وافق مجلس النواب الإسباني، باستثناء الحزب القومي المتطرف “فوكس”، الموالي لترامب، على اقتراح ينص على تعزيز آليات المساعدة الفعالة في الاتحاد الأوروبي لسكان غزة، من أجل إنعاش وإعادة إعمار القطاع.
وتماشيًا مع دفاعه عن القضية الفلسطينية، تزعم “الحزب الاشتراكي”، الخميس من الأسبوع الجاري، بتنسيق مع أحزاب يسارية أخرى مثل سومار، هذه المبادرة، وخضعت للنقاش المكثف في اللجنة البرلمانية الخاصة بالاتحاد الأوروبي (لجنة داخل البرلمان الإسباني تتولى الشؤون الأوروبية). وتبنى أعضاء اللجنة المقترح، حيث صوّت عليه 33 صوتًا، بينما صوت ضده عضوان اثنان من حزب “فوكس” اليميني القومي المتطرف، الموالي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومواقفه في الشرق الأوسط.
ووفق ما جاء في الموقع الرقمي للبرلمان، يحث نص المقترح على: “قيام الحكومة الإسبانية بتعزيز التزام الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء بإرسال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان وصولها إلى السكان المدنيين بطريقة آمنة، علاوة على تعزيز مشاريع معالجة انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية”.
وفي جانب آخر، يحث النص حكومة بيدرو سانشيز على الدفاع في الاتحاد الأوروبي عن: “دعم تعافي النظام الصحي في غزة من خلال إرسال الإمدادات الطبية، وترميم البنى التحتية الأساسية للمستشفيات، وتوفير إمكانية الوصول إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، وجمع النفايات ومعالجتها من خلال المؤسسات الأوروبية والكيانات المتخصصة من أجل تجنب الأزمات الصحية”.
ويوجه النص مناشدة لـ “دعم المؤسسات الأوروبية والدول الأعضاء فيها للتدابير التي تؤدي إلى إنعاش وإعادة إعمار قطاع غزة وبنيته التحتية، من خلال ضمان ترجمة أي استثمار إلى تحسينات حقيقية للسكان المدنيين”.
وفي دفاعها عن هذا النص، المصادق عليه في البرلمان، أكدت النائبة الاشتراكية المكلفة بالتعاون الدولي، ماريا غويخارو: “إن إعادة إعمار غزة أمر ملح، فهو ليس فقط ضرورة أخلاقية، بل هو أيضًا مطلب أساسي للاستقرار والسلام في المنطقة”.
وتابعت: “إعادة الإعمار لا تعني طرد سكان غزة من أرضهم من أجل صفقة عقارية فاحشة وغير محترمة، ولا تحويل القطاع إلى ريفييرا الشرق الأوسط، ولا تحويل غزة إلى موقع للهدم يتم شراؤه وتقاسمه بين الدول الأخرى. إن نجاح إعادة إعمار غزة يجب أن يستند إلى القانون الدولي وحقوق الإنسان”.
ويتماشى هذا المقترح البرلماني تجاه الاتحاد الأوروبي مع مواقف إسبانيا، خاصة الجناح التقدمي المتمثل في المجتمع المدني والحكومة والأحزاب اليسارية، التي تندد بجرائم إسرائيل، واعترفت بالدولة الفلسطينية. وتقف الأحزاب اليسارية، ومنها حزب سومار، وراء عدد من المبادرات المقدمة في البرلمان الأوروبي، وآخرها مقترح لمواجهة مشروع ترامب بطرد الفلسطينيين من قطاع غزة.
المصدر: القدس العربي