You are currently viewing  حوار ايران وجريمة تكريت 

 حوار ايران وجريمة تكريت 

الكاتب/ اسعد عبدالله عبدعلي

 

كنت مسرعا صباح الأحد بسبب تأخري بالنوم, كان يجب ان أسابق الزمن كي الحق بالبصمة, التي تحدد التزامي الوظيفي, كان الطريق مزدحما بسبب كثرة من يقودون سياراتهم عكس الاتجاه! ويسموه اهل بغداد ( روند سايد), وهي حالة غريبة تنشط في مناطق شرق القناة, والغريب في شوارع شرق العاصمة هو تزاحم السيارات مع عجلات التكتوك التي تملأ الشارع, واصحابها تشغل اغاني ريفية بصوت عال, الدخان يملأ الباص لكثرة المدخنين داخل الباص, مع ان البرلمان شرع قانون قبل سنوات عديدة بمنع التدخين داخل الباص مع غرامة مالية, لكن القانون ميت فلا احد يطبقه!

” من لم يدفع الاجرة” تكررت هذه الجملة ثلاث مرات وبصوت مرتفع ارتفع من السائق, حيث يطالب بأجرة شخص لم يدفع, وتكرر صريخه لمن لم يدفع, يبدو ان احد الركاب لا يملك اجرة النقل, لم يدفع وبقي صامتا, فأخرجت الف دينار واعطيته للسائق بدلا عنه, فلم يقبل السائق واصر ان يعرف ذلك الشخص, واصررت ان يأخذ الاف دينار ويسكت, فصممت, اعتقد يجب ان يكون الناس أكثر تسامحا مع بعضهم, والا الاف دينار مبلغ بسيط جدا لا يستحق الصراخ والتشنج والغضب.

 

· إيران وفن السياسة

قال عجوز ذو شارب يشبه شارب “صدام حفرة”: ايران كانت تتحدث دوما عن المقاومة وها هي تقبل بالجلوس مع الشيطان الاكبر, فضحك السائق وشاب صغير مؤيدين كلام العجوز ذو الشارب الصدامي, كان هناك رجل يلبس عقال عربي يجلس قربهم قال: السياسة فن لا يتقنه الا الحكماء وإيران تشهد له الدول بحنكة قادتها, وما الحوار إلا نوع من طرق السياسة لكسب المصالح, وقبول الشيطان الأكبر بالجلوس دليل إفلاسه مع كل الغرور بالإعلام, لكنه وجد الطريق مسدودا أمامه, ان الجلوس للحوار ليس هزيمة وعلينا بالاقتداء بالرسول الاعظم (ص) عند اقامة صلح الحديبية مع مشركي قريش, حيث كان الصلح أكبر هزيمة للقرشيين وهم لا يعلمون, كذلك اليوم حوار أمريكا مع إيران الاسلامية هو هزيمة للأمريكان, فصمت الحضور من منطق الرجل القوي.

فقال العجوز ذو الشارب الصدامي وهو يضحك: وماذا تستفيد إيران من الحوار مع امريكا؟ فاين المبادئ واين الشعارات وكيف يجلسون مع الشيطان الاكبر؟! وايد اشكاله السائق والشاب الصغير.. فرد عليهم الرجل: عددوا معي بعض الفوائد: اولا: الحرب غالبًا ما تؤدي إلى فقدان الأرواح وإصابات خطيرة, اما الحوار فانه يساهم في تجنب هذه الخسائر, فما دام الحوار متاحا فلما لا؟.. ثانيا: ان النزاعات المسلحة تتطلب ميزانيات ضخمة، بينما الحوار يمكن أن يكون أقل تكلفة اقتصاديًا, وهو ما يهم إيران… ثالثا: يمكن أن يسهم الحوار في تحقيق السلام والاستقرار على المدى الطويل، مما يعود بالنفع على إيران… رابعا: من خلال الحوار يمكن الوصول إلى حلول تدرك مصالح جميع الأطراف, وتكون أكثر استدامة, وهذا الامر يهم ايران جدا.

فصمت العجوز الصدامي والسائق والشاب الصغير وهم منزعجين, فكلام الرجل لا نقاش فيه, لكن لا ينسجم مع هواهم فصمتوا منزعجين.

 

· فضيحة جامعية في تكريت

نزلت في كراج باب المعظم مسرعا: كان علي الصعود “الكوستر” للوصل لدائرتي, صعدت وكان الصوت عاليا بين الركاب, حاولت فهم الموضوع, كان حول جريمة جامعة تكريت, عن الاستاذ الفاعل للحرام مع طالبة, وابتزازها بالدرجات مقابل ارضاء شهواته, وعندما اكتشف المنتسب الأمني الوضع المخل بين الاستاذ والطالبة داخل السيارة في كراج الجامعة, قام الاستاذ بدهسه وقتله! عن عمد خوفا من فضيحة, فقالت امرأة عجوز: اغلب الجامعات اصبحت مكان لهدم الأخلاق والشرف احيانا, ويجب ان تهتم الجامعات بالقيم الاخلاقية قبل منح شهادة الماجستير والدكتوراه, فما فائدتها لرجل فاسد مرتشي منحرف اخلاقيا, اكيد سيفسد الأجيال التي يدرسها, فأيدتها امرأة بجانبها: اي والله كلامك برد قلبي.

وقال شاب متداخلا في الموضوع: اغلب الجيل الصاعد من الاساتذة كل همهم الطالبات! وكيف يتمكنوا من استغلالهن, والقصص متفشية, والقنوات الاخبارية كل فترة تكشف عن حالة لا اخلاقية, يجب تشديد الرقابة على الاساتذة والعقوبات المتشددة مع كل من يدخل بعلاقة مع طالبة.

اعتقد يجب على وزارة التعليم تشكيل لجنة ذات صلاحيات واسعة, وتكون مرتبطة بالوزير مباشرة, لمطاردة الفاسدين داخل الجامعات, ان الخطر كبير حاليا.

 

· اخيرا:

” نازل… نازل” اخيرا وصلت مكان عملي, ووصلت جهاز البصمة, لابصم وأثبت التزامي الوظيفي, الوقت مازال لصالحي كي ابصم, لكن العقل منشغلا بما حصل من نقاشات داخل الباص, كمية كبيرة من الأفكار تتزاحم في رأسي, اجدها مواضيع مهمة للكتابة الصحفية, فهي تمثل ما يشغل الناس ويعبر عن أفكارهم.

شارك المقالة