فرضت أحداث سورية نفسها على المشهد السياسي، وبدا الأمر مثيرا و مترقبا من الجميع، فكيف يرى المحللون المشهد الذي ينذر بخطر كان شره مستطيرا.
الكاتب الصحفي عادل حمودة يرى أن سورية ستواجه حربا أهلية ومخطط تقسيمها الي دويلات حتي تستريح اسرائيل.
ويضيف أن ما يحدث في شمال سورية ليس حركة تمرد ولا انقلاب علي النظام، إنما بداية حرب أهلية ستؤدي الي تقسيمها الي دويلة شيعية وأخري درزية وثالثة كوردية وربما خامسة أو سادسة، وستكون كل دويلة تحت رعاية دولة من دول المنطقة حسب مذهبها: ايران ستحمي الدويلة الشيعية وإسرائيل ستحمي الدويلة الدرزية وتركيا ستحمي الدويلة السنية.
من جهته يتفق السياسي المصري زهدي الشامي على أن ما يجري فى سورية ليس مجرد تمرد لفلول النظام بل ممارسات طائفية بغيضة واعدامات ميدانية للمدنيين العلويين وصل الموثق منها إلى 830 قتيلا.
ويضيف أن هناك جرائم مؤكدة والأمر خطير، ومؤكدا أن مصير سورية بات على المحك.
ما يحدث في سورية دعا البعض للهجوم الشرس على الجماعات الدينية، كان من هؤلاء أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام الأسبق الذي يرى أن أي تيار ديني لو وصل للحكم وامتلك أجهزة الدولة لن يفعل سوى ما يفعله أولئك القتلة السفاحون، مشيرا إلى أن الخلاف عند التيارات الدينية-السياسية، يعني تكفير الآخر تلقائيا بكل تبعات ذلك التكفير من اعتقال وقتل واستحلال لكل شيء.
ويضيف أن مكمن الخطورة وجود أحزاب سياسية-دينية فهي دمار لوحدة وتماسك أي مجتمع، وتهديد بإرهاب شامل ضد كل المختلفين بما فيهم الأحزاب الدينية الأخرى، طالموا اختلفوا مع من يسيطر على السلطة.
ويخلص “النجار” أن المتاجرة بالدين في السياسة هي وباء قاتل لأي مجتمع.
الأحداث الجسام دعت الكثيرين للتساؤل: ولماذا لا نعتبـر كلا الفريقين “العلمانى والدينى” استبداديا، فالعلمانى يتهم الدينى بالإرهـاب والتطـرف والدينى يتهم العلمانى بالكُفـر ومحاربة الله ورسوله.
السبيل إلى النجاة
اللافت كان في اتفاق الكثيرين على أن البحث عن طريق للنجاة بات هو الهدف الأكبر، حيث تمنى الكاتب عبد العظيم حماد أن لا تقع تلك السلطة في المحذور و تتحول إلي مجرد خصم طائفي لبقية مكونات المجتمع السوري لا
يحترم القانون ولا مبدأ المواطنة المتساوية ولاحقوق الإنسان ليس من أجل أن تبقي هذه السلطة ولكن من أجل أن تبقي سورية نفسها.
ويقول إنه بسبب تناقض الروايات والشهادات لم يتبين حقيقة موقف السلطة الجديدة في سورية من المذابح التي ارتكبت ضد المدنيين العلويين ومن الإعدامات الميدانية (أي دون أسر ومن ثم دون محاكمة) للمتمردين من الطائفة العلوية.
الوضع المتأزم في سورية دعا الكاتب أنور الهواري إلى القول إن شعوب الشرق الأوسط سوف تسلك الطريق الصحيح يوم تعترف بالتنوع العرقي والديني والمذهبي والطائفي كأمر واقع، ثم تحترمه كمصدر ثراء وقوة، ثم تجتمع على القيم الوطنية المشتركة التي توحدنا ولا تفرقنا.
المصدر: رأي اليوم