أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” اللبناني الشيخ نعيم قاسم “أننا لن نستجدي لإيقاف العدوان ومستعدون لحرب استنزاف مهما طالت، وقال في إطلالة خلال ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهاد السيد حسن نصرالله، الذي وصفه بـ”سيد شهداء الأمة”، “إننا وصلنا الآن إلى حرب إسرائيلية عدوانية على لبنان منذ شهر وعشرة أيام، لم يعد مهمًا كيف بدأت الحرب وما هي الذرائع التي سببتها، المهم أننا أمام عدوان إسرائيلي”.
وتطرّق إلى كلام بنيامين نتنياهو الذي لم يحدد موعداً لنهاية الحرب لكنه وضع هدفاً هو “تغيير وجه الشرق الأوسط”. وأكمل متحدثاً عن خطوات نتنياهو قائلاً “الخطوة الأولى إنهاء وجود حزب الله، الخطوة الثانية احتلال لبنان ولو عن بعد في الجو والتهديد وجعل لبنان شبيه بالضفة الغربية، ثالثاً العمل على خارطة الشرق الأوسط. هذه الخطوات أرادها نتنياهو وبدأ بحربه على لبنان لينجز الخطوة الأولى”.
3 عوامل قوة
وأضاف قاسم “أن العدو الإسرائيلي توقع القضاء على حزب الله باستهدافاته لعديده وقادته وهو لم يعلم أنه يواجه حزبًا ومقاومة لديها ثلاثة عوامل قوة أساسية وهي العقيدة والمقاومون والاستعدادات. وقد توقّع العدو أن ينهي المرحلة الأولى، يعني إنهاء حزب الله، بعملية البيجر واللاسلكي واغتيال القيادات وعلى رأسهم سماحة الأمين العام السيد حسن نصر الله، وهذا ما يمكن أن يسهّل عليه أن يجتاح لبنان، ولذلك أحضر خمس فرق على الحدود مؤلفة من خمسة وستين ألف من الجنود والضباط، على قاعدة أن يدخلوا إلى لبنان بعد أن فقد لبنان، بحسب اعتقاده، قيادة المقاومة وارتبك بهذا العمل الكبير على المستوى الأمني”.
وأشار إلى “أن كل المقاومين عندنا هم استشهاديون، ولكن يوجد خلل وخطأ عند الكثيرين فهم يعتبرون أن الاستشهادي يريد الذهاب إلى الموت، وهو غير صحيح، فالاستشهادي هو الذي لا يهاب الموت ولا يخاف الموت، لذلك اليوم المرابطون على الحدود، هل تراهم يكشفون صدورهم من أجل أن يقتلهم الإسرائيلي حتى يذهبوا إلى الله تعالى؟ لا أبداً، هم يقتلون ويقاتلون ويصمدون ويحرصون على إيقاع الخسائر وأن يبقوا على قيد الحياة. إذاً كيف يكونون استشهاديين؟ هم لا يهابون ولا يخافون. بل يتمنون على الله تعالى أن يأتي أجلهم وهم في الميدان وهم في المعركة. هذا هو الاستشهادي”.
توقف الحرب مرتبط بالميدان
واعتبر قاسم “أن توقف الحرب الإسرائيلية على لبنان مرتبطة بأمرين وهما الميدان والجبهة الداخلية الإسرائيلية”، مؤكداً أنه “لا يوجد مكان في الكيان الإسرائيلي ممنوع على طائرات أو صواريخ حزب الله، والأيام آتية، والأيام الماضية كانت نموذجاً وستصرخ إسرائيل”.
وأضاف “أطمئنكم، بالنسبة للحدود، يوجد لدينا عشرات الآلاف من المجاهدين المقاومين المدربين الذين يستطيعون المواجهة والثباب. طبعاً لا يوجد عشرات الآلاف الآن على الحدود، لكن يوجد بدائل كثيرة، والعديد الموجود هو ما تتحمله جبهة الحدود، والإمكانات متوفرة، سواء في المخازن أو أماكن التموضع وكذلك بطرق متعددة. لا تخافوا على الإمكانات، الحمد لله، هي موجودة وقابلة لأن تمدنا لفترة طويلة إن شاء الله تعالى”.
لا نبني على الانتخابات الأمريكية ولا نعوّل على الحراك السياسي العام، إننا سنعول على الميدان
ولفت إلى “أن الحزب لا يبني على الانتخابات الأمريكية، سواء نجحت كامالا هاريس أو نجح دونالد ترامب، لا يوجد لهم قيمة بالنسبة لنا، ولا نعوّل على الحراك السياسي العام، ولا نعوّل على أن نتنياهو اكتفى ببعض المكتسبات، كلا، إننا سنعول على الميدان، وسنجعل نتنياهو يدرك تماماً أنه في الميدان خاسر وليس رابحاً، وهذه الخسارة ستمنعه من تحقيق أهدافه”.
