتنياهو لو كان عازما على التسوية في لبنان، فلن يُقدم عليها إلى مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في البيت الأبيض، لذلك يظهر التناقض بين المسارين السياسي والعسكري.
المصدر: العين الإخبارية
publisher:alain