You are currently viewing الضاحية الجنوبية لبيروت شارة تغير معادلات الحرب بين المقاومة والإحتلال.. لم تربط مصيرها بمصير فلسطين اليوم انما تاريخ من الانحياز للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ولقضايا الامة.. وهدف دائم للكيان والموساد

الضاحية الجنوبية لبيروت شارة تغير معادلات الحرب بين المقاومة والإحتلال.. لم تربط مصيرها بمصير فلسطين اليوم انما تاريخ من الانحياز للمقاومة الفلسطينية واللبنانية ولقضايا الامة.. وهدف دائم للكيان والموساد

في كل منازلة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل يبرز اسم الضاحية الجنوبية كعنوان ورمز في هذه المواجهة، الان في هذا العدوان الإسرائيلي الجديد تبدو الضاحية هدفا دائما لإسرائيل عبر الاغتيالات المتكررة، والتفجيرات المتنقلة، كل عمليات الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ابتداء باستهداف نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري مرورا باغتيال القائد الأعلى العسكري في حزب فؤاد شكر، وقادة قوة الرضوان إبراهيم عقيل واحمد وهبي، وانتهاء بعملية امس بحي الغبيري في الضاحية والذي استهدف قائد الوحدة الصاروخية إبراهيم قبيسي .
والانظار كلها الان في ضوء هذه التطورات المتصاعدة الى ضاحية بيروت الجنوبية ليس لانها معقل حزب الله فقط، بل لان تحول إسرائيل من الاغتيالات داخلها لقادة حزب الله نحو ضرب البنية التحتية فيها سيكون شارة انطلاق الحرب الشاملة المفتوحة وبداية استهداف وتدمير حزب الله لتل ابيب. وفي حرب تموز 2006 كانت الضاحية كلها ببنيتها التحية وجسورها وسكانها واحيائها هدفا أساسيا لإسرائيل فقامت الطائرات الإسرائيلية بتدميرها بالكامل، ثم أعاد حزب الله اعمارها بشكل سريع بعد الحرب وجعلها افضل مما كانت عليه.
إسرائيل اليوم والامس عندما تفكر بعقاب البيئة الحاضنة للمقاومة فانها تضع أول أهدافها الضاحية الجنوبية، وعندما تفكر بالبحث عن اهداف للاغتيال في صفوف قادة المقاومة فانها تضع الضاحية تحت عين الاستخبارات الإسرائيلية، عبر العملاء والاختراقات الأمنية والتكنولوجيا والاتصالات والمراقبة. لم تكن الضاحية هدفا لإسرائيل وحدها، فخلال الحرب في سورية وضعها الإرهاب هناك والجماعات التكفيرية هدفا أيضا، وعانت الضاحية من التفجيرات المتنقلة
فعلى مدى اعوام تعرضت الضاحية لاعتداءات من الجماعات الإرهابية، من تفجير بئر العبد في اب اغسطس 2013 مرورا بانفجار الرويس وانفجاري حارة حريك 2 يناير/كانون الثاني 2014 و 21 يناير/كانون الثاني 2014 واخيرا انفجاري برج البراجنة. خلفت تلك الانفجارات قتلى وجرحى .. اطفال ونساء وشيوخ، لبنانيين وفلسطينيين ولاجئين سوريين.
كانت الضاحية الجنوبية دوما خلال تاريخها حاضنة للمقاومة حتى قبل ولادة حزب الله اغلب سكان الضاحية هم ممن هجرتهم اسرائيل من قراهم في جنوب لبنان في الثمانينيات من القرن الماضي، بعد عمليات القتل والتعذيب والاعتقال التي تعرضت لها العائلات في الجنوب اللبناني لان اهل تلك المناطق شكلوا حاضنة شعبية للمقاومة الفلسطينية بل اكثر من حاضنة، كانوا خزانا بشريا للمقاومة الفلسطينية اذ تطوع ابناء تلك القرى في العمل الفدائي وانضم قسم كبير منهم الى صفوف الثورة الفلسطينية. يشكل اهل قرى الجنوب اللبناني هؤلاء بتاريخهم النضالي 60 بالمئة من سكان الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم.
تحتضن الضاحية مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين والذي يضم اكثر من خمسة وعشرين الف فلسطيني تربطهم باهل الضاحية علاقة نسب ومصاهرة وتداخل اجتماعي واقتصادي كبير. كما يجد فيها اللاجئون السوريون مقصدا بسبب قلة كلفة العيش فيها وسط غلاء متوحش في العاصمة بيروت لا تساعد اللاجئين على الاقامة والحياة.
في مطلع الخمسينات من القرن الماضي انحازت الضاحية لمشروع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر العروبي القومي في وجه مشاريع الانعزال واليمين الكاره للعروبة والعرب. وفي منتصف الستينات انحازت الضاحية للمقاومة الفلسطينية مع انطلاقتها، ودافعت الضاحية عن بيروت في الاجتياح الإسرائيلي عام 82 وأوقفت زحف القوات الإسرائيلية السريع نحو العاصمة في معركة الاوزاعي. ثم اختارت الضاحية ان تكون حاضنة ولادة المقاومة اللبنانية. ومع طوفان الأقصى والهجمة البربرية الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة، اخذت قيادة المقاومة اللبنانية قرارها بمعركة الاسناد لغزة وشعبها، وقالت لن تتوقف جبهة المقاومة من لبنان حتى تتوقف الحرب على غزة، ربطت الضاحية مرة أخرى مصيرها بمصير فلسطين قضية العرب المركزية، وانحازت لقضية الامة،
واليوم تقف الضاحية الجنوبية لبيروت رمزا من رموز الصمود والمقاومة، وفي قلب معادلات الحرب الدائرة، تقف مستعدة لدفع ثمن خيارتها التي لم تتغير عبر تاريخها.

رأي اليوم

شارك المقالة