يتابع أكراد العراق وإقليم كردستان التطورات الأخيرة بعد دعوة عبدالله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني (PKK)، لحل الحزب وإلقاء السلاح، في خطاب وجهه من سجنه في جزيرة إمرالي بتركيا يوم 27 فبراير 2025.
ويمثل هذا التحول نقطة مفصلية في مسار القضية الكردية، خاصة أن أوجلان تخلى عن فكرة الحكم الذاتي أو الدولة القومية، معتبرًا أنها لم تعد تلبي تطلعات المجتمع الكردي. ويثير هذا السؤال: كيف سيؤثر ذلك على أكراد العراق الذين يتمتعون بحكم ذاتي منذ 1991؟
يُنظر إلى هذا التحول على أنه قد يعزز الاستقرار الإقليمي، لكنه يضع أكراد العراق أمام تحدٍ جديد يتمثل في إعادة تقييم تجربتهم الفدرالية الناجحة نسبيًا. وتشير بيانات رسمية إلى أن إقليم كردستان يضم حوالي 6 ملايين نسمة (حسب إحصاءات حكومة الإقليم 2023)، وهو ما يجعله قاعدة ديموغرافية وسياسية قوية في المنطقة.
ورحب قادة إقليم كردستان العراق بدعوة أوجلان، معتبرين إياها خطوة إيجابية. وأبدى مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، دعمه لأي جهود تُعزز السلام، بينما اعتبر نيجيرفان بارزاني، رئيس الإقليم، أن النضال السلمي هو السبيل الأمثل لتحقيق الحقوق.
وأشار بافل طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، إلى أن الدعوة “مسؤولة ومهمة”.
ويُظهر هذا الترحيب انفتاحًا على دعم مسارات السلام، لكن تحليل الموقف يكشف عن حرص القادة على عدم التعليق على الجزء المتعلق برفض أوجلان للحكم الذاتي. ويبدو أن هذا الصمت يعكس تمسكًا بالنموذج الفدرالي الذي كفل للإقليم استقلالية دستورية ضمن العراق منذ 2005، وهو ما يراه المحللون دليلًا على رفض التخلي عن مكتسباتهم.
ويؤكد غياث سورجي، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، أن تجربة أكراد العراق لا تشبه نظيرتها في تركيا أو سوريا، نظرًا للاختلافات الجغرافية والسياسية. ويضيف أن النظام الفدرالي في العراق، المنصوص عليه في الدستور، منح الأكراد استقرارًا نسبيًا، بينما لا يزال أكراد تركيا يواجهون قمعًا منهجيًا.
وتُثير دعوة أوجلان تساؤلات حول مستقبل تطلعات الأكراد في العراق نحو الاستقلال، خاصة بعد استفتاء 2017 الذي صوت فيه 92% لصالح الانفصال (حسب اللجنة الانتخابية الكردية). ويرى الكاتب سامان نوح أن رؤية أوجلان موجهة لأكراد تركيا، ولا تتماشى مع أحلام الدولة القومية في كردستان العراق.
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة