You are currently viewing وجاءت وقفة العز من قادة المالديف وبنغلاديش.. شكرا من الأعماق

وجاءت وقفة العز من قادة المالديف وبنغلاديش.. شكرا من الأعماق

عبد الباري عطوان
ظللنا نبحث طوال اليوم عن خبر عربي يعيد بعض التفاؤل الى القراء العرب في ظل تواتر الاخبار المؤلمة، والمحبطة والصاعقة القادمة الينا هذه الأيام من قطاع غزة مصحوبة بصور جثامين الشهداء الطاهرة المزينة ببقع دمائهم التي تزين اكفانهم، والأطفال منهم خاصة، ولكن بعد البحث المكثف لم نجد الا خبرين، الأول قادم من جزر المالديف، والثاني من بنغلاديش.

السيد محمد معز رئيس جزر المالديف التي تعتمد بلاده اعتمادا كاملا على المردود المالي السياحي، صادق رسميا امس على التعديل الثالث لقانون الهجرة الذي ينص على حظر دخول حاملي جوازات السفر الإسرائيلية الى أراضي البلاد، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، ورفضا لمجازر حرب الإبادة التي يمارسها العدو الإسرائيلي في قطاع غزة بصفة يومية جنبا الى جنب مع عمليات التهجير الداخلي، وحرب التجويع والحصار، والتدمير والتهجير.
اما الخبر الثاني فجاء من جمهورية بنغلاديش التي شهدت في الأيام القليلة الماضية مظاهرات تضامنا ودعما لأهلنا في الضفة والقطاع، وأصدرت حكومتها قرارا بإدخال نص على جوازات السفر يحظر على حاملها دخول دولة الاحتلال الإسرائيلي الارهابية المارقة.

***
ما كان بمقدورنا الا ان نقرأ هاذين الخبرين القادمين من دولتين اسلاميتين، ليس فقط لأن نظام الحكم فيهما ديمقراطي، وقيادتهما منتخبة في ظل انتخابات حرة شفافة، وانما ايضا لأن الشعبين فيهما نجحا في فرض ارادتهما على الحكومتين الحاكمتين، واغلاق الأبواب في وجه المستوطنين الصهاينة في رفض مشرف لكل الاعذار بالأزمات الاقتصادية، والخوف من ردود الفعل الانتقامية الامريكية المحتملة.
كنا في الماضي القريب نصب جام غضبنا على الحكومات والزعماء العرب، ونستثني الشعوب من أي انتقاد او لوم، ولكن في ظل استمرار هذه المجازر والدمار، وحرب التجويع في القطاع، بدأت هذه الفرضية تتآكل بسرعة، لان صمت الشعوب، وأيا كانت الأسباب، بات المشجع لهذا العجز المفتعل للحكومات، ولا ننكر في هذه العجالة، ان هناك استثناءات، ولكنها تظل محدودة جدا للأسف.
***
لا نعرف مشاعر “الزعماء” العرب وهم يقرأون هذه الأنباء، وقبلها إقدام دول في أمريكا اللاتينية وافريقيا، بل من أوروبا أيضا (ايرلندا)، تقدم على قطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وتطرد سفراءها الذين يلوث وجودهم طهارة أراضيها، ونصل الى قناعة بأنه لا مشاعر لديهم على الاطلاق، وخاصة في الحكومات المطبعة من بينها.
من لا يشكر الناس، لا يشكر الله، ولهذا ننحني شاكرين امام زعماء جزر المالديف، وبنغلاديش، وكل الدول التي وقفت في خندق العز والشرف والكرامة، وتضامنت مع أهلنا المجوعين المشردين المقاومين في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن، ونحن على قناعة بأن التغيير بات قريبا جدا، وان الشعوب ستنتفض، وان دماء الشهداء الطاهرة، وتضحيات الصابرين القابضين على الجمر لن تذهب سدى.. والأيام بيننا.

المصدر: رأي اليوم

وجاءت وقفة العز من قادة المالديف وبنغلاديش.. شكرا من الأعماق | رأي اليوم

شارك المقالة