يوما بعد يوم تضخ المقاومة دماء العزة في الأمة العربية، تجلى ذلك اليوم في مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين ، وهي المشاهد التي انطوت على رسائل لا تخفى.
وفي الوقت الذي يحاول فيه البعض النيل من المقاومة سرا وجهرا، ويتربصون بها الدوائر ، حذّر آخرون من التخلي عنها، داعين إلى الوقوف خلفها بكل قوة.
السياسي سيد مشرف يؤكد أن “غزة” آخر قلاع مصر بعد أن سقطت قلاعها في العراق ثم سورية ولم تتبق سوي قلعة غزة نتمترس خلفها.
الدعوات المتتابعة من بعض العرب وجامعة الدول العربية بضرورة اختفاء حماس تتواصل قبل قمة القاهرة المقررة في 4 مارس المقبل، وهو الأمر الذي أبدى الكثيرون رفضهم له، مؤكدين أنه إذا تم القضاء على حماس، فسيتم القضاء على القضية الفلسطينية كلها.
الأكاديمي د.صلاح السروي يقول إن تصريحات ترامب بخصوص نواياه في اقتلاع الفلسطينيين والاستيلاء على غزة وبنما وجرينلاند وكندا ، وممارساته العدائية تجاه كولومبيا والمكسيك فضلا عن روسيا والصين، إلى جانب الانسحاب من منظمات تابعة للأمم المتحدة، مثل المجلس الدولي لحقوق الانسان، ومنظمة المناخ، ومنظمة الأونروا ، كل ذلك يقول إننا بازاء نوع من غطرسة القوة العارية ونوع من العصف الوقح بكل المواثيق والقوانين الدولية، والحركة خارج اطار – بل وبالتضاد مع – الشرعية الدولية.
ويضيف أن كل ذلك لا يعني إلا أن الامبريالية الأمريكية تعيش مرحلة احتضارها، وأنها تزفر أنفاسها الأخيرة بوصفها القوة الدولية الأولى في العالم، مشيرا إلى أنها لم تعد تطيق القوانين والمقررات ولم تعد تحترم المنظمات التي صنعتها هي بنفسها، أو شاركت في صنعها بعد الحرب العالمية الثانية، كما أنها لم تعد قادرة على تجييش الحلفاء وراءها، بل انها أصبحت تقف ضد مصالح كثير من هؤلاء الحلفاء أنفسهم.
وخلص إلى أن أن هذا السعار “الترامبي” لن يؤدي إلا إلى تفاقم الصراع على الصعيد العالمي على نحو قد يصل به إلى حرب كبرى تنخرط فيها القوى العظمى في العالم، ولن يكون الخاسر في هذه الحرب سوى الولايات المتحدة ومن يواليها، خاصة أن حلفاء أمريكا التقليديين لم تعد تروق لهم سياسات ترامب فضلا عن أن كثيرين منهم أخذوا يتضررون ويتخوفون من نتائجها. فأخذوا يتفلتون واحدا وراء الأخر، أقصد كندا وألمانيا وفرنسا .. الخ، حتى انجلترا لم تعد تستطيع السكوت على سياسات ترامب فعبرت عن رفضها في غير مجال لهذه السياسات.
وعن المطلوب عربيا الآن، يرى السروي أن المطلوب هو إقامة تحالف عربي – عربي، وعربي – دولي، على أوسع نطاق ممكن، لمواجهة هذا الهوس العدواني الأمريكي، والإيمان الجازم بأن العدو الأمريكي – الصهيوني، وان كان قويا، فانه ليس مطلق القوة ويمكن هزيمته اذا تسلحنا بارادة القتال والمواجهة، وبرؤية استراتيجية وتحركات سياسية صائبة، والانطلاق من اليقين الذي لا يتزعزع بصواب وشرف موقفنا وعدالة قضيتنا، مؤكدا أن النصر سيكون في جانب الحق والعدل مهما بلغت التضحيات.
في سياق الموقف من المقاومة أبدى أنور الهواري رئيس التحرير الأسبق لصحيفتي المصري اليوم والوفد تأثره من مشهد قافلة من عدة شاحنات تحمل مساعدات للأشقاء في القطاع المنكوب ، مشيرا إلى أنه مشهد يقول الكثير رغم صمت الصباح ، لافتا إلى أن الشعب المصري فيه خير كثير وكان وسوف يبقى سندا لكل مظلوم.
ويختتم مؤكدا أن المقاومة توحدنا ولا تفرقنا.
المصدر: رأي اليوم