You are currently viewing منسق الشؤون الإنسانية في سوريا لـ”القدس العربي”: إسرائيل تعيق عملنا في المناطق الحدودية

منسق الشؤون الإنسانية في سوريا لـ”القدس العربي”: إسرائيل تعيق عملنا في المناطق الحدودية

 

في مؤتمر صحافي عن طريق الفيديو من العاصمة السورية دمشق، قال آدم عبد المولى، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، إن سوريا تقف عند منعطف حاسم، مع بداية عهد جديد منذ ديسمبر/ كانون الأول 2024، والذي يحمل معه الأمل في السلام والاستقرار.

وأضاف عبد المولى “لقد خلّفت أربعة عشر عامًا من الصراع 16.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، ما يجعل سوريا واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم. وبينما ترى أن هناك تقدما في كثير المجالات، إلإ أن الأعمال العدائية المستمرة، والصعوبات الاقتصادية، ونقص التمويل تهدد كلًا من العمليات الإنسانية وجهود الإنعاش”.

وقال منسق الشؤون الإنسانية إن الألغام الأرضية ومخلفات الحرب المتفجرة تشكل تهديدًا يوميًا، حيث تسببت في أكثر من 600 إصابة منذ ديسمبر/ كانون الأول، ثلثهم تقريبًا من الأطفال. ولا تزال إزالة الذخائر غير المنفجرة أولوية رئيسية لتمكين التعافي المبكر وإعادة الإعمار.

وأشار إلى عودة 1.2 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية في سوريا منذ ذلك التاريخ، بما في ذلك 885,000 نازح داخلي و302,000 لاجئ. “ومع ذلك، لم يعد سوى 100,000 من أصل مليوني نازح داخلي في شمال غرب سوريا بسبب نقص الخدمات والمخاطر الأمنية وفقدان الوثائق القانونية”.

وتتوقع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بحسب عبد المولى، عودة ما يصل إلى 3.5 مليون لاجئ ونازح داخلي هذا العام، ما يؤكد الحاجة إلى استثمارات عاجلة في دعم التعافي وإعادة الإدماج.

وأكد عبد المولى أن الأعمال العدائية النشطة في الشمال والجنوب والمناطق الساحلية ما زالت نشطة، ما أدى إلى نزوح الآلاف وإعاقة وصول المساعدات. “وبحسب ما ورد، فقد أسفر العنف الساحلي الأخير وحده عن مقتل وإصابة المئات وتسبب في دمار واسع النطاق، بما في ذلك المرافق الصحية. ولمنع المزيد من المعاناة، يجب على جميع الأطراف الالتزام بخفض التصعيد والقانون الإنساني الدولي”.

وردا على سؤال “القدس العربي” حول الأوضاع في المناطق الساحلية وما إذا عادت الأوضاع إلى الهدوء، وإذا ما زار المنطقة قال عبد المولى: عدت من اجتماع بروكسيل للدول المانحة وقدمت طلبا فورا لزيارة المناطق الساحلية، وبانتظار رد السلطات السورية. كما تعرف أن تحركات المساعدات الإنسانية في سوريا كلها تعتمد على التعاون ومنح التراخيص من الحكومة وبانتظار الرد قريبا.

وأعرب عن أمله بأن يزور مناطق الساحل بسرعة. “إلا أن زملائي من عدة منظمات إنسانية بمن فيهم رئيس مكتب “برنامج الأغذية العالمي” وزملاء من “مكتب السلامة والأمن” قاموا بزيارات للمناطق الساحلية بما فيها اللاذقية وطرطوس، ونحن على تواصل مع زملائنا في الميدان بشكل يومي ونقلنا بعضا من مكاتبنا إلى طرطوس والسويداء. عمليات المساعدات الإنسانية مستمرة لتقديم الدعم للمحتجين”.

وردا على سؤال ثان لـ”القدس العربي حول الأوضاع في السويداء، قال منسق الشؤون الإنسانية في سوريا: “لقد تم الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بين الحكومة والسلطات والقيادات المحلية في السويداء، ولكن هناك تقارير متضاربة حول الاتفاق. لكن بشكل عام الأوضاع هادئة ما عدا ما تسمعونه في الإعلام من اقتحامات إسرائيلية في الجنوب ما يقلص إمكانية برامج المساعدات الإنسانية للتحرك في الميدان وتقديم المساعدات، لكن كل شيء هادئ ما عدا قضية الاقتحامات الإسرائيلية”.

