You are currently viewing السودان: شبح الموت يهدد آلاف الأطفال في معسكر زمزم للنازحين ومنظمات تطالب بالانزال الجوي للمساعدات

السودان: شبح الموت يهدد آلاف الأطفال في معسكر زمزم للنازحين ومنظمات تطالب بالانزال الجوي للمساعدات

حذرت منظمة أطباء بلا حدود من وفاة آلاف الأطفال في معسكر زمزم للنازحين شمال دارفور، في ظل غياب امدادات الغذاء والمواد الغذائية الأساسية.

وتحتدم المعارك في ولاية شمال دارفور منذ آيار/مايو الماضي بين الجيش السوداني والحركات المسلحة الموالية له التي تدافع عن آخر معاقلها في إقليم دارفور، بينما قوات الدعم السريع والمجموعات العشائرية التي تحاصر الفاشر تحاول إسقاطها من أجل إحكام السيطرة على الإقليم الواقع غرب السودان.
والجمعة أعلن الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة عن هجوم جديد نفذته قوات الدعم على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وتكبيدها خسائر فادحة.
وفي خضم المعارك المتصاعدة منذ أشهر في شمال دارفور، يواجه المدنيون أوضاعا إنسانية بالغة التعقيد، في ظل انعدام الأمن والنقص الحاد في الطعام والدواء والمياه الصالحة للشرب.
وفي آب/اغسطس الماضي أعلنت الأمم المتحدة المجاعة في معسكر زمزم للنازحين جنوب الفاشر، الذي يؤي أكثر من نصف مليون نازح، بينما تشير الإحصاءات إلى وفاة طفل كل ساعتين في المعسكر بسبب سوء التغذية.
وعلى الرغم من الأوضاع المأساوية في المخيم، يعرقل الحصار والمعارك المتصاعدة وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين العالقين وسط القتال.
وفي تطور جديد أعلنت منظمة أطباء بلا حدود تقليص خدماتها في معسكر زمزم للنازحين بسبب غياب الإمدادات، مطالبة الأمم المتحدة والأطراف الدولية المعنية بدراسة كل الخيارات المتاحة لتوصيل الغذاء والإمدادات الأساسية بشكل عاجل.
وحذر مدير الطوارئ في أطباء بلا حدود ميشيل أوليفية، من موت آلاف الأطفال خلال الأسابيع القليلة المقبلة حال عدم الحصول على العلاج المناسب والحلول العاجلة للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى زمزم.
وأشار إلى أن المنظمة تشعر بأنها تترك عددًا متزايدًا من المرضى الذين لم يكن لديهم سوى خيارات قليلة جدًا للحصول على الرعاية الطبية المنقذة للحياة، مضيفا: «إذا لم تكن الطرق خيارًا لإيصال كميات هائلة من الإمدادات العاجلة إلى معسكر زمزم، يجب على الأمم المتحدة أن تنظر في كل خيار متاح، حتى لو كان عن طريق الإنزال الجوي حيث أن تأخر الإمدادات يعني التسبب في المزيد من الوفيات وربما يصل عددها إلى آلاف».
وقالت المنظمة إنها مضطرة لتقليص أنشطتها بسبب نقص الإمداد الذي أوصلها إلى نقطة الانهيار على الرغم من أن الوضع يتطلب تكثيف الاستجابة الإنسانية.
وحسب المسؤولة الطبية في أطباء بلا حدود، كلودين ماير، فإن معدلات سوء التغذية التي تم اكتشافها في معسكر زمزم للنازحين ربما تكون من أسوأ المعدلات في العالم حاليًا.
وبينت أن المنظمة ستركز على الحالات الأكثر خطورة بينما ستعلق علاج 2.700 طفل يعانون من أشكال أقل حدة من سوء التغذية، فضلا عن ايقاف الاستشارات المقدمة للبالغين والأطفال فوق سن الخامسة التي قد تصل إلى آلاف شهريا.
وفي معسكر زمزم يواجه 40 في المئة من الأطفال، ما بين سن الستة اشهر والعامين سوء التغذية.

وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعلنت إن ثلاثة من شاحناتها كانت محملة بالامدادات الطبية المنقذة للحياة، بما في ذلك الأغذية العلاجية، والتي كانت متجهة إلى زمزم والفاشر، ظلت محاصرة في مدينة كبكابية بشمال دارفور، من قبل قوات الدعم السريع، منذ تموز/يوليو الماضي.
وحذرت اليونيسف من تصاعد الخطر على الناس في السودان، خصوصاً الأطفال، إذا لم يتم اتاحة إيصال المساعدات الطارئة إلى المجتمعات المحلية العالقة في النقاط الساخنة في النزاع في إقليم دارفور غرب السودان، والعاصمة الخرطوم، والجزيرة وسط السودان، مبينة أن الوضع يظل حرجاً في البلد بأسره.
وتوقعت أن يعاني نحو 730000 طفل من سوء التغذية الحاد الوخيم خلال العام الجاري، وهو الشكل الأكثر تهديداً للأرواح من أشكال سوء التغذية.
وقالت أن القيود المشدَّدة على إمكانية الوصول الإنساني تعد إحدى المحركات الرئيسية لظروف المجاعة في مخيم زمزم، داعية إلى ضمان إمكانية الوصول الإنساني الآمن والمستمرة ودون إعاقة لإتاحة توسيع الاستجابة الإنسانية وتمكين الوكالات من تقديم المساعدات بسرعة.
وحثت المجتمع الدولي لتكثيف الدعم المالي للجهود الإنسانية واستخدام كافة الوسائل الدبلوماسية المتاحة له من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وفي آب/اغسطس الماضي أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية ضمن عدد من الوسطاء في مباحثات جنيف موافقة الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على توفير ممرين آمنين للمساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الحرب الدائرة بينهما منذ منتصف نيسان/ابريل من العام الماضي.
وقالت الوساطة أنها حصلت على ضمانات من الجانبين لتوفير نفاذ آمن ودون عراقيل عبر شريانين رئيسيين، هما الحدود الغربية عبر معبر أدري في إقليم دارفور، وطريق الدبة التي تتيح الوصول إلى الشمال والغرب عبر مدينة بورتسودان.
وأكدت على أن الغذاء والجوع لا يمكن استخدامهما كسلاح في الحرب، مشددة على ضرورة أن تبقى الطرق مفتوحة وآمنة من أجل إدخال المساعدات وتحويل مجرى الأمور ضد المجاعة.
وأشارت إلى استمرار المساعي من أجل تحقيق تقدم بغرض فتح ممر آمن ثالث للمساعدات عبر ولاية سنار الواقعة جنوب شرق السودان.

القدس العربي

شارك المقالة