قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، اليوم الإثنين، إن طهران ستقدّم “قريبًا” مقترحها النووي للجانب الأميركي عبر سلطنة عُمان، واصفًا المقترح بأنه “معقول ومنطقي ومتوازن”، داعيًا واشنطن إلى “اغتنام الفرصة”.
وانتقد بقائي العرض الأميركي المقدم في إطار المساعي لإحياء الاتفاق النووي، قائلاً إنه “يفتقر إلى العديد من العناصر”، دون الكشف عن التفاصيل، مؤكدًا أن طهران سبق أن اعتبرت المقترح الأميركي “غامضًا”.
وكان رئيس مجلس الشورى الإيراني، محمد باقر قاليباف، قد صرّح أمس، الأحد، بأن “الاقتراح الأميركي لا يتضمّن رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران”، معتبرًا في تصريح نقله التلفزيون الرسمي أن ذلك “يعكس تناقضًا واضحًا ويفتقر إلى الصدق”.
وأضاف “إذا كان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الواهم، يسعى حقًا إلى اتفاق، فعليه أن يغيّر نهجه”.
وأجرت إيران والولايات المتحدة خمس جولات تفاوض بوساطة عُمانية منذ نيسان/ أبريل، في محاولة لإيجاد بديل من اتفاق 2015، الذي انسحب منه ترامب عام 2018. ومن بين أبرز نقاط الخلاف مسألة رفع العقوبات وتخصيب اليورانيوم.
وأكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، علي خامنئي، الأسبوع الماضي، أن المقترح الأميركي “يتعارض مع مصلحة إيران”، مجددًا تمسك بلاده بحقها في تخصيب اليورانيوم. من جهته، شدد وزير الخارجية، عباس عراقجي، على أن إيران “لن تطلب الإذن من أحد” لمواصلة التخصيب.
ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة غير النووية الوحيدة التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، في حين أن الاتفاق الأصلي لعام 2015 حدّد سقف التخصيب عند 3.67%. ويُشار إلى أن إنتاج رأس نووي يتطلب تخصيبًا بنسبة 90%.
وفي سياق متصل، حذّرت إيران، الأحد، من تقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذا قرر مجلس محافظي الوكالة إصدار قرار يدينها. وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، إن على الوكالة “ألا تتوقع تعاونًا شاملاً وودّيًا” من طهران في هذه الحالة.
وتأتي هذه التصريحات عشية اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا، حيث أشارت مصادر دبلوماسية إلى أن الأوروبيين والأميركيين يعتزمون الدفع بقرار ضد إيران، مع تهديد بإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي، على خلفية ما اعتبروه “عدم تعاون كامل” من طهران.
المصدر: عرب48