ثمة ما يشير إلى أن المنشآت التي تقوم إسرائيل ببنائها في الجنوب السوري، إلى أنّ وجودها في تلك المناطق قد يكون طويل الأمد، وفق تقارير إعلامية أمريكية.
وتفيد تلك التقارير بقيام إسرائيل ببناء مواقع استيطانية مع وجود لمعدات وآليات تؤكد أن تواجدها “أكثر ديمومة” وليس فترة مؤقتة، كما أعلنت إسرائيل سابقًا.
وقالت صحيفة “واشنطن بوست” إنّ إسرائيل قامت ببناء منشآت عسكرية ودفاعية في أراضٍ سورية توغلت داخلها بعد انهيار نظام الرئيس السوريّ السابق، د. بشّار الأسد، ما يشير إلى أنّ وجودها في تلك المناطق قد يكون طويل الأمد.
وتقوم إسرائيل ببناء قواعد عسكرية وعدد من الأبنية والطرق الجديدة التي تقع على بعد 10 أميال جنوب القنيطرة، والتي توفر لإسرائيل منطقة مراقبة وسيطرة، الأمر الذي أثار مخاوف السوريين في المنطقة من بقاء القوات الإسرائيلية في قراهم، كما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء.
وكشفت صور أقمار صناعية، نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكيّة وأوردتها الإذاعة الإسرائيلية، (كان)، أنّ جيش الاحتلال يقوم ببناء قاعدةٍ عسكريّةٍ في المنطقة العازلة بين الأراضي الإسرائيليّة وسوريّة، داخل الأراضي السوريّة.
ووفقًا للتقرير، فقد تمّ رصد موقعيْن عسكرييْن على بُعد 5 كيلومترات من بعضهما، يحتوي كلّ منهما على أكثر من ستة مبانٍ محاطة بجدران، بالإضافة إلى عدد من المركبات.
وأشار التقرير إلى أنّ الموقعيْن يشبهان القواعد العسكرية الإسرائيلية في هضبة الجولان العربيّة السوريّة المُحتلّة، ويبدو أنّهما مخصّصان للمراقبة المتقدمة. كما تمّ، بحسب التقرير الصحافيّ، إنشاء طريقٍ ترابيٍّ جديدٍ يربط بينهما، بالإضافة إلى طريق آخر يمتد لمسافة 10 كيلومترات جنوب بلدة القنيطرة.
ووفق التقرير، أحد هذه المواقع أُقيم على أراضٍ زراعية في قرية جُباتا الخشب، ما أدى إلى الإضرار ببساتين الفاكهة وإلحاق الضرر بمحمية طبيعية.
من جانبه، أكّد الجيش الإسرائيليّ للصحيفة الأمريكيّة أنّ قواته تعمل داخل المنطقة العازلة وفي مواقع استراتيجية بهدف حماية سكان شمال إسرائيل، على حدّ تعبيره.
وأعرب عدد من السكان السوريين عن قلقهم من احتمال تهجيرهم من منازلهم، خاصة أنّ بعضهم مُنع من العودة إلى دياره بعد حرب تشرين الأول عام 1973، فيما قال أحد السكان: “لن نسمح بحدوث ذلك مرة أخرى”.
وبحسب الصحيفة الأمريكية التي نشرت الصور، ترتبط هذه التجمعات الجديدة بطرق ترابية فتحت مؤخرًا تصلها بأراضٍ في مرتفعات الجولان المحتلة من عام 1967.
ويمكن رؤية منطقة من الأراضي التي تم تجهيزها، والتي يقول الخبراء إنّها تبدو وكأنها بداية لقاعدة ثالثة، على بعد بضعة أميال أخرى إلى الجنوب.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية وجود أكثر من 7 منشآت عسكرية ومركبات داخل قاعدة إسرائيلية محصنة، مع إنشاء قاعدة مشابهة على بعد 8 كيلومترات إلى الجنوب. وترتبط هذه القواعد العسكرية بشبكة طرق ترابية تمتد إلى مناطق في هضبة الجولان المحتلة.
ومن الجدير ذكره في هذا السياق، أنّه في نهاية الأسبوع، تعرضت قوات الاحتلال في المنطقة لإطلاق نار، وأعلنت “المقاومة السوريّة” مسؤوليتها عن العملية، مؤكدة أنّها بدأت نشاطها ضد قوات الاحتلال، ولافتةً في الوقت عينه إلى أنّها أجبرت جيش الاحتلال الإسرائيليّ على الانسحاب لأول مرة في ريف القنيطرة، طبقًا لأقوالها.
وكان وزير الحرب الإسرائيليّ يسرائيل كاتس، أعلن قبل بضعة أيام، أنّ الجيش الإسرائيلي لن ينسحب مما أسماها “المنطقة الأمنية”، مؤكدًا أنّه باقٍ هناك “لأجل غير مسمى”.
ونقلت القناة السابعة الإسرائيلية، الثلاثاء الماضي، عن كاتس خلال زيارته للقوات الإسرائيلية التي تحتل منطقة جبل الشيخ السورية، أنّه جاء إلى المنطقة للتأكد من أنّ الجيش مستعد جيدًا للدفاع والهجوم معًا خلال فترة بقاء طويلة في مواقعه العسكرية بالجبل.
وبدوره، أعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الأربعاء الماضي، أنّ اتفاقية “فض الاشتباك” بين إسرائيل وسوريّة ما زالت قائمة.
ونقل موقع “سكاي نيوز عربية” عن محمد مريود، رئيس بلدية جباتا الخصاب، وصف مشهد بناء القواعد العسكرية الإسرائيلية في الأطراف الشمالية لقريته قائلاً: “إنهم يبنون قواعد عسكرية. كيف يكون هذا التواجد مؤقتًا؟”.
وفي كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، وبعد انهيار نظام الأسد، دخلت الدبابات الإسرائيلية المنطقة العازلة التي كانت تحت مراقبة الأمم المتحدة، وبدأت بالتوغل إلى مناطق داخل الأراضي السورية، بما في ذلك مئات الكيلومترات وراء ما كان يمثل حدود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وسوريّة لعقود.
وتقول الصحيفة الأمريكيّة إنّ الجنود الإسرائيليون يتنقلون الآن بحرية في منطقة عازلة بمساحة 233 كيلومترًا مربعًا، كانت تقتصر سابقًا على منع التسلح وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار لعام 1974.
المصدر: رأي اليوم