أكّد قائد حرس الثورة في إيران، اللواء حسين سلامي، اليوم الأحد، أنّ الشعب الإيراني “أثبت قدرته، فيما فشلت الولايات المتحدة في كسر شوكته من خلال فرض العقوبات عليه”.
وأضاف خلال خطاب في “اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي”، “الولايات المتحدة التي تتشدق بالدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية لم نعرف منها إلاّ الحروب، فهي مصدر الفوضى السياسية في العالم”.
وأضاف سلامي: “نعرف أميركا من خلال الجرائم وإثارة الفتن، وهي تحاول تغيير السياسات في غرب آسيا عبر الكيان الصهيوني
حيث تريد تكريس التخلف وانعدام الاستقرار في المنطقة”.
لكن الولايات المتحدة “غير قادرة على فرض سياستها على الشعوب لأنّ العالم تغير”، وفق سلامي الذي أشار في هذا السياق، إلى فشلها “في الانتصار على لبنان من خلال الحرب الاقتصادية، أو في الحرب على سوريا، فيما لم تثمر سياساتها في إيران”، فهي “خسرت أمام شعبنا على الرغم من كل مؤامراتها”.
ولفت إلى أنّ “المحاولات الأميركية في تمرير ما تسميه التطبيع الإبراهيمي باءت بالفشل”.
وفي الإطار، شدّد سلامي على أنّ “الفئة القليلة المؤمنة في غزة ستنتصر على الولايات المتحدة والكيان الصهيوني”، حيث أنّ “جنود الكيان الصهيوني يدفنون على ثغور غزة ولبنان”، حيث يوجه حزب الله الصفعات لإسرائيل”.
وأضاف قائد حرس الثورة في إيران أنّ “أميركا والغرب المتحالف معها اجتمعوا ضد غزة، لكنّ أهلها استطاعوا أن يبثوا أملاً جديداً”.
وأردف بالقول: “نرى أنّ الكيان الصهيوني يقترب من يوم أفوله.. ونحن نعرف كيف نكبد العدو الضربات، وسنواصل الوقوف بوجه الاستكبار”.
وأكّد سلامي “وقوف إيران مع سوريا واليمن والعراق ولبنان في مواجهة الكيان الصهيوني”.
“نجهز أنفسنا بكل ما يلزم لهزيمة العدو”
وفي بيان له في هذه المناسبة، أصدره قبل الكلمة، أكّد سلامي أنّ جبهة المقاومة وإيران “ستجهزان نفسيهما بكل ما يلزمها لتحقيق الانتصار على العدو”.
وشدّد سلامي على أنّ “جبهة المقاومة وإيران لا تخشيان عربدات وتهديدات الأشرار الحاكمين في الولايات المتحدة وتل أبيب”.
كما هدد قائد حرس الثورة الولايات المتحدة وكيان الاحتلال بأنّ المقاومة الإسلامية في المنطقة “ستوجه ضربة قاسية لجبهة الشر”.
وأضاف أنّ “ما يظهر اليوم في الساحة وفي الوقائع المؤلمة وغير القابلة للإنكار في منطقة غرب آسيا الاستراتيجية، خاصة في غزة ولبنان، هو أقوى وأصدق دليل على انهيار حقوق الإنسان الأميركية، التي يتم الترويج لها تحت قيادة ودعم شامل من قادة واشنطن”.
وأشار سلامي إلى أنّ “دماء عشرات الآلاف من الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال وسكان غزة ولبنان، قد أُريقت تحت الهجمات الوحشية وجرائم العصور الوسطى التي يمارسها الكيان الصهيوني الشيطاني والعنصري”، الأمر الذي “وضع الحضارة الغربية والحرية والديمقراطية الأميركية في موضع فضيحة، في واحدة من أكثر اللحظات التاريخية حساسية”.
وتابع أنّ “العصابة الإرهابية والمجرمة، المسؤولة عن قتل الشهداء كالحاج قاسم سليماني، والسيد حسن نصر الله، وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وعشرات ومئات القادة والمقاتلين الشهداء من جبهة المقاومة الإسلامية، هي ذاتها الشراكة الصهيو-أميركية التي أصبحت اليوم مكروهة ومنبوذة من الأمة الإسلامية، بل ومن المجتمع البشري وجبهة الوعي المناهضة للهيمنة”.
وشدّد سلامي على أنّ “خط النضال الإيراني ضد أميركا، قد توسع اليوم ليتجاوز حدود هذه الأرض، ليصل صداه حتى إلى أميركا وأوروبا”.
وختم سلامي بيانه بالقول: “سنقف في صف واحد، أكثر قوة من أي وقت مضى، جنباً إلى جنب مع سائر أركان وأجزاء جبهة المقاومة العظيمة للأمة الإسلامية، وسنكون مستعدين لتحقيق انتصارات كبرى، تُسرع الزوال النهائي للكيان الصهيوني وإخراج أميركا المعتدية بالكامل من منطقة غرب آسيا”.
“اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار”
وتحيي إيران، اليوم الأحد، “اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي” بتظاهرات حاشدة في المحافظات كافة، تحت شعار “أميركا محور الشر في العالم”، بمشاركة الطلاب، والجامعيين، وشرائح المجتمع المختلفة في جميع أنحاء البلاد.
وانطلقت هذه المراسم في طهران من ساحة فلسطين، وستستمر نحو “وكر التجسس” (السفارة الأميركية سابقاً)، وشعار هذا العام هو “السائرون نحو القدس”.
وفي هذا المسار، نُصبت محطات ثقافية مختلفة من جانب المؤسسات الشعبية والطلاب، حيث يوضحون بطريقتهم ابتكاراتهم بشأن طبيعة الاستكبار.
وحمل المشاركون في هذه المراسم أعلام إيران وفلسطين وحزب الله وفصائل المقاومة، بالإضافة إلى صور الشهداء، بما فيهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله.
ويتزامن الاحتفال بهذا اليوم هذا العام، مع مواصلة الملحمة البطولية “طوفان الأقصى”، والتي كبدت الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
ويعود سبب تسمية هذا اليوم بـ”اليوم الوطني لمقارعة الاستكبار العالمي” إلى سيطرة مجموعة من الطلاب الجامعيين في إيران على السفارة الأميركية سابقاً، في 4 تشرين الثاني/نوفمبر في العام 1979، احتجاجاً على المؤامرات الأميركية ضد الثورة الإسلامية.
الميادين
Al Mayadeen