وتابع قاسم “العدو حاول أن يقوم بفتنة بين النازحين والمستقبلين، ولكنه فشل أيضاً، لأن المستقبلين أيضاً يدركون أن الخطر ليس على النازحين فقط، ليس على المقاومة فقط، الخطر على كل لبنان، ولذلك هذا التفاعل أنا اعتبره جزءاً لا يتجزأ من المقاومة”.
وختم “النازح الآن في الموقع المقاوم، وأن الثمن الغالي من الدماء والشهداء وصمود المقاومة والناس، أقل من ثمن الاستسلام والخضوع، وليس في قاموسنا إلا الصبر والتحمل والبقاء في الميدان حتى النصر”.
انهالت عشرات الصواريخ على تل أبيب والجليل والمستعمرات قبل كلمة الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم وبعدها ووصلت إلى مطار بن غوريون في عمق تل أبيب. بينما واصل جيش الاحتلال قصف الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب وسياسة التدمير الممنهج للمنازل والمربعات السكنية.
وأعلن «حزب الله» أمس الأربعاء، أنه استهدف بالصواريخ قاعدتين و3 مواقع عسكرية شمالي ووسط فلسطين المحتلة. كما أفاد بشن هجمات صاروخية على مدينة صفد و9 مستوطنات في الشمال، إلى جانب قصف تجمع لجنود في أحد المستوطنات ودبابة في مستوطنة أخرى. ليرتفع بذلك عدد الهجمات التي نفذها الحزب، الأربعاء، إلى 18 وذلك حتى الساعة 16:00 ت.غ، وفق سلسلة بيانات نشرها عبر حسابه على منصة «تليغرام».
تزامناً هزت انفجارات عنيفة خليج حيفا، وأطلقت صواريخ على مبنى في منطقة صناعية في ليمان في الجليل وأكدت وسائل إعلام عبرية أن طائرة مسيرة أصابت مصنعاً يحتوي على خزانات أمونيا في المنطقة الصناعية إخزيم قرب ليمان.
في وسط إسرائيل، قال «حزب الله» إنه «قصف بصلية صواريخ نوعية قاعدة تسرفين بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب النوعية» لافتا إلى أن هذه القاعدة «تحتوي على كليات تدريب عسكرية». وفي الشمال، أفاد الحزب بقصف «قاعدة راوية في الجولان السوري المحتل بصليةٍ صاروخية» مشيرا إلى أن هذه القاعدة تعد «مقرا لكتائب المدرعات التابعة للواء 188 في الجيش الإسرائيلي».
وفي الجولان المحتل كذلك، قال «حزب الله» إنه «قصف بصليتين صاروخيتين ثكنة يؤاف، ومعسكر كيلع».
120 صاروخاً على «الكيان»
ووسّع «حزب الله» أمس دائرة القصف الصاروخي في ذكرى أربعين أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، فأعلن في سياق معركة «أولي البأس» عن عمليات عديدة، وأحصت إسرائيل إطلاق أكثر من 120 صاروخاً في اتجاه الكيان. وباشر «الحزب» عملياته باستهداف مستوطنة «سعسع» ومستوطنة «كفرسولد» بصليةٍ صاروخية. وقصف قاعدة «راوية» وهي مقر كتائب المدرعات التابع للواء 188 في جيش العدو الإسرائيلي في الجولان السوري.
وفي إطار التحذير الذي وجّهته المقاومة الإسلامية لعددٍ من مستوطنات الشمال، استهدف «حزب الله» صباح الأربعاء مستوطنة «كريات شمونة» ودبابة «ميركافا» في مستوطنة المطلة بصاروخ موجّه ما أدى إلى احتراقها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. وفي السياق ذاته، استهدف «الحزب» منزلاتتحصّن فيه مجموعة من جنود العدو في مستوطنة المطلة بصاروخ موجّه، وأصابه إصابة مباشرة ما أدى إلى مقتل وجرح من فيه، كما قصف معسكر «كيلع» وثكنة «يؤاف» في الجولان.
