You are currently viewing ثونبرغ ـ ماكوري ـ أسانج: فلسطين في قلب العالم

ثونبرغ ـ ماكوري ـ أسانج: فلسطين في قلب العالم

تكررت في الأيام الأخيرة وقائع تضامن مع الفلسطينيين من قبل شخصيات عالمية شهيرة في مجالات حقوق الإنسان والرياضة والصحافة والفن وغيرها. تتزايد هذه الوقائع، ويبدع أصحابها في إيصال رسائل إنسانية مؤثرة وغنية في دلالاتها السياسية.
حافظت غريتا ثونبرغ على مواقفها الأخلاقية العظيمة تجاه القضايا الإنسانية منذ بزوغ نجمها باعتبارها الأكثر شهرة بين الناشطين البيئيين في العالم، والتي أطلقت منذ طفولتها حركة احتجاج ترددت أصداؤها في كل مكان.
آخر أنشطتها الجريئة كان انطلاقها قبل أيام مع أحد عشر شخصا آخرين من ميناء كاتانيا في جنوب إيطاليا نحو غزة على متن سفينة «مادلين» في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي وإيصال مساعدات إنسانية إلى القطاع الذي يعاني أكثر من مليونين من سكانه من أشكال المجاعة والدمار والقتل اليومي.
وهي تغالب دموعها، خلال مؤتمر صحافي، قدمت ثونبرغ، أمثولة عظيمة على تشابك الوعي السياسي مع التعاطف الإنساني بقولها: «قد تكون هذه المهمة خطيرة، لكنها لا تقارن بخطورة صمت العالم على إبادة جماعية تبث مباشرة أمام أعين الجميع».
تقل السفينة على متنها شخصيات بارزة أخرى من بينها الممثل الأيرلندي ليام كننغهام، والنائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن، وحديث ثونبرغ عن الخطورة يشير إلى تعرض سفينة أخرى في الأسطول لهجوم بطائرتين مسيرتين اتهم منظمو الحملة إسرائيل بالهجوم.
استخدم مؤسس موقع «ويكيليكس» الأسترالي جوليان أسانج، منصّة عالمية شهيرة هي مهرجان كان للمشاركة في أشكال التضامن هذه، حيث ظهر وهو يلبس قميصا يحمل أسماء أربعة آلاف و986 طفلا فلسطينيا تحت سن خمس سنوات قتلهم القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
على ظهر القميص، الذي ظهر فيه أسانج خلال فيلم وثائقي يسرد قصة حياته، بدت جملة «أوقفوا إسرائيل»، وبذلك أظهر أسانج العلاقة المباشرة بين إسرائيل والإبادة التي تعرض لها أطفال فلسطين، وهي حركة ستبقى في أذهان الملايين من البشر.
وجه الأيرلندي بادي ماكوري، مصارع الفنون القتالية المختلطة، إشارة شجاعة متعددة المعاني الرمزية بدوره بعدما هزم نظيره الإسرائيلي شوكي فاراج، وهو جندي في جيش الاحتلال، وهو يصرخ في وجهه «الحرية لفلسطين»، مما دفع فاراج لإلغاء حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انكشاف مشاركته في حرب الإبادة على غزة، وظهوره مسلحا وبالزي العسكري أمام مبنى مدمر في غزة.
إضافة إلى هذه الحوادث المؤثرة التي حصلت مؤخرا، رفع دان رينولدز، مغني فرقة «إيماجن دراغونز»، العلم الفلسطيني خلال حفل موسيقي كبير في مدينة ميلانو الإيطالية، مضيفا بدوره زخما إلى هذه الوقائع.
اختار كل هؤلاء القيام بأفعال شجاعة لأنها تتحدى اللوبيات الإسرائيلية واليمينية التي تهيمن على أحياز واسعة في السياسة والإعلام، وتقوم بكل صفاقة بالعمل على معاقبة الأصوات التي تتجرأ على نقد إسرائيل. تظهر هذه الأفعال أن فلسطين صارت في قلب الضمير العالمي، وأن التعاطف مع الفلسطينيين صار مقياسا واضحا لإنسانية البشر وأخلاقياتهم.

 

رأي القدس

المصدر: القدس العربي

ثونبرغ ـ ماكوري ـ أسانج: فلسطين في قلب العالم

شارك المقالة