You are currently viewing إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط يرفضون المشاركة بتوسيع الحرب على غزة

إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط يرفضون المشاركة بتوسيع الحرب على غزة

قالت وسائل إعلام عبرية إنه بعد تسعة عشر شهراً من الحرب في غزة واشتداد النقاش الداخلي، بدأت شدة المشاعر بين جنود الاحتياط للمشاركة في الحرب تتضاءل، مع استمرار الحرب بأهداف متضاربة واستمرار الجدل الداخلي الإسرائيلي حول ما له الأولوية، هزيمة حماس بشكل قاطع أم تحرير الأسرى الإسرائيليين المتبقين، في قطاع غزة.

وأشارت إلى أن عددا كبيرا من الضباط والجنود وحتى قبل إرسال أوامر الاستدعاء، أعلنوا أنهم لا يعتزمون الامتثال للخدمة العسكرية، رافضين المشاركة في توسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.

وكانت حكومة الاحتلال المصغرة “كابينيت”، أقرت مساء الأحد، توسيع الحرب على غزة، بادعاء “ممارسة ضغط عسكري يرغم حماس على الموافقة على اتفاق تبادل أسرى من دون وقف الحرب”.

وأشارت صحيفة/جروزاليم بوست/ العبرية، إلى أن جيش الاحتلال، أعلن خلال نهاية الأسبوع أنه أرسل عشرات الآلاف من أوامر الاستدعاء إلى جنود الاحتياط استعدادا لهجوم متوقع على غزة، ولكن هذه المرة لا يستطيع الجيش أن يحلم بنسبة حضور عالية، وسيعتبر نفسه محظوظا إذا حضر 60% إلى 70% من الذين تم استدعاؤهم بالفعل للخدمة.

إرهاق المعركة

وقالت الصحيفة: إن الانخفاض الحاد في إقبال جنود الاحتياط، هو نتيجة مجموعة من العوامل، أولها هو الإرهاق الشديد ــ ليس فقط الإرهاق البدني للجنود الاحتياطيين الذين تم استدعاؤهم ثلاث وأربع وخمس وحتى ست مرات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، بل أيضاً الإرهاق العاطفي، من ضمنها، ضغوط ترك الزوج والأبناء مجددًا، وضغوط ترك العمل والدراسة، وضغوط التغيب عن الجامعة ثم محاولة التعويض عما فات.

وأضافت أن العديد من جنود الاحتياط قد خدموا بالفعل لأكثر من 275 يوما منذ السابع من أكتوبر، فإن الاضطراب الذي لحق بحياة أسرهم وسبل عيشهم ووظائفهم أصبح غير قابل للاستمرار.وعملهم، إذ أن كثيرين فصلوا من وظائفهم بسبب تغيبهم عن العمل لفترات طويلة بسبب خدمتهم العسكرية.

فقدان الثقة في الحكومة
ورأت أن هناك سبب آخر لتراجع الدافع وهو الحكومة والشعور لدى كثيرين بأن قراراتها مدفوعة بحسابات سياسية وبقاء الحكومة والائتلاف أكثر منها بحسابات استراتيجية، كهزيمة حماس أو إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مشيرة إلى ان هذا التصور ترسخ لدى شريحة كبيرة من الإسرائيلين، ومعه السؤال: لماذا نُضحي بكل هذا العناء من أجل حرب قد تكون أهدافها سياسية؟.

وهناك أيضا إحباطٌ من غياب أهداف واضحة نهائية، حيث يُطلب من جنود الاحتياط المخاطرة بحياتهم – والتضحية بعائلاتهم واستقرارهم الاقتصادي – من أجل عمليةٍ أهدافها غامضة.

وتابعت الصحيفة: عندما يختلف رئيس الوزراء ورئيس الأركان حول ما إذا كان الهدف الرئيسي من الحرب هو تدمير حماس أم استعادة الرهائن (الأسرى)، يتسرب هذا الارتباك إلى الجميع. إنه لا يبعث على الثقة، بل يُولّد الشك والشعور بالعبث: لماذا نفعل هذا إذا كانوا لا يعرفون ما يريدون؟.

العامل “الحريدي”
ولفتت إلى أن العامل الثالث، يتمثل في الجدل الدائر حول إعفاءات المتدينين الحريديم من الخدمة العسكرية، حيث تدرس الحكومة سن قانونٍ مطلع الشهر المقبل، والذي من شأنه ترسيخ إعفاءاتٍ شاملةٍ للحريديم.

وقال أحد جنود الاحتياط بصراحة: “يجب أن أترك زوجتي وطفلي حديث الولادة للمرة الخامسة لأن الحريديم يرفضون الخدمة – وهذا ببساطة ليس صحيحا”.

ولو كان الجيش قد جند آلافاً من الحريديم في الصيف الماضي، لكانوا الآن مدربين ومستعدين ــ مثل أي مجندين آخرين، وكان وجودهم ليقلل من الحاجة إلى استدعاء هذا العدد الكبير من جنود الاحتياط الآن.

وهناك أيضا شعور متزايد لدى العديد من جنود الاحتياط بأنهم يُستغلون كقوة عاملة مريحة ومنخفضة التكلفة، يمكن تعبئتها في أي لحظة – دون مراعاة كبيرة للتكاليف الشخصية والمهنية.

وحذرت الصحيفة أنه في المستقبل، سيُمثل تآكل ثقة الجمهور الإسرائيلي وقدرته على التحمل تحديا رئيسيا يواجه الجيش الإسرائيلي، إلى جانب العدو في غزة. فالنصر في الحروب يتطلب تماسكا ووضوحا، وشعورا لدى من يُطلب منهم القتال بأن التضحية ضرورية ومشتركة. وعندما يشعر جنود الاحتياط بأنهم يتحملون العبء وحدهم، دون أهداف واضحة أو أمة متحدة تدعمهم، فإن رغبتهم في مواصلة المشاركة ستبدأ في التلاشي، وهذا ظهر مع صدور أوامر الاستدعاء الجديدة، حيث بدأت العلامات المبكرة لهذا التآكل في الظهور.

من جانبها نقلت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية نقلا عن جندي إسرائيلي في الاحتياط، وأدى الخدمة العسكرية أكثر من 350 يوما منذ بداية الحرب، قوله: إنه “يعرف عددا غير قليل من الأشخاص الذين يتهربون من خدمة الاحتياط لأن هذا لم يعد يلائمهم.

وأشارت صحيفة /هآرتس/ إلى أن “الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى توسيع الحرب في الوقت الذي تتزايد فيه الخلافات حول أهدافها، ويوجد في أوساط قوات الاحتياط تحفظ كبير على أوامر استدعاء أخرى، على خلفية الأعباء عليهم منذ 7 أكتوبر”.

وأعلنت دولة الاحتلال استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تمهيدا لتوسيع العملية العسكرية في قطاع غزة.

وكان الاحتلال الإسرائيلي استأنف فجر 18 آذار/مارس 2025، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق عدوانها على قطاع غزة، برا وبحرا وجوا، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد وجرح أكثر من 170 ألف فلسطيني في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

 

المصدر: قدس برس

إعلام عبري: ضباط وجنود احتياط يرفضون المشاركة بتوسيع الحرب على غزة – وكالة قدس برس للأنباء

شارك المقالة