You are currently viewing إنها الحرب! شذاذ الأمم وصعاليك اليهود بين ظهرانينكم والبغاة الطغاة عن أيمانكم وعن شمائلكم.. فلسطين تنادي: وا معتصماه!.. وسط تخاذل النخب الآن.. كيف استطاع الأحرار قديما إيقاظ النفوس وتأجيج الصدور؟

إنها الحرب! شذاذ الأمم وصعاليك اليهود بين ظهرانينكم والبغاة الطغاة عن أيمانكم وعن شمائلكم.. فلسطين تنادي: وا معتصماه!.. وسط تخاذل النخب الآن.. كيف استطاع الأحرار قديما إيقاظ النفوس وتأجيج الصدور؟

وسط مواقف متخاذلة للنخب العربية التي لم تحرك ساكنا في الغالب الأعم، بات من الضروري معرفة مواقف القدماء مما جرى منذ 1948، لعلنا نتعلم منهم، ونتشبه بهم، أوليس في التشبه بالرجال فلاح؟!
كثيرة هي المقالات التي كتبها أحمد حسن الزيات صاحب الرسالة عن فلسطين، لعل أبرزها مقاله في يناير 48 بعنوان “المسلمون في معترك الخطوب”، جاء فيه: “ها هي ذي تقسم فلسطين، وبها إحدى
القبلتين وثاني الحرمين، قسمة ضيزى بين العرب الأصلاء واليهود الدخلاء وتحمل الصهيونيين على ضمائرها وبواخرها من من أركان الأرض إلى فلسطين لينصبوا فيها الصليب للحق كما نصبوه من قبل لعيسى، ويبذروا في القدس الشقاق للناس كما بذروه في يثرب لمحمد!”.
وتابع قائلا: “ليت شعري ما جريرة العرب والمسلمين على الأمم الأوروبيين والأمريكيين؟
هل جريرتهم عليهم أنهم فتحوا العالم وطهروه ،وأعلنوا دين الله ونشروه؟
قد يكون مع الفتح ترة العنصرية، ومع نشر الدين تعصب الكنيسة، ولكن ترة المقهور وتعصب الكاهن لم يكونا وحدهما السبب في ذلك الاستخفاف الدولي بالإسلام والعروبة؛ إنما السبب الأقوى فيما أعتقد أن المسلمين اعتمدوا على الحق دون القوة، وعولوا على القول لا الفعل، واعتقدوا في الشخص لا في المبدأ، ونسوا أن دينهم قرآن وسيف، وتاريخهم فتح وحضارة، وشرعهم دين ودنيا، وحربهم جهاد وشهادة، وزعامتهم خلافة وقيادة”.
واختتم الزيات مقاله قائلا: “فهل آن لأبناء الأمة الوسطى ووراث الدعوة الكبرى أن يذكروا ما نسوا ويجددوا ما طمسوا، ويعلموا أن الحق هو القوة، وأن القوة هي الوحدة، وأن وحدة العرب كانت معجزة دين التوحيد، قام عليها تاريخهم القديم، ولن يقوم على غيرها تاريخهم الجديد؟!”.
أما الشيخ محمود محمد شاكر فقد كتب في ذات العدد من الرسالة( يناير 48)
مقالا بعنوان “ويحكم هبُّوا!”
جاء فيه: “يا ساسة العرب! إياكم وخداع الناس، ولا تخادعوا ربكم الرقيب عليكم، فيوشك أن يحل عليكم غضب من ربكم ثم غضب الناس عليكم.
ولا تبيعوا تاريخكم ولا تاريخ آبائكم وذريتكم بعرض زائل ومجد مزيف.
واعلموا أن قومكم قد قدثاروا من مضاجعهم ليطلبوا حقهم بحد السيف، فلا تكونوا مخذلين ولا واعظين ولا متهاونين.
واعلموا أنها الحرب!
شذاذ الأمم وصعاليك اليهود بين ظهرانينكم، والبغاة الطغاة عن أيمانكم وعن شمائلكم يلتمسون الفرصة ليمحقوا العرب والمسلمين ويطحنوهم طحنا.”.
واختتم صاحب قائلا: “فهبوا جميعا إلى الجهاد، فمن نجا فقد فاز بالنصر وبرضوان الله عليه، ومن قتل فقد فاز بالشهادة وجنة الخلد والذكر الذي لا يفنى.
“كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور”.
وكتب الأستاذ عمر الدسوقي مقالا في “الرسالة” (يناير 48) بعنوان “وا معتصماه!”
جاء فيه: “إن فلسطين اليوم تنادي: وا معتصماه! وا معتصماه!
فليكن كل مصري بل كل عربي- أين كان محله- معتصمها الذي تناديه، وفارسها الذي ترتجيه”.
واختتم الدسوقي مقاله مذكّرا بقول الشاعر العربي القديم:
يَتَلَقّى النَدى بِوَجهٍ حَيِيّ
وَصُدور القَنا بِوَجهٍ وَقاحِ
هَكَذا هَكَذا تَكونُ المَعالي
طرقُ المَجدِ غَيرُ طُرقِ المِزاحِ

رأي اليوم

شارك المقالة