You are currently viewing بريكس: تأسيس محكمة جنائية والتخلي عن الدولار واعادة ترتيب العالم

بريكس: تأسيس محكمة جنائية والتخلي عن الدولار واعادة ترتيب العالم

في خضم التغيرات المتسارعة في النظام العالمي، يبرز دور مجموعة “بريكس” كبديل محتمل للنظام الاقتصادي والسياسي التقليدي الذي هيمنت عليه الدول الغربية لعقود.

وخلال القمة الأخيرة لدول “بريكس”، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن أهمية تعزيز التعاون بين دول المجموعة في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف والجريمة العابرة للحدود، مؤكدًا على أن هذا التعاون سيكون جزءًا أساسيًا من خطط تعزيز الاستقرار العالمي.

وفي إشارة إلى دور “بريكس” المتنامي، اقترح تأسيس محكمة جنائية دولية خاصة بالمجموعة.

يصف المراقبون هذا الاقتراح بأنه تاريخي، حيث ستمثل المحكمة إذا تم إنشاؤها، رمزًا لتحدي الهيمنة الغربية على المؤسسات الدولية مثل محكمة العدل الدولية.

وفكرة أن تكون هذه المحكمة موجهة إلى الجرائم التي تستهدف دول الجنوب العالمي تثير تساؤلات حول مدى مصداقية العدالة الدولية الحالية.

في هذا السياق، ألقى الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو كلمته أمام القمة متسائلًا عن غياب العدالة الدولية عن الأوضاع في غزة ولبنان، مما يعزز الشعور بالتحيز في النظام العالمي الحالي.

من الجانب الآخر، برز حديث عن العملة الرقمية الجديدة “BRICS PAY” والتي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

وكتب المحلل السياسي حيدر سلمان لـ “المسلة” أن هذه العملة، المدعومة بالذهب والموارد الطبيعية، قد تصبح بديلاً حقيقيًا للدولار، حيث تسعى 159 دولة إلى اعتماد هذا النظام الجديد. التحليل يذهب إلى أن هذه العملة ليست مجرد وسيلة للدفع، بل هي رمز لتحول شامل في النظام المالي العالمي الذي طالما هيمن عليه الغرب.

توقعات سلمان أشارت إلى أن هذا التوجه سوف يؤدي إلى تقليص تأثير العقوبات الغربية التي غالبًا ما تستهدف الدول المعارضة للهيمنة الاقتصادية الغربية. يرى بعض المراقبين أن الاعتماد على العملات المحلية في التعاملات داخل دول “بريكس” سيخلق توازنًا اقتصاديًا جديدًا ويساهم في بناء علاقات اقتصادية أكثر عدالة واستقلالية.

وبالحديث عن التعاون الاقتصادي، أعلنت دول “بريكس” خلال القمة عن نيتها إنشاء منطقة صناعية تجارية متكاملة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ويرى الخبراء أن هذه المنطقة قد تصبح نموذجًا اقتصاديًا يضاهي هونج كونج، حيث تتضافر إمكانيات الدول الصناعية والتكنولوجية في “بريكس” لتشكيل مركز اقتصادي عالمي جديد.

في هذا السياق، أكد رئيس دولة الامارات عبدالله بن زايد في مؤتمر “بريكس بلس” أن التعددية ليست خيارًا، بل ضرورة، مشددًا على أن التعاون بين دول الجنوب العالمي يمكن أن يكون حجر الزاوية لنظام عالمي أكثر عدلاً.

بينما تستمر الدول الغربية في مراقبة هذه التطورات عن كثب، يبقى السؤال الأساسي: هل يستطيع النظام الجديد الذي تسعى “بريكس” إلى تأسيسه، سواء من خلال المحكمة الجنائية الخاصة أو العملة الرقمية أو المناطق الصناعية، أن يغير قواعد اللعبة السياسية والاقتصادية العالمية؟

المسلة

شارك المقالة