دعا وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، اليوم الأحد، خلال زيارة لبغداد إلى “خوض نضال” إقليمي ضدّ المقاتلين الأكراد في العراق وسورية.
ويمتلك حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا منذ عقود ضد الدولة التركية، قواعد خلفية في جبال إقليم كردستان العراق، المتمتع بحكم ذاتي والذي يستضيف كذلك منذ 25 عاما قواعد عسكرية تركية.
وتصنف أنقرة مع حلفائها الغربيين هذه المنظمة “إرهابية”، وتتهم وحدات حماية الشعب الكردية في سورية، بالارتباط بها.
وقال فيدان في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي، بعد اجتماع في مقر وزارة الخارجية العراقية “أؤكد على ما يلي بأشدّ العبارات، حزب العمال الكردستاني يستهدف تركيا والعراق وسورية”، مضيفا “علينا أن نخوض نضالا مشتركا ضد الإرهاب من أجل مستقبل منطقتنا”.
وتابع “علينا أن نجمع كل مواردنا وندمر كلّا من داعش” في إشارة إلى التنظيم الإرهابي الذي لا يزال عناصر منه متوارون قادرين على شنّ هجمات ونصب كمائن انطلاقا من مناطق نائية في العراق وسورية، و”حزب العمال الكردستاني”.
ويشنّ الجيش التركي عمليات برية وجوية بانتظام ضد المقاتلين الأكراد في العراق وسورية.
وتأتي زيارة فيدان بعد يومين من مقتل عنصرين من حرس الحدود العراقيين في قضاء زاخو المحاذي لتركيا، في إطلاق نار عزته حكومة بغداد إلى حزب العمال الكردستاني. وتعهّدت أنقرة السبت العمل على نحو وثيق مع العراق لتأمين الحدود المشتركة للبلدين.
وشددت الحكومة العراقية المركزية في الأشهر الأخيرة لهجتها ضد حزب العمال الكردستاني. واعتبرته في آذار/ مارس “منظمة محظورة”.
وتطالب تركيا بغداد ببذل جهود أكبر لمكافحة حزب العمال. وفي منتصف آب/ أغسطس، وقّع البلدان اتفاق تعاون عسكري يتعلق بإنشاء مراكز قيادة وتدريب مشتركة كجزء من الحرب ضد حزب العمال.
وأمل فيدان، اليوم، أن يعترف العراق بحزب العمال ليس فقط كـ”منظمة محظورة” بل “إرهابية” أيضا.
من جهته، أكّد حسين أنه بحث مع فيدان “الوضع الأمني وخصوصا وضع إرهابيي داعش على الحدود العراقية السورية (…) وكيفية التعاون مع الإدارة الجديدة في دمشق حول هذه المسألة”.
وأشار إلى أنهما تطرّقا كذلك إلى الوضع الراهن في سورية، موضحا أن “هناك تفاهمات واضحة بين (…) تركيا وجمهورية العراق حول كيفية التعامل مع الوضع في سورية، ونحن على اتصال مستمر مع المسؤولين في الإدارة الجديدة في دمشق ونحاول التنسيق في العديد من المسائل”.
وأثار سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول/ ديسمبر احتمال تدخل تركي عسكري في سورية لمحاربة القوات الكردية.
وهددت تركيا في الأسابيع الأخيرة بشن عملية عسكرية، لإبعاد المقاتلين الأكراد في سورية عن حدودها.
ومنذ 2016، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سورية، وتمكنت من السيطرة على شريط حدودي واسع.
وأضاف فيدان أن “وجود علاقات قوية بين العراق وسورية سيعود بالنفع الكبير على البلدين وعلى منطقتنا”، متابعا “نحن في تركيا مستعدون للقيام بكل ما هو ضروري لتحقيق هذه الغاية”.
وزار فيدان العراق عدة مرات منذ تسلمه منصبه آخرها في نيسان/ أبريل، ضمن وفد ترأسه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي وقّع خلال الزيارة اتفاقات تعاون ومذكرات تفاهم.
المصدر: عرب48