You are currently viewing وزراء ونواب صهاينة بعد زيارة المقاطعة: الرئيس عباس خائب الأمل من تل أبيب ويرغب باستبدال السلطة بـ”حماس”

وزراء ونواب صهاينة بعد زيارة المقاطعة: الرئيس عباس خائب الأمل من تل أبيب ويرغب باستبدال السلطة بـ”حماس”

قبل بلوغ موعده الرسمي المحدّد، بدأت فعليًا مداولات المرحلة الثانية من الصفقة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وضمن ذلك، عاد في الأمس رئيسا الموساد والشاباك من القاهرة، وسط تحذيرات إسرائيلية غير رسمية أيضًا من محاولات وزراء في حكومة الاحتلال تعطيلها ومعاودة الحرب على غزة، رغم توجّهات الإدارة الأمريكية الجديدة بإغلاق هذا الملف.

وحسب الإذاعة العبرية العامة، تنتظر إسرائيل قائمة بأسماء “الرهائن” الثلاثين المنوي الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، منهم ثلاث جنديات وسيدة، يقضي الاتفاق بإطلاقهن بعد غد السبت، مقابل دفعة أخرى من الأسرى الفلسطينيين.

وطبقًا لمصادر إعلامية إسرائيلية، عاد، في الأمس، من القاهرة رئيسا الموساد والشاباك بارنياع وبار، ومعهما من يعرف بمنسق شؤون الحكومة في الأرض المحتلة عام 1967، غسّان عليان.

 

وفي التزامن، نفى مكتب نتنياهو الأنباء عن الاتفاق مع مصر على إسناد مهمة إدارة معبر رفح مع السلطة الفلسطينية، وجاء في البيان أن مشاركة السلطة تقتصر على توقيع جوازات السفر فقط، وسط رقابة وسيطرة أمنية إسرائيلية في محيط المعبر.

وطبقًا لمصادر إعلامية عبرية، فإن إسرائيل وافقت على تولي “جهات محلية في غزة ليست من حماس” مهمة فتح وإدارة معبر رفح، المغلق منذ دمرته قوات الاحتلال، قبل شهور.

وكشفت جهات إعلامية عبرية، اليوم الخميس، عن أن إسرائيل، وحسب الاتفاق، تعطي “حماس” فرصة التداوي في مصر لـ 50 من جرحاها يوميًا.

برلمان السلام
ورغم أن الحديث يدور عمليًا عن أن “الجهات الفلسطينية الغزّية من خارج حماس” التي ستتولى مهمة إدارة معبر رفح تنتمي عمليًا للسلطة الفلسطينية، غير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس غير راض، ويعبّر عن خيبة أمله من مواصلة حكومة الاحتلال رفض عودة السلطة الفلسطينية للقطاع.

وهذا ما تؤكده رئيسة حزب “ميرتس” سابقاً زهافا غالئون، التي قالت، صباح اليوم، إنها شاركت في وفد “برلمان السلام”، الذي ضم عددًا من وزراء ونواب إسرائيليين سابقين، زاروا رام الله والتقوا الرئيس عباس، أمس، حيث عبّر على مسامعهم عن خيبة أمله من عدم تعاون الجانب الإسرائيلي الرسمي مع السلطة الفلسطينية رغم تنسيقها الأمني.

وقال “برلمان السلام”، في بيان، إن الرئيس عباس استنكر بشدة “مذبحة السابع من أكتوبر وتحالف حماس وحزب الله وإيران المعارضين للسلام”.

وقال أيضًا إن عباس عاد وشدد على التزامه بحل الدولتين، وطلب إرسال رسالة للقيادة الإسرائيلية حول جاهزيته لإدارة مفاوضات”.

وردًا على سؤال حول “اليوم التالي” في غزة، قال الرئيس عباس، طبقًا للبيان المذكور، إن السلطة الفلسطينية تنوي دخول القطاع، وهو يرى به جزءًا من الدولة الفلسطينية، وإنه مع استكمال الصفقة يرى أن مكان السلطة الفلسطينية في غزة، وسيفرح لو انضمت جهات أخرى لذلك”.

وقال البيان الإسرائيلي إن الرئيس عباس شدد على كونه مستعدًا لإدارة مفاوضات مع القيادة الإسرائيلية في كل وقت، وقال إنه في أي موعد تقام دولة فلسطينية سيعمل على إقناع كافة الدول العربية والإسلامية الـ57 بالاعتراف بإسرائيل.

وشارك في وفد “برلمان السلام” وزراء ونواب من حزبي “العمل” و”ميرتس” زهافا غالئون، يعقوب بيري، حاييم أورون، ران كوهن، موسى راز، دانئيل سيمون وابتسام مراعنة، ومعهم نائبان عربيان سابقان هما جمعة الزبارقة (التجمع الوطني الديمقراطي)، وطلب الصانع (الحزب الديموقراطي العربي).

وقالت الإذاعة العبرية العامة إن الرئيس عباس خائب الأمل من مواقف حكومة الاحتلال التي تتنكّر لدور السلطة الفلسطينية، رغم تعاونها، حتى في موضوع الحملة الحالية على جنين.

وحَمَلَت صحيفة “هآرتس” العبرية، في افتتاحيتها، اليوم، على حكومة الاحتلال من هذه الناحية، وقالت إن نتنياهو مصممٌ على تجاهل “حماس”، والإبقاء على “حماس” داخل قطاع غزة ضمن مساعيه الكيدية لتكريس الانقسام الفلسطيني، ومنع قيام دولة فلسطينية.

