You are currently viewing نصر الله يُحدِّد لسكان الشمال جدول أعمالهم مثلما يفعل السنوار بالجنوب.. آب اللهاب والرقم القياسيّ: 1307 صاروخ على الكيان.. منذ أكتوبر قُتِل 46 عسكريًا ومدنيًا بنيران الحزب والاقتصاد متهالكٌ

نصر الله يُحدِّد لسكان الشمال جدول أعمالهم مثلما يفعل السنوار بالجنوب.. آب اللهاب والرقم القياسيّ: 1307 صاروخ على الكيان.. منذ أكتوبر قُتِل 46 عسكريًا ومدنيًا بنيران الحزب والاقتصاد متهالكٌ

كشفت معطيات إسرائيليّة رسميّة النقاب عن أنّه منذ أكتوبر الفائت 2023، أسفر القصف الصاروخيّ لحزب الله على شمال الدولة العبريّة عن مقتل 26 مدنيًا و20 جنديًا إسرائيليًا، في الوقت الذي لا توجد فيه أيّ مؤشراتٍ لعودة المُهجرين إلى مستوطناتهم في الشمال، والتي تحولّت لأماكن أشباح، وعلى نحوٍ خاصٍّ مدينة (كريات شمونة).
ويوم الاثنين من هذا الأسبوع عقد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤتمرًا صحافيًا، تلعثم فيه عندما سُئِل عن موعد عودة مهجري الشمال إلى مستوطناتهم، وقال إنّ الحلّ لهذا الأمر سيكون عسكريًا أوْ سياسيًا، ولم يُطلِق كعادته تهديداتٍ بإعادة لبنان إلى العصر الحجريّ، وبذلك تهرّب من الإجابة على السؤال.
على صلةٍ، وفي مقال جاء تحت عنوان (سياسة الاحتواء انتقلت من غلاف غزة إلى الشمال‎)، قال مراسل القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ، ألموغ بوكر، الذي يُغطّي جنوب إسرائيل، إنّه “بعد الهجوم ضدّ حزب الله في الشمال، قالوا لنا إنّه ليس هناك علاقة بين نية (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصر الله بإطلاق صواريخ على مركز الدولة العبريّة وبين القرار بتنفيذ هجومٍ واسعٍ ضدّ حزب الله، لكنّ المؤسسة الأمنية الاسرائيلية أوضحت لنا أنّ معظم هذه الصواريخ كانت نحو مستوطنات في الشمال”.
وأضاف “حتى ذلك الوقت بدا الأمر في غير محلّه، لأنّ إطلاق حزب الله للصواريخ لم يبدأ بعد الهجوم الوقائي (وفق الزعم الاسرائيليّ يوم 25 آب 2024)، فـ 2400 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان منذ بداية الحرب، ولم نرَ هجومًا وقائيًا كهذا يحصل قبل ذلك”.
وتابع “ليس هذا فحسب، يكفي النظر إلى ما حصل أول من أمس: عند الساعة 11:40 صدرت تعليمات إلى المستوطنين في الجليل الأعلى وفي (كريات شمونة) بالبقاء بالقرب من الأماكن المحصّنة بسبب الاشتباه بإطلاق نار من لبنان. عند الساعة 11:50، بعد عشر دقائق، انطلقت صافرات الإنذار في (كريات شمونة) والمحيط. عشرات الصواريخ أُطلقت على مستوطنات الشمال”.
وأكمل “عندئذ إذا كنّا نعلم أنّ هجومًا سيحدث، فلماذا لا يكون هناك هجوم وقائي أوْ جباية ثمن مسبق؟ لماذا لا نهاجمهم قبل أنْ يهاجمنا حزب الله؟ التفسير بسيط: حساب (كريات شمونة) مختلف تمامًا عن حساب (غوش دان)”، أيْ المنطقة الواقعة وسط إسرائيل، وتشمل أهّم مدينة تل أبيب.
ورأى بوكر أنّ “هذه السياسة معروفة جيدًا لسكان الغلاف: طوال 20 عامًا عشنا مع حساب لغلاف غزة وحساب آخر لتل أبيب. هذه السياسة هي التي أدت في النهاية إلى السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023. هذه السياسة، إذا لم تتغيّر، يمكن أنْ تؤدي أيضًا إلى كارثة في الشمال”.
وختم: طوال سنوات كان (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار) هو الذي يحدّد جدول أعمال سكان الجنوب، والآن (السيد) نصر الله يحدّد لسكان الشمال جدول أعمالهم. لكن لا تقلقوا، في النهاية سيصل أيضًا إلى (غوش دان). عندها فقط سيحصل سكان الشمال على ما يبدو على الحماية التي يستحقّونها”.
على صلةٍ بما سلف، أفادت القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ عن موجة سرقات تشهدها مستوطنات الشمال على الحدود الجنوبية مع لبنان والمهجورة‎ بفعل الحرب.
وقالت القناة في نشرتها: “بدلًا من أنْ يكون مواطنو (كريات شمونة) يسبحون في المسابح البلدية، الوحيد الذي وصل إلى هناك مؤخرًا هو سارق، من سكان حيفا، والذي قام بمساعدة شخص آخر بقطع أسلاك الكهرباء في المكان، واقتلعها مع منظومة التحكّم بالمياه بهدف بيعها بعد ذلك. وهذه ثروة تقدر بعشرات آلاف الشواكل”.
وأكّدت القناة أنّ “هذه السرقة تنضم إلى عمليات سرقة أخرى، نجح فيها مجرمون من استغلال إخلاء عدد من السكان في الجليل”.
إلى ذلك، وتعليقًا على الحرائق التي اندلعت في المستوطنات الشمالية وأتت على 189 ألف دونم من المساحات، جرّاء سقوط صواريخ (حزب الله) في المنطقة، قال عميت دوليف عالم البيئة الإسرائيليّ بإقليم الشمال في (سلطة الطبيعة والحدائق): “نحن نتحدّث عن حرائق ضخمةٍ، وهذه أرقام ليست مذكورة عندنا”.
وبحسب معطيات سلطة الطبيعة والحدائق، فإنّ حجم المناطق التي احترقت منذ بداية السنة في الشمال ازدادت بأكثر من 200 بالمائة من أيّ عامٍ خلال السنوات الست الأخيرة، وأكبر بكثير من الحرائق التي اندلعت في حرب لبنان الثانية وفي حريق الكرمل عام 2010. معظم المساحة المحترقة، 114 ألف دونم، موجودة في هضبة الجولان، حيث الغطاء النباتيّ العشبيّ القابل للاشتعال، وفي الجليل احترق 74 ألف دونم، ومن المتوقع أنْ يستغرق وقتًا أطول لاستعادتها.
وشدّدّ موقع القناة الـ 12 بالتلفزيون العبريّ على أنّ الحرائق التي كان جزء كبير منها نتيجة 6500 قذيفة صاروخية أطلقت من لبنان في الأشهر العشرة من الحرب، اندلعت في 790 موقعًا في الشمال، واضطر عناصر مكافحة النار إلى مواجهة النيران المشتعلة، وفقًا للبيانات الرسميّة الإسرائيليّة.

رأي اليوم

شارك المقالة