علت الهتافات السبت عندما أحضر مسلحون من كتائب القسام أمام عدسات الكاميرات أسيرين إسرائيليين وهما يعتليان المنصة المعدة لتسليمهما تحت المطر في رفح، في إطار المرحلة السابعة من اتفاق الهدنة في غزة.
وتوزع مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بانضباط حول المنصة التي نصبتها الحركة في المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة، قبل تسليم الأسيرين إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وكان أحدهما أفيرا منغستو الذي بقي رهينة لنحو عقد، يسير بصعوبة.
وكما هي الحال في عمليات سابقة، تسلّم تل شوهام ومنغستو شهادات الإفراج عنهما باللغة العبرية قبل مساعدتهما في ركوب السيارات الرباعية الدفع البيضاء اللون للصليب الأحمر، وفق ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.
وفي وقت لاحق، أحضر عناصر القسام ثلاثة أسرى إسرائيليين الى منصة في مخيم النصيرات وسط القطاع قبل الافراج عنهم. كما من تم الإفراج عن الأسير السادس دون مراسم رسمية.
وفي رفح كما في النصيرات، أعدت الحركة لعملية التبادل بكل تفاصيلها من إقامة منصات لعرض الأسرى قبل تسليمهم أمام ملصقات ولوحات ضخمة تدافع فيها عن قضيتها أو تشيد بقادتها ومقاتليها الذين سقطوا خلال القتال مع إسرائيل أو بنيران جيشها.
في رفح، ظهر مقاتلو كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، الملثمون بملابسهم العسكرية وبعصابات رأس خضراء وتحلقوا ليشكلوا طوقا حول موقع التسليم لمنع الحشد من الاقتراب.
وحمل بعض المقاتلين بنادق كلاشنيكوف وآخرون قاذفات صاروخية (آر بي جي)، بينما رفرفت رايات حماس الخضراء فوق ركام المباني المحيطة التي دمرتها الحرب التي اندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إثر هجوم غير مسبوق للحركة على جنوب إسرائيل.
وقالت فداء عودة، وهي من سكان رفح، لوكالة فرانس برس “نقول ونواصل القول إننا مع المقاومة، نحن مع كتائب القسام البواسل، نحن مع المقاتلين”.
أمام طاولة غُطيت بقماش مموه على المنصة، عُرضت بنادق هجومية أميركية الصنع من النوع الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي، تقول حماس إنها استولت عليها من جنود إسرائيليين أثناء القتال.
وخلف الطاولة، عُلق ملصق كُتب عليه بالعربية والانكليزية والعبرية “نحن الطوفان… نحن البأس الشديد”، تشيد بعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حماس والفصائل الفلسطينية المتحالفة معها في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وحملت ملصقات أخرى صور قادة حماس الذين سقطوا بمن فيهم قائد كتائب القسام محمد الضيف الذي قُتل في غارة جوية إسرائيلية في عام 2024. وكُتب على ملصق أسفل المسرح “وللحرية الحمراء باب، بكل يد مضرجة يُدق”، من قصيدة كتبها الشاعر المصري أحمد شوقي عام 1926 ضد الاستعمار.
وهذا البيت ردده زعيم حماس يحيى السنوار الذي تتهمه إسرائيل بأنه العقل المدبر لهجوم 2023، ونشر في شريط فيديو بعد مقتله خلال الحرب.
وحول الميدان، تجمع المئات من أهالي غزة لمتابعة مراسم التسليم في صباح شتائي ماطر. بعضهم وقف على قطع كبيرة من حطام المباني القريبة التي هدتها القنابل والصواريخ الإسرائيلية، وآخرون في الطوابق العليا من المباني التي تحطمت جدرانها الأمامية أو انهارت بسبب عمليات القصف والتفجير.
في بيان، قالت حماس إنه “بات واضحا للجمهور الإسرائيلي أن أمامهم خيارين: إما أن يستقبلوا أسراهم في توابيت كما حدث يوم الخميس، بسبب عنجهية نتنياهو، أو أن يحتضنوا أسراهم أحياء التزاما بشروط المقاومة”.
ما زال 65 أسيرا ممن احتجزوا خلال هجوم حماس، بما في ذلك 35 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.
وأقدم أحد الأسرى الإسرائيليين الثلاثة الذين أفرجت عنهم حماس اليوم السبت بإطار الدفعة السابعة من صفقة التبادل عل تقبيل رؤوس عناصر من كتائب القسام كانوا يرافقونه، في خطوة لافتة.
وظهر الأسرى الإسرائيليون الثلاثة بحالة جسدية جيدة نسبيا، وقد حيوا الحاضرين بحرارة، وأقدم أحدهم على تقبيل رأس أحد جنود كتائب القسام.
بدوره، قال القيادي في حركة حماس محمود مرداوي إن تقبيل رأس أحد أفراد كتائب القسام من قبل أسير يمكن أن يحمل دلالات متعددة، حسب السياق والنية وراء الفعل، مشيرا إلى أنه قد يدل على التقدير والاحترام وقد يكون تعبيرا عن الامتنان والاحترام لدور كتائب القسام في تحريره والدفاع عنه من محاولات القتل، وقد يكون أيضا تعبيرا عن التأثر والفرح.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه تسلّم السبت ثلاثة رهائن إضافيين أفرجت عنهم حركة حماس في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفاد بيان عسكري بأن وحدة من الجيش وجهاز الأمن (الشاباك) ترافق “المختطفين المحررين الثلاثة العائدين من قطاع غزة الى إسرائيل”، وهم إيليا كوهين وأومير شيم توف وأومير وينكرت. ويضاف هؤلاء الى رهينتين سبق الإفراج عنهما السبت في رفح بجنوب القطاع.
المصدر/ رأي اليوم