You are currently viewing الجملة الأخطر في خطاب السيد “نصر الله” والتي توقّفت عندها النخبة السياسية ووسائل الاعلام الإحتلال وغالانت عاد إلى التهديد بحرب الشمال.. وأوّل موقف من “حزب الله” حول إعمار الجنوب مُنذ تسعة أشهر ما هي دلالته؟

الجملة الأخطر في خطاب السيد “نصر الله” والتي توقّفت عندها النخبة السياسية ووسائل الاعلام الإحتلال وغالانت عاد إلى التهديد بحرب الشمال.. وأوّل موقف من “حزب الله” حول إعمار الجنوب مُنذ تسعة أشهر ما هي دلالته؟

أدار حزب الله الحرب العسكرية على جبهة اسناد غزة في لبنان بكثير من الجرأة والحسابات الدقيقة لأكثر من تسعة اشهر، وبنفس الكفاءة ادار الحرب النفسية ومعركة التصريحات واستطاع ارسال رسائله التي تفهما إسرائيل بشكل جيد، وهو ما اثر بشكل فاعل في مسار الحرب وحقق الردع الذي لجم إسرائيل علِى جبهة الشمال واوقعها في ازمة خيارات.
خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله امس في ذكرى العاشر من محرم، حمل رسائل كثيرة ومهمة، لكن قد يكون اهم جملة وردت في الخطاب ووصلت الى اذن قادة إسرائيل مباشرة، ما جعلهم يتوقفون عندها، وبذات القدر ركزت عليها كل وسائل الاعلام الإسرائيلية، هي الجملة التي جاءت في معرض حديث نصر الله عن استهداف إسرائيل للمدنيين في قرى وبلدات الجنوب اللبناني والتي رفعت إسرائيل وتيرتها للضغط على الحاضنة الشعبية للمقاومة، فجاء كلام نصر الله عن توسيع مديات استهداف المقاومة نحو مستوطنات جديدة في الشمال ليقول بشكل مبطن لقادة إسرائيل ان المعادلة القادمة مفادها ان أي استهداف للمدنيين اللبنانيين يعني مزيدا من المهجرين والنازحين من الإسرائيليين في الشمال. ويشكل مغادرة الاسرائيليين مستوطناتهم في الشمال معضلة للحكومة الإسرائيلية وأزمة داخلية لها ابعاد امنية واقتصادية واجتماعية. حيث تشير بعض الإحصاءات الى نروح حوالي 100 الف مستوطن من شمال فلسطين المحتلة يشكلون عبئا كبيرا، عدا عن حالة السخط التي تعتري قادة المستوطنات بسبب فشل الحكومة والجيش الإسرائيلي عن اعادتهم الى مستوطناتهم. لذلك فان تلويح نصر الله بان استراتيجية الحزب المقبلة في حال استمرت إسرائيل في استهداف المدنيين هي توسيع استهداف المستوطنات الى مستوطنات جديدة، يعني ان نصر الله يقول ببساطة اننا سنضاعف اعداد النازحين الإسرائيليين أي سنعمق مشكلة إسرائيل في هذا الجانب.
التقاط حزب الله لهذه الثغرة والمناورة فيها قد تدفع إسرائيل الى مراجعة سياسية قتل المدنيين في جنوب لبنان، للهروب من هذا السيناريو. وبذلك يتمكن نصر الله مرة أخرى من لجم ودرع إسرائيل دون الحاجة الى رفع مستوى التصعيد مباشرة.
هذا الموقف تحديدا دق جرس الإنذار في إسرائيل وتوقفت عنده الصحف والتلفزة الإسرائيلية وركز عليه المعلقون، ما يعني ان هدف نصر الله من اطلاق الموقف خلال الخطاب قد تحقق. وقد رد وزير الدفاع الإسرائيلي على تهديد نصر الله، بتهديد مقابل وقال غالانت ان إسرائيل قادرة على نقل التركيز من غزة الى الشمال بسرعة، تهديدات غالانت مكررة، ومع تزايد التقارير حول وضع الجيش الإسرائيلي ونقص المعدات الحربية والدبابات وحالة الانهاك البشري التي وصل اليها في غزة، تصبح تهديدات غالانت المكررة مكشوفة وعارية من المضمون بالنسبة لحزب الله، ويصبح الطريق امام الحزب مفتوحا لمزيد من الجرأة وتثبيت المعادلات الجديدة، والاستمرار في حرب الاسناد لتحقيق الأهداف التي من اجلها اشتعلت الجبهة على الحدود. اما بالنسبة للتقارير العلنية حول عجز الجيش الإسرائيلي وحالته القتالية و عدم جاهزيته لحرب كبرى فهي تستخدم في الصراع الداخلي ومن اجل الضغط على نتنياهو وهو يتفلت من أي اتفاق لوقف الحرب، ويصر على الاستمرار.
ad
الجملة البارزة الأخرى او الموقف اللافت كان إشارة السيد نصر الله الأولى مند اندلاع الحرب على جبهة جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر العام الماضي الى مسألة إعادة الاعمار، وقد قدم نصر الله وعدا بإعادة اعمار الجنوب اجمل مما كان. وقد اثير هذا الموضوع في الداخل اللبناني خلال الأشهر الماضية واحدث جدلا بسبب أصوات لبنانية مناوئة لحزب الله طالبت بعدم التزام الدولة اللبنانية بتعويض اهل الجنوب الذين دمرت بيوتهم، بينما جاءت مواقف أخرى مستنكرة ذلك، على اعتبار ان الجنوب ارض لبنانية وان إسرائيل العدو للبنان من دمر بيوت أهلها في الجنوب، وان الدولة ملزمة بالتعويض والاعمار. لكن حزب الله رسميا صمت ولم ينخرط بالسجال الداخلي حول هذه النقطة، وكان جل تركيزه على المعركة ومعادلات الميدان. والان عندما يخاطب نصر الله اهل الجنوب ويعد بالإعمار والتعويض بغض النظر التزمت الدولة اللبنانية ام لا، فان لهذا دلالات، أولها تقدير نصر الله ان الوقت قد حان لمخاطبة حاضنة المقاومة حول موضوع الاعمار، وتطمين اهل الجنوب ان المقاومة حريصة على حياتهم ومعيشتهم وبيوتهم كما كانت دوما، ثانيا والاهم ان كلام نصر الله عن الاعمار قد يعني ان الحرب الشاملة أصبحت وراء ظهورنا، وان مسار الحرب الراهنة في غزة وجبهات الاسناد شارفت على نهايتها، ربما يملك نصر الله معطيات بهذا الشأن لا نعلمها، لكن الحديث عن الاعمار بهذا التوقيت يدلل على اقتراب الخواتيم، ونهاية الحرب. ويعني ان حزب الله بدأ يتحضر للمرحلة التالية ما بعد انتهاء القتال.

 

رأي اليوم

شارك المقالة