الحرب الصامتة: الكيان وإيران في مواجهة سيبرانية متصاعدة
في الظلال الرقمية للنزاعات الجيوسياسية، تشتد المواجهة السيبرانية بين إسرائيل وإيران، حيث يجتهد الطرفان في معركة خفية ولكنها ذات تأثيرات واسعة. وفقاً لتقرير وكالة الأنباء الفرنسية، يلعب هذا الصراع دوراً محورياً في تشكيل الاستراتيجيات الدفاعية لكلا الدولتين، مما يكشف عن عمق الحرب الجديدة في عصر المعلومات.
أفيرام أتزابا، المسؤول في المديرية الإسرائيلية للأمن السيبراني، والتي تقع تحت إشراف مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أشار إلى تصاعد هجمات منظمة تأتي من إيران والجماعات المتحالفة معها، مثل حزب الله وحماس، منذ اندلاع الحرب الأخيرة مع حماس في أكتوبر. يعمل أتزابا وفريقه على صد هذه الهجمات التي استهدفت مجموعة واسعة من الأهداف، بما في ذلك المؤسسات الحكومية الإسرائيلية والبنية التحتية المدنية.
هذه الهجمات لم تقتصر على التخريب فحسب، بل شملت أيضاً جمع المعلومات ونشر الدعاية. مع تطور الأحداث، أظهرت إيران تحسناً ملحوظاً في قدراتها السيبرانية، مما يعكس استثماراتها المتزايدة في هذا المجال، خاصة بعد التعرض لهجوم فيروس "ستكسنت" في عام 2010، الذي يُعتقد أن إسرائيل والولايات المتحدة وراءه.
البروفسور تشاك فرايليش من المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي يوضح أن إيران تحاول ليس فقط تقويض المنشآت في إسرائيل، ولكن أيضاً في جمع بيانات استخباراتية ونشر معلومات مضللة لأغراض دعائية. وينبه فرايليش إلى أن الدعم الروسي والصيني لإيران قد يعزز من قدراتها السيبرانية مستقبلاً.
من جهتها، تواصل إسرائيل تطوير أنظمتها الدفاعية للتصدي لهذه التهديدات. وقد تحدث أتزابا عن "قبة سيبرانية" تحاكي القبة الحديدية الدفاعية، والتي تهدف إلى توفير حماية شاملة ضد الهجمات السيبرانية عبر تحليل واستجابة متقدمة للتهديدات الإلكترونية.
التعاون الدولي يلعب دوراً كبيراً في هذه الاستراتيجية، حيث تعمل إسرائيل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة وفرنسا، بالإضافة إلى تعاونها مع القطاع الخاص والمجموعات الأكاديمية. وفي هذا السياق، يشدد أتزابا على أن القدرة على مواجهة التحديات السيبرانية تتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً مستمراً بين مختلف الفاعلين في المجال السيبراني.
بينما تستمر هذه الحرب الصامتة، يبقى واضحاً أن المعركة السيبرانية بين إسرائيل وإيران ليست مجرد مواجهة ثنائية بل جزء من نزاع أوسع يمس أمن البيانات والمعلومات على مستوى العالم.
i24NEWS |