يشهد العراق استعدادات مكثفة للانتخابات البرلمانية المقررة في 11 نوفمبر 2025، حيث يشتد التنافس بين الكتل السياسية مع دخول رئيس الوزراء محمد شياع السوداني المعركة الانتخابية بتحالف جديد أطلق عليه اسم “ائتلاف الإعمار والتنمية”.
وأعلن السوداني عن هذا التحالف في 20 مايو 2025، ليضم تيار الفراتين الذي يتزعمه، إلى جانب تحالف الوطنية بقيادة إياد علاوي، وتحالف العقد الوطني برئاسة فالح الفياض، إضافة إلى شخصيات بارزة مثل أحمد الأسدي ونصيف الخطابي ومحمد الدراجي.
ويُنظر إلى هذا التحالف كمحاولة لتعزيز النفوذ السياسي للسوداني، مستفيداً من شعبيته نتيجة رئاسته الحكومة ، مما أثار ارتباكاً في صفوف “الإطار التنسيقي” الذي يضم قوى شيعية تقليدية.
ويبرز الإطار التنسيقي كقوة رئيسية في السباق الانتخابي، لكنه يعاني انقسامات داخلية.
ويفضل ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي خوض الانتخابات بشكل منفرد، بينما تسعى كتلة صادقون بقيادة قيس الخزعلي للمنافسة بقائمة مستقلة، مما يعكس تنافساً محتدماً داخل البيت الشيعي.
التيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، الذي أعلن مقاطعته للانتخابات، دعا أنصاره، الذين يُقدر عددهم بنحو مليوني ناخب، لتحديث سجلاتهم الانتخابية، مما يثير تساؤلات حول نواياه الحقيقية.
وتُظهر التحالفات الجديدة انساق متغيرة، حيث يسعى السوداني لتشكيل كتلة موحدة تجمع قوى مدنية وشيعية، بينما يحافظ الإطار التنسيقي على هيمنته التقليدية.
وتشير تقديرات إلى أن السوداني يطمح للفوز بنحو 100 مقعد، مما قد يمنحه رافعة قوية لتجديد ولايته كرئيس للوزراء.
وتُعيد هذه التحركات إلى الأذهان انتخابات 2021، التي شهدت تنافساً حاداً وانقسامات داخل الإطار التنسيقي، حيث فاز التيار الصدري بـ73 مقعداً، لكنه انسحب لاحقاً، مما أدى إلى أزمة سياسية استمرت 11 شهراً.
وتُعقد الانتخابات بموجب نظام “سانت ليجو”، حيث تُعتبر كل محافظة دائرة انتخابية واحدة، مما يعزز فرص الكتل الكبيرة.
ويُشار إلى أن نسبة المشاركة في انتخابات 2021 بلغت حوالي 44% فقط، مما أثار جدلاً حول تمثيلية النتائج.
ويُتوقع أن تشهد انتخابات 2025 منافسة شرسة، خاصة مع بروز قوى مدنية جديدة مثل حركة “نازل آخذ حقي” وحزب البيت الوطني، التي تسعى لاستغلال الإحباط الشعبي من النخب التقليدية.
المصدر: المسلة