You are currently viewing “شبيغل” الألمانية تكشف عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني

“شبيغل” الألمانية تكشف عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الصهيوني

كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية، في تقرير استقصائي، النقاب عن قصص مؤلمة لفلسطينيين عانوا من الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة على يد السلطات الإسرائيلية.
التقرير الذي نشرته المجلة الألمانية يأخذنا في رحلة داخل سجون الاحتلال، حيث يتم احتجاز الآلاف دون تهم محددة أو محاكمة عادلة.
من خلال قصص ثلاث شخصيات رئيسية، نتعرف على معاناة يومية تكشف عن وجه قاسٍ للاحتلال الإسرائيلي بعيون ألمانية.

الأم التي فقدت طفلتها الرضيعة
تصور لنا رولا حسنين، أم شابة وصحافية فلسطينية تبلغ من العمر 29 عامًا، لحظة اعتقالها المروعة. في منتصف ليلة من مارس 2023، اقتحم الجنود الإسرائيليون منزلها في مخيم الجلزون للاجئين بالقرب من رام الله: “كانوا يطرقون الباب بعنف، ثم وضعوا القيود على يديّ وغطوا عينيّ”، تروي رولا. “كنت أصرخ وأخبرهم أن لديّ طفلة رضيعة، لكنهم قالوا: هذا لا يعنينا”.

 

تم نقل رولا إلى مركز اعتقال عسكري، حيث قضت ثماني ساعات مقيدة إلى كرسي في غرفة مظلمة، قبل أن يتم استجوابها في الخليل. التهمة؟ 16 منشورًا على فيسبوك و3 تغريدات على (X) يعود بعضها إلى عامين مضيا، تتهمها السلطات الإسرائيلية بالتحريض على العنف وتمجيد الإرهاب. ومع ذلك، لم يتمكن التقرير من التحقق من محتوى هذه المنشورات، حيث تم حذف الحسابات أو تعليقها.
“كانوا يهددونني ويقولون: لن تري ابنتك لمدة عام ونصف”، تذكر رولا.
رولا، التي كانت ترضع طفلتها إيليا عند اعتقالها، قضت 10 أشهر في سجن دامون قرب حيفا. خلال هذه الفترة، حُرمت من رؤية ابنتها، التي كانت تبلغ من العمر تسعة أشهر فقط عند اعتقالها. “كانت تزحف عندما اعتقلتني، وعندما خرجت كانت تمشي”، تقول رولا بينما تدمع عيناها.
في السجن، كانت رولا تتحدث إلى بطانية تلفها على شكل طفل، تحاكي ابنتها. “كانت هذه الطريقة الوحيدة التي أشعر بها بأنني قريبة من إيليا”، تقول إحدى زميلاتها في الزنزانة.
تم الإفراج عن رولا في 19 يناير 2024 كجزء من صفقة تبادل أسرى، لكنها تعيش الآن تحت تهديد مستمر بإعادة اعتقالها. بعد يومين فقط من إطلاق سراحها، اقتحم الجنود منزل عائلتها وصادروا 35,000 شيكل (حوالي 9,500 يورو) من أموال شقيقها.
“هم يريدون تخويفنا”، تقول رولا، التي تعيش الآن في خوف دائم من أن يتم اعتقالها مرة أخرى.