وردا على سؤال ثالث لـ”القدس العربي” حول ما إذا تعرض سكان المناطق الحدودية لعمليات تهجير بسبب الاقتحامات الإسرائيلية، قال عبد المولى: “لم نر عمليات تهجير واسعة في المناطق التي احتلتها إسرائيل. إن كان هناك عمليات تهجير فهي محدودة. همنا الأساسي هو أن التدخلات الإسرائيلية قد حدّت من إمكانيات وصولنا إلى الناس الذين بحاجة إلى مساعدات إنسانية”.

وعن المعابر من تركيا والأردن والعراق قال الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية لـ”القدس العربي” قبل 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024 كان هناك ثلاثة معابر مفتوحة من تركيا فقط: باب الهوى وباب السلامة والراعي. وقد تم تجديد الاتفاقية مع حكومة تصريف الأعمال وكلها تعمل. ومع الأردن لا يوجد أي مشكلة، وبداية من الأسبوع القادم ستكون جميع المعابر بين الأردن وسوريا مفتوحة على مدار الساعة. أما في الشمال الشرقي، فتتدفق المساعدات من الجانب العراقي للحدود. كان هناك موقع لتخزين المواد في دهوك. والآن نحن نخطط لتوسيع ذلك المركز لتسهيل إيصال المساعدات إلى سوريا، لكن البوابة بين سوريا والعراق ما زالت غير مفتوحة بشكل دائم”.

وحول الاحتياجات المالية لمساعدة الشعب السوري قال عبد المولى إن الظروف الاقتصادية مزرية، مع نقص حاد في السيولة، ومحدودية الكهرباء، وارتفاع الأسعار، ما يحدّ من إيصال المساعدات والخدمات الأساسية. وقد أثر الأمر التنفيذي الأمريكي الصادر بتعليق الأنشطة الإنسانية في يناير/ كانون الثاني الماضي بشدة على العمليات في شمال شرق سوريا، لا سيما في المستوطنات غير الرسمية ومخيمات النازحين داخليًا، ما أدى إلى فجوات كبيرة في التنسيق والمعلومات.

وأضاف “سيتلقى 8 ملايين شخص مساعدات إنسانية حتى يونيو/ حزيران 2025 ، وسيوفر أول تقييم سريع للاحتياجات على مستوى البلاد، والذي يغطي 2600 تجمع سكاني ومخيم، أولويات استجابة قائمة على البيانات. وقد تحسنت إمكانية الوصول في مناطق خطوط المواجهة السابقة مثل ريف إدلب وريف اللاذقية وشرق حلب.

وأشار إلى عبور أكثر من 670 شاحنة مساعدات من تركيا هذا العام، بزيادة سبعة أضعاف عن عام 2024. “ولكن لا تزال خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا لعام 2024 تعاني من نقص حاد في التمويل، ولم يتم تلبية سوى 35.6% من النداء البالغ 4.1 مليار دولار. ولم يتم تمويل خطة الاستجابة للفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار 2025 سوى 11.7%، ما يترك 88.9% من الاحتياجات دون تلبية”.

“واعتبارا من يناير/ كانون الثاني إلى يونيو/ حزيران 2025، هناك حاجة ماسة إلى 2 مليار دولار لدعم 8 ملايين شخص، بما في ذلك 5.4 مليون مليون شخص بالمساعدات الغذائية و 5.5 شخص بالرعاية الصحية”.

وأكد منسق الشؤون الإنسانية “أن الأمم المتحدة وشركاءها ما زالوا ملتزمين بدعم السوريين في بناء مستقبل مستقر وعادل ومزدهر. ومع ذلك، لا يمكن تحقيق ذلك بمفردهم. يجب على المجتمع الدولي التحرك الآن”.

المصدر: القدس العربي

منسق الشؤون الإنسانية في سوريا لـ”القدس العربي”: إسرائيل تعيق عملنا في المناطق الحدودية

شارك المقالة