ضرب «بن غوريون»
وفي إطار سلسلة عمليات خيبر، وبنداء «لبيك يا نصر الله» استهدف مجاهدو المقاومة قاعدة «تسرفين» التي تحتوي على كليات تدريب عسكرية بالقرب من مطار بن غوريون جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية. وعصراً دوّت خمسة انفجارات في تل أبيب، وأعلن «الحزب» استهداف مستوطنات «غورن» «روش بينا» «بار يوحاي». ودوّت صفارات الإنذار في «كاديتا» شمال صفد و«علما» في الجليل تزامناً مع سقوط صواريخ في مستوطنة «ورين» ومستوطنة «أفيفيم» حيث اندلع حريق ضخم وسقط العديد من الإصابات بينهم بجروح خطرة حسب جيش الاحتلال. وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية أن صافرات الإنذار دوّت في قرية الغجر في القطاع الشرقي للحدود مع لبنان خشية تسلل مسيرة. وأعلن إعلام عبري، الأربعاء، سقوط صاروخ أطلق من لبنان بالقرب من مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب. وقالت «القناة 12» الإسرائيلية إن «صاروخا سقط في منطقة مفتوحة قريبة من المطار». وأضافت إنه «تم تسجيل تأخير في إقلاع وهبوط الطائرات في مطار بن غوريون عقب سقوط الصاروخ في منطقة قريبة». وأظهرت مقاطع مصورة وصور تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي الإسرائيلية أثارا لصاروخ في موقف للسيارات. وكانت صفارات الإنذار دوت في منطقة تل أبيب الكبرى وشمالي إسرائيل ودخل مئات الآلاف الى الملاجئ وجرح 20 بينهم بسبب التدافع.
غارات على الضاحية
في المقابل، استأنف جيش الاحتلال غاراته على الضاحية الجنوبية بعد إنذار لإخلاء برج البراجنة وحارة حريك والليلكي.
واغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مثلث دير قانون النهر ما أدى إلى اضرار جسيمة في الممتلكات والمحال التجارية، وقام الجيش الإسرائيلي بعملية تفخيخ وتفجير جنوب مستشفى ميس الجبل الحكومي.
وبعد تحذيرات بالاخلاء استهدفت غارات عنيفة مدينة النبطية، وتم استهداف دير سريان ومدينة الخيام ويحمر الشقيف وتولين. وطالت الغارات مسجد بلدة محرونة، الحوش، البيسارية، عنقون، البابلية، عين قانا، كفرصير، الخيام، بنت جبيل، المنطقة الواقعة بين عيتيت ودبعال، وادي جيلو، يحمر الشقيف، ارنون في وقت لم ينفجر صاروخ على جبشيت.
هذا، وتم سحب جثث 5 شهداء من تحت أنقاض المنزل الذي استهدف امس في غارة في الشهابية، وتم انتشال جثث 7 شهداء من تحت الأنقاض في بلدة بيوت السياد. وفي الشوف، استمرت أعمال الإنقاذ والبحث عن ناجين ومفقودين بين ركام المبنى الذي استهدف مساء في برجا وأدت إلى سقوط حوالى 30 ضحية وإصابة 20 بجروح، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
في البقاع، استهدفت غارة إسرائيلية منزلاً في الحارة الشمالية في بلدة العين، وسجلت غارات على مدينة بعلبك وعلى الهرمل وتمنين التحتا فيما ارتفع عدد الضحايا في الغارة على بلدة العين إلى 8 أشخاص. وكان حلّق صباحاً للمرة الاولى منطاد إسرائيلي، مترافقاً مع حركة ناشطة للمسيّرات في منطقة البقاع، في أجواء قرى قضاء بعلبك لجهة سلسلة جبال لبنان الشرقية.
وشنت غارة إسرائيلية أدت إلى تدمير مبنى أثري يعود إلى الحقبة العثمانية قرب قلعة بعلبك التاريخية شرق لبنان.
وأعلن مسؤول لبناني لوكالة الأناضول استشهاد 30 شخصاً وإصابة 35 آخرين جراء غارات شنتها مقاتلات إسرائيلية على قضاء بعلبك في محافظة بعلبك/الهرمل شرقي البلاد، أمس الأربعاء. يأتي ذلك في اليوم السابع من تصعيد إسرائيل عدوانها على القضاء الذي يعتبره مراقبون «الخزان البشري الرئيسي لحزب الله» في لبنان حيث يتمتع فيه بنفوذ واسع وقاعدة شعبية كبيرة.
وقال محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، في تدوينة مقتضبة عبر منصة إكس: «20 غارة على قضاء بعلبك اليوم، سقط جراءها 30 شهيداً و35 جريحاً».
المضدر: القدس العربي
Publisher: Alquds alarabi