يأتي عيد الفطر هذا العام ليثير الهموم والشجون وسط تواصل للإبادة الإجرامية التي تجري ضد الفلسطينيين.
فرحة العيد توارت، وحلت محلها مشاعر اليأس والغضب التي تسود الشارع العربي، وكان آخر تجليات هذا الغضب هتاف الشعب التونسي الأبي اليوم “سيدكم سنوار يا حكام العار”.
فكيف يقرأ المحللون المشهد المخزي الذي يجلل الأمة كلها بالعار؟
د. إسماعيل صبري مقلد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية يقول إنه لا خلاف علي أن سلاح الجو الإسرائيلي هو عصب قوة اسرائيل العسكرية الضاربة وسلاحها الأقوي والأكثر حسما الذي تستخدمه في هجومها علي المدن العربية الآهلة بالسكان لإبادتها وتدمير معالمها وتحويلها إلي أرض محروقة لا تصلح للحياة، كما حدث ولا يزال يحدث في غزة، وما فعله في لبنان وسورية واليمن، وتأهبه للهجوم علي ايران.
ويضيف أن هذا هو سلاحها الجوي الذي جعلت اسرائيل منه أسطورة عسكرية روّجت لها في العالم كله الي الحد الذي جعل رئيس وزراء اسرائيل نتنياهو ووزراء الدفاع ورؤساء الاركان الاسرائيليين يتباهون به امام العالم ويصفونه بانه ذراع اسرائيل الطويلة التي تضرب وتبطش، والتي يمكنها ان تصل الي اقصي مكان في الشرق الاوسط والعالم للدفاع عن امن اسرائيل.
ويتساءل “مقلد”: اذا كانت اسرائيل تمتلك مثل هذه القدرة الهائلة علي الردع والهجوم علي اي مكان وفي أي وقت وتحت أي ظروف، فكم هو عدد الطائرات التي تحوزها، وألا يمتلك العرب في ترساناتهم الجوية العسكرية أضعاف هذا العدد، ومن أحدث المقاتلات الهجومية التي يمكنها أن تمحو إسرائيل وتزيلها من علي وجه الأرض وتفعل بها أضعاف ما تفعله فينا من إبادة وتدمير شامل؟
ولماذا لا تأخذ إسرائيل قوة العرب الجوية، وهم اثنتان وعشرون دولة، علي محمل الجد ولا تكترث بها ولا تضع وزنا لها في حساباتها، وكأن العرب لا يمتلكون طائرة مقاتلة واحدة تستطيع الوصول اليهم؟
ويجيب بأن الرد المنطقي علي ذلك هو أن هذا العجز العربي المزري والمشين هو بسبب تفرقهم وتشرذمهم وتبعثر مواقفهم وتضارب سياساتهم وسوء تقديراتهم وكيدهم لبعضهم وانفرادهم بقراراتهم التي لا مكان لمفهوم الامن القومي فيها لأن حمايته لم تكن يوما هدفهم الذي يتكتلون وراءه ويحشدون قواهم له.
ويقول إن السؤال الآخر الذي يفرض نفسه: ما الذي يدعوهم إذن إلي اقتناء كل هذه الطائرات المقاتلة من الغرب والشرق والتي يدفعون فيها ما يدفعونه من أموال طائلة وبأرقام فلكية لا يصدقها عقل، إذا لم يكن لها أي دور أو حضور أو استخدام في الدفاع بها عن أنفسهم في ظروف التحدي والخطر؟، واذا لم تحركهم كل تلك المجازر الوحشية في غزة التي ابادت البشر والحجر، واحرقت الاخضر واليابس، وتحدت بها اسرائيل مشاعر العالم كله، فما الذي يمكنه ان يحركهم ويثير نخوة الثأر والرد لديكم؟
ويخلص إلى أن مشكلة العرب الحقيقية ليست في وجود السلاح أو في عدم وجوده لديهم ، وإنما في غياب إرادة استخدامه ككل دول العالم التي تقتني السلاح لاستخدامه وليس لتخزينه أو لاستعراضه كما يفعل العرب، مؤكدا أنهم يملكون أسلحة يمكنهم أن يحاربوا بها العالم كله إذا ارادوا ، لكنهم يؤثرون التجنب والابتعاد والتهرب علي التصدي للخطر والتعامل معه بالجدية التي يستحقها وفي مواقف لا تحتمل التردد أو التخاذل، لافتا إلى أن هذه هي أكبر نقاط الضعف فيهم، و لهذا تجرأت اسرائيل وتغولت وافترت وشبعت تدميرا فينا، وسوف تظل تفعل ذلك ولن تتوقف إلي أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
من جهته تساءل الشيخ الصادق الغرياني مفتي ليبيا: أين الجيوش العربية والإسلامية؟
أليست بالملايين وجيش العدو الإسرائيلى 400 ألف أو 500 ألف؟
أين الألوية؟ أين طياروكم؟ أين الميج؟ وال f15 وال f 18؟
هل الطيارون الصهاينة الذين يقتلون أطفالكم ويمزق أشلاء نسائكم أرجل منكم؟
أليس فيكم رجل رشيد ولو على معتقد أهل الجاهلية ” انصر أخاك ظالما أو مظلوما”.
وذكّر الغرياني بقول الله تعالى “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم”.
رسالة وزير الدفاع الأمريكي
في سياق الصراع والفتنة التي تنفخ فيها الولايات المتحدة، تتوالى الردود على الصور التي نشرها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بحسابه الرسمي على منصة( X) ، حيث نشر صورة له وقد بدا على ذراعه وشم
”كافر” باللغة العربية، وفوقها عبارة باللاتينية تعني “الرب يريد”، وهي العبارة التي استخدمها الفرنجة في حملتهم الأولى على الشام، التي قتلوا فيها مئات الآلاف من المسلمين والمسيحيين الشرقيين.
ما فعله بيت هيغسيث دعا الكثيرين للتساؤل عنه ومن يكون؟
وبالبحث تبين أنه من أصول نرويجية، حارب في أفغانستان والعراق وخدم في جوانتانامو، ألف كتابين بعنوان “الحرب الصليبية الأمريكية” و”محاربة المحاربين”، وهو خريج قسم العلوم السياسية بجامعة برنستون، وكان معروفا بتطرفه الديني وهو طالب، وأشرف على إصدار مجلة وقتها تحمل أفكاره.
فما هي رسالته من وراء ذلك؟ وهل تصل إلى أسماع الجيوش العربية والإسلامية قبل فوات الأوان؟
المشهد بات واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار، فهل من أمل في التحرك لمواجهة الأخطار غير المسبوقة؟!
المصدر: رأي اليوم