رأى رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، أن الحديث عن نقل رسائل دولية للعراق عبر العلاقات “معيب”، مؤكداً أنّ أميركا قد تتحدث عن ملاحظات، لكن التدخل في قرارنا حول الحشد الشعبي “غير موجود”، كما أن حل الفصائل موجود ومرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي.
وقال السوداني في مقابلة تلفزيونية ، إننا “أبلغنا واشنطن استغرابنا من صمتها عن عشوائية تحويلات الدولار في العراق لـ20 عاماً”، كما أن “واشنطن تريد التأكد من المحطات النهائية لدولارها وهذا من حقها”.
وأكد السوداني أن “العراق يسدد مستحقات إيران وفق اتفاقية مع واشنطن عبر المشتريات الإنسانية”، مبيناً أن “إيقاف الاستثناءات الأميركية شمل استيراد الكهرباء ولم يصلنا شيء بخصوص الغاز”.
وبيّن السوداني أن “العراق يحرق يومياً 1300 مقمق يومياً ونستورد 1000 بالذروة”، مشيراً إلى “نستورد الغاز بـ4 مليار دولار ونحرق بـ 5 مليار دولار سنوياً”.
وأضاف السوداني: “لأول مرة في تاريخ العراق توجد رؤية واضحة لاستثمار الغاز بعد سنوات من الإهمال”. وأشار إلى أنه “وصلنا إلى إنتاج 27 ألف ميغا واط بعد أن كان 19 ألف ميغا في الحكومة السابقة”، مبيناً “نحتاج إلى إنتاج 50 ألف ميغا واط”.
وأكد أن “العراق يعمل الآن للاكتفاء من الطاقة ولا يكتفي بطلب الاستثناءات كالحكومات السابقة”، مشيراً إلى أنه “دخلنا بمشروع تحدي لإنشاء منصة عائمة لاستيراد الغاز وربطها بالمحطات”.
وقال السوداني أيضاً إن “العراق لا يحتوي على شبكة لنقل الكهرباء من الجنوب إلى الوسط وبدأنا بانشاء شبكة”، كما أننا “نعمل على مشروع فك اختناقات الكهرباء بـ2.5 تريليون دينار في كل المحافظات”.
وتابع أن “مشروع فك اختناقات الكهرباء مشروع حكومي وليس عبر الاستثمار السياسي للمناشدات لنصب المحولات”، مبيناً أنه “أبلغنا الشركات الكهربائية بعدم التفاعل مع الاستثمار السياسي للمناشدات لتوزيع المحولات”. وتحدث السوداني عن أن “البعض بدأ يستثمر مسألة الغاز والعقوبات بكونها سلبية على الحكومة” كما أن “هناك من بدأ يستجلب العداء لبلده بدافع المنافسة السياسية”.
وقال أيضاً إن “كلفة انتاج الكهرباء ترتفع سنوياً ونحتاج الجباية للسيطرة”. وحول الحديث عن أزمة رواتب في العراق، رأى السوداني أنه “استخدم بتهويل غير أخلاقي”. وبيّن أن “موازنة العراق في أول حكومة 2004 كانت 24 مليار دولار والآن 160 مليار دولار”، مضيفاً أننا “انفقنا 156 تريليون في 2024 منها 90 تريليون للرواتب”، موضحاً أن “40 تريليون ذهبت لاستيراد الوقود والبطاقة التموينية والأدوية”، كما أن “13 تريليون ذهبت للشركات الأجنبية المنتجة للنفط و13 أخرى فقط لجميع المشاريع الاستثمارية”.
وأكد السوداني أن “لا أحد يجرؤ على لمس الرواتب أو تطبيق الضرائب”، كما أشار إلى أن “سلم الرواتب مطلب عادل لكنه يحتاج لقرار سياسي بتعديل 34 قانون وقرار”، مبيناً أنه “في الوضع القائم لا تستطيع الحكومة التلاعب بكتلة الرواتب أو التعديل عليها”. وأعلن السوداني أن عمله السياسي مستمر، كما أن “المشروع واضح ولدينا التجربة والرؤية والمنجز أمام المواطنين”، مضيفاً: “نحن في مرحلة الحوارات وليس لدينا خط أحمر أمام أحد للانضمام لمشروعنا السياسي”. ورأى أنه “من المهم عودة التيار الصدري للعملية السياسية”، مشيراً إلى أن “المرحلة الحالية مرحلة اختبار للجميع وتوجد برامج وليس تحالفات الآن”. وأكد السوداني أن “المنجز ليس للحكومة فحسب بل لائتلاف إدارة الدولة”. واعتبر رئيس الحكومة أنه “لا توجد مصلحة بتعديل قانون الانتخابات ولم نجربه حتى الآن”، مبيناً أنه “هناك من يتفنن لتقليل حظوظي في الانتخابات”. واشار الى إن “البعض يعيش هيستيريا من امتلاكي كتلة برلمانية قادمة”. ولفت إلى أن “الكثير من الكتل مع استخدام البطاقة الوطنية في الانتخابات وقلة قليلة تخشى المشاركة الفاعلة”، مبيناً أن “البطاقة الوطنية الخيار الأسلم لتحقيق مشاركة انتخابية كبيرة لكنها غير ممكنة فنياً”. وحول الرسائل الأميركية والحديث عنها، زعم السوداني أن “الادعاء بجلب رسائل من واشنطن إلى الإطار غير موجود وهي محاولة من أشخاص لصنع مكانة لها”، مدعياً أن “دول العالم تتعامل مع السلطة الرسمية والحديث عن نقل رسائل عبر العلاقات معيب”. واكد السوداني أن “واشنطن قد تتحدث عن ملاحظات لكن التدخل في قرارانا حول الحشد غير موجود ولا مسموح”. وتابع إن “حل الفصائل موجود منذ تشكيل الحكومة ومرتبط بإنهاء وجود التحالف الدولي”، مؤكداً أنه “لا يوجد فرض أو إملاءات على العراق وهناك من يعتاش على الأخبار البهلوانية”.
المصدر: العراق اليوم