أحمد أبو عليا: الشاب الذي قضى سنوات مراهقته في السجن
أحمد أبو عليا، شاب في الثامنة عشرة من عمره، يمثل جيلًا من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الاحتلال منذ ولادتهم. تم اعتقاله مرتين دون تهم محددة، حيث قضى أكثر من عام في السجن بتهمة “الاعتقال الإداري”، وهو إجراء يسمح للسلطات الإسرائيلية بحجز الفلسطينيين دون محاكمة أو تهم محددة.
أحمد، الذي أصيب برصاصة في كتفه خلال مواجهات مع الجنود الإسرائيليين، يعيش في قرية تحيط بها المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية. “كنت أريد فقط قضاء وقت مع أصدقائي”، يقول أحمد، الذي كان يبلغ من العمر 16 عامًا عندما أطلق الجنود النار عليه لأول مرة.
بعد إطلاق سراحه الأول، تلقى والده اتصالًا من الجيش الإسرائيلي: “في المرة القادمة، سنقتله”. تم اعتقال أحمد مرة أخرى في سبتمبر 2023، حيث قضى ستة أشهر في سجن “عوفر” بالقرب من رام الله.
“كانوا يعاملوننا كحيوانات”، يقول أحمد، الذي تعرض للضرب خمس مرات خلال فترة اعتقاله. “حتى المناديل الورقية كانوا يمنعونها عنا”.
تم الإفراج عن أحمد في يناير 2024 كجزء من صفقة تبادل أسرى، لكنه يعيش الآن في خوف دائم من أن يتم اعتقاله مرة أخرى. “قالوا لي: سنعتقلك مرة أخرى عند أول فرصة’”، يقول أحمد، الذي يعمل الآن مع والده في مزرعة نخيل بالقرب من أريحا.

الطالبة التي عاشت كابوس الاعتقال مرتين
دانيا حناتشة، طالبة جامعية تبلغ من العمر 22 عامًا، تم اعتقالها مرتين دون تهم محددة. “لم أكن أتوقع أبدًا أن يتم اعتقالي”، تقول دانيا، التي تدرس المحاسبة في جامعة بيرزيت.

 

تم اعتقال دانيا لأول مرة في عام 2023، حيث قضت بضعة أيام في السجن. ثم تم اعتقالها مرة أخرى في أغسطس 2023، حيث قضت خمسة أشهر في سجن هشارون. خلال فترة اعتقالها، تعرضت للضرب وسوء المعاملة، حيث تم حرمانها من الرعاية الطبية والتعرض لفحوصات مهينة.
“كانوا يضربوننا ويقولون: الأسرى في غزة لا يحصلون على طعام كافٍ، فلماذا يجب أن تحصلوا أنتم؟”، تقول دانيا.
تم الإفراج عن دانيا في يناير 2024، لكنها تعيش الآن في خوف دائم من أن يتم اعتقالها مرة أخرى. “هذا هو واقعنا تحت الاحتلال”، تقول دانيا. “لا يوجد سلام، ولا أمل”.

تسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية
تقرير “دير شبيغل” يسلط الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم اعتقال الآلاف دون تهم محددة أو محاكمة عادلة. التقرير يوضح كيف أن هذه الممارسات تساهم في تفاقم الكراهية وعدم الثقة بين الجانبين، ما يجعل تحقيق السلام مهمة شبه مستحيلة.
من خلال قصص رولا، أحمد، ودانيا، تظهر المجلة الألمانية كيف أن الاحتلال الإسرائيلي يؤثر على حياة الفلسطينيين اليومية، من خلال الاعتقالات التعسفية، وسوء المعاملة في السجون، والتهديد المستمر بإعادة الاعتقال. هذه القصص ليست مجرد حالات فردية، بل هي انعكاس لواقع يعيشه آلاف الفلسطينيين الذين يعانون تحت وطأة الاحتلال.
تقرير “دير شبيغل” يقدم صورة قاتمة عن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتم انتهاك حقوقهم الإنسانية الأساسية بشكل يومي. من خلال تسليط الضوء على هذه القصص، تذكرنا المجلة الألمانية بأهمية الاستمرار في الدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة للفلسطينيين، الذين يعيشون تحت وطأة احتلال طويل الأمد.
“نحن لا نعرف شيئًا سوى الاحتلال”، يقول أحمد أبو عليا. “وهو يزداد سوءًا يومًا بعد يوم”.

المصدر: القدس العربي

“شبيغل” الألمانية تكشف عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي

شارك المقالة