You are currently viewing هل يقبل الشارع عودة الحرس القديم لرئاسة البرلمان؟

هل يقبل الشارع عودة الحرس القديم لرئاسة البرلمان؟

تزداد التكهنات والمناقشات حول انتخاب رئيس جديد لمجلس النواب العراقي، حيث تشير التقارير إلى أن النائب محمود المشهداني هو الأقرب لتولي هذا المنصب. إلا أن هذا التوجه لا يخلو من التحفظات، خاصة من قبل القوى الشيعية والكردية، مما يثير العديد من التساؤلات حول مدى قبول المشهداني ونجاحه في الحصول على توافق شامل.

جلسة انتخابية هادئة، ولكن…

تشير التوقعات إلى أن جلسة انتخاب رئيس البرلمان قد تسير بهدوء نسبي ودون مشاجرات علنية، إلا أن هذا لا يعني أن الأمور تسير بسلاسة خلف الكواليس. فالمشهد السياسي العراقي معقد ومتشابك، وهناك العديد من المصالح المتضاربة والتحالفات المؤقتة التي قد تظهر خلال الجلسة أو بعدها.

الفراغ الدستوري والسياسي: أزمة قائمة

ولا يمكن تجاهل أن العراق يعاني من خلل دستوري وفراغ سياسي ناتج عن الخلافات العميقة بين الكتل السياسية، خصوصاً الكتل السنية. ومع بقاء سنة ونصف فقط من عمر الدورة التشريعية الحالية، فإن الحاجة إلى حسم مسألة رئاسة البرلمان أصبحت ملحة.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن مسألة حسم منصب رئيس مجلس النواب قد تكون قريبة من الحل هذا الأسبوع، مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية للوصول إلى توافق. لكن، وكما هو الحال في السياسة العراقية، لا يمكن اعتبار أي شيء مضموناً حتى اللحظة الأخيرة.

توافق غير مسبوق؟

إذا صحت التقارير التي تشير إلى توافق شيعي كردي سني على شخصية محمود المشهداني، فإن ذلك سيكون سابقة في السياسة العراقية، حيث لم يسبق لأي رئيس لمجلس النواب أن حصل على هذا النوع من التوافق. ومع ذلك، يبقى السؤال عن مدى دقة وصحة هذه المواقف المعلنة وغير المعلنة، خاصة في ظل وجود تحركات وتحالفات غير متوقعة في المشهد السياسي.

ذاكرة قديمة وجدل مستمر

من الواضح أن اختيار المشهداني لا يحظى بتأييد كبير في الشارع العراقي، حيث تشير تغريدات من مصادر سنية على تويتر إلى أن العديد يرون فيه تذكيراً بمرحلة قديمة من التاريخ السياسي العراقي، ويفضلون إعطاء الفرصة لوجوه جديدة وشخصيات أصغر سناً. هذه الانتقادات تعكس رغبة شريحة من المجتمع في التغيير والتجديد، بدلاً من العودة إلى “الحرس القديم”.

سالم العيساوي: العقبة الرئيسية أمام المشهداني؟

في الوقت نفسه، هناك تقارير تشير إلى أن المرشح السني الآخر، سالم العيساوي، يرفض الانسحاب من السباق رغم الضغوط والعروض التي تعرض لها.

وإذا استمر العيساوي في موقفه هذا، فإن فرص المشهداني في الوصول إلى رئاسة البرلمان قد تصبح ضئيلة جداً، مما يفتح الباب لمزيد من المفاوضات والتسويات في اللحظات الأخيرة.

وبناءً على الوضع الراهن، يبدو أن العملية الانتخابية لرئاسة البرلمان العراقي معقدة ومليئة بالتحديات. في حين أن المشهداني قد يكون الأقرب لهذا المنصب، إلا أن قبوله مشوب بالحذر، وهناك العديد من العوامل التي قد تؤثر على النتيجة النهائية. الشارع العراقي لا يزال غير متأكد من هذا الاختيار، وهناك احتمالية لتغير المعادلة في أي لحظة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بما سيحدث في الأيام القادمة.

 

المسلة

شارك المقالة