كما أشارت “هآرتس” إلى وجود عدد من وزراء ونواب الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بتعطيل الصفقة قبل استكمالها، والعودة للحرب. وهذا ما أكده للإذاعة العبرية الرسمية الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف، الذي حذّر من مغبة وتبعات ذلك على مستقبل الصفقة وعلى مستقبل الرهائن في القطاع.

من جهته، أكد ذلك عضو الكنيست موشيه سعدة (الليكود)، الذي قال للإذاعة العبرية العامة، صباح اليوم، إن لجنة تحقيق بالحرب ستتم فقط بعد انتهاء الحرب، التي لم تنته، وإن نتنياهو وَعَدَ فعلًا بالعودة للحرب في غزة.

مداولات المرحلة الثانية
في المقابل، وفي التزامن، تتواصل الاتصالات الرسمية، ومعها التصريحات حول مستقبل الحرب والصفقة وغيره. وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، فقد تباحث الوفد الإسرائيلي المذكور مع الجانب المصري في القاهرة بعدة قضايا ضمن الاستعدادات للمرحلة الثانية من الصفقة: الترتيبات الأمنية في محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وجهاز إدارة وقف النار وانتهاكاته، وتهجير قسم من الأسرى الفلسطينيين المحررين خارج البلاد. منوهة أن المداولات الرسمية حول المرحلة الثانية من الصفقة ستبدأ رسميًا في الرابع من فبراير/شباط الوشيك.

ويبقى العامل الحاسم موقف الإدارة الأمريكية الجديدة ومدى التزامها بما ورد عنها من رغبة في وقف الحرب.

وفي هذا المضمار يشار إلى أن المبعوث الخاص للشرق الأوسط للرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف في الطريق للمنطقة، وقبل ذلك قال إن الرئيس ترامب معني باستكمال الصفقة، ووقف الحرب لدفع الصفقة للأمام.

وتحدث ويتكوف لشبكة “فوكس نيوز”عن مداولات الصفقة، فقال إن تطبيق الصفقة عملية مركبة، وإنه سيزور إسرائيل، وسيكون جزءاً من طاقم مراقبة محوري نيتساريم وفيلادلفيا.

وتابع: “نريد التثبّت أن تطبيق الاتفاق يتم بشكل جيد، لأننا سندخل عندئذ للمرحلة الثانية من الصفقة واستعادة الكثير من المخطوفين”.

وقف النار.. شرط التطبيع
منوهًا بأنه من أجل إقناع نتنياهو بعدم العودة للحرب، ينوي ترامب أن يعده بشق طريق نحو التطبيع مع السعودية ودول إسلامية أخرى، علاوة على تنسيق تام في موضوع تهديد إيران، تسليح إسرائيل، ومذكرة تفاهم أمني ثنائي جديد. كما قال ستيف ويتكوف إن ترامب سيلتقي نتنياهو قريبًا، وإن هناك أحاديث عن التطبيع، وهناك فرصة كبيرة جدًا للمنطقة، راجيًا أن يحدث ذلك مشيرًا إلى أن الشرط السابق للتطبيع هو وقف الحرب.

وتابع: “كنا بحاجة لإقناع البعض بذلك، وأرغب بالاعتقاد أننا حققنا ذلك. يمكن ضمّ الجميع في المنطقة للتطبيع. وقطر كانت مفيدة جدًا، فقدرات التفاوض لدى الأمير مقابل “حماس” كانت كبيرة. الإمارات موجودة في الدائرة، ومصر ساعدتنا كثيرًا. أعتقد أن هناك فرصة بجلب الكل على المسار من أجل مستقبل أفضل، ومن أجل فرص وأمل للمنطقة”.

في هذا المضمار، قال وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال، درمر، في الكنيست، أمس: “نحن ضد دولة فلسطينية مقابل تطبيع مع السعودية”. ويشار هنا إلى أن الوزير المستوطن المتشدد قال، قبيل “طوفان الأقصى”، إن “حماس” “ذخر”، منوهًا لكونها تعارض تسوية الدولتين.

حاليًا، يتواصل العدوان الجديد على الضفة الغربية ضمن مساعي الاحتلال لحفظ الأمن، ومواصلة ضرب “محور إيران”، كما زعم نتنياهو، غير أن هناك جملة أسباب غير معلنة، منها الانتقال من الدفاع للهجوم، الخوف من المدّ المعنوي في الشارع الفلسطيني بعد وقف الحرب وبدء تطبيق الصفقة وإطلاق أسرى فلسطينيين سيزداد عددهم لاحقًا، الرغبة بكيّ وعي الفلسطينيين ووعي الإسرائيليين بمنع وإفساد مظاهر الفرح، والمساس بجو الاحتفال بفشل الاحتلال في الحرب على القطاع، رغم النكبة التي أوقعتها هناك، علاوة على محاولة تحسين صورة وهيبة الحكومة وإرضاء جمهورها اليميني الخائب وبعض وزرائه ممن يهددون بالاستقالة.

المصدر: القدس العربي

وزراء ونواب إسرائيليون بعد زيارة المقاطعة: الرئيس عباس خائب الأمل من تل أبيب ويرغب باستبدال السلطة بـ”حماس”

شارك المقالة