You are currently viewing كيف يريد الصهيونيان نتنياهو وزيلينسكي جر العالم الى حربين نوويتين مدمرتين في ايران وأوكرانيا؟ وكيف أفشل بوتين “هجوم كورسك” المضاد بسرعة؟ ومتى سيصحو “حكماء” الغرب؟ ولماذا لا يريد ميديفيديف تكرار “مصيدة” المفاوضات في الدوحة والقاهرة؟

كيف يريد الصهيونيان نتنياهو وزيلينسكي جر العالم الى حربين نوويتين مدمرتين في ايران وأوكرانيا؟ وكيف أفشل بوتين “هجوم كورسك” المضاد بسرعة؟ ومتى سيصحو “حكماء” الغرب؟ ولماذا لا يريد ميديفيديف تكرار “مصيدة” المفاوضات في الدوحة والقاهرة؟

عبد الباري عطوان
القاسم المشترك الذي يجمع بين الصهيونيين الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والاوكراني فولوديمير زيلينسكي، هو محاولة “جر” الولايات المتحدة الامريكية وحلف الناتو الذي تتزعمه الى حرب بالإنابة عنهما، وعقيدتهما للتخلص من تهديدين خطيرين لوجودهما وهيمنتهما، الأول في ايران واذرعها الحليفة في الشرق الاوسط، والثاني روسيا بقيادة الرئيس فلاديمير بوتين.
لم يكن من قبيل الصدفة ان يقدم الجيش الاوكراني، بتوجيهات من زيلينسكي، على شن هجوم مفاجئ في السادس من الشهر الحالي (اب أغسطس) على منطقة كورسك داخل الحدود الروسية الغربية، وادعاء السيطرة على 80 بلدة، وارسال اكثر من 11 مسيّرة لاختراق أجواء العاصمة موسكو بهدف إرهاب السلطات الروسية، واجبارها على الجلوس على مائدة المفاوضات والرضوخ للشروط الأوكرانية لإنهاء الحرب.

***

أهمية إقليم كورسك تأتي من كونها تحتضن سلاحين استراتيجيين، الأول هو محطة الطاقة النووية الروسية الأضخم، والمنتج الرئيسي للطاقة الكهربائية الروسية، والثاني وجود منشآت النفط والغاز الرئيسية الروسية، وكان زيلينسكي يأمل ان تشعر القيادة الروسية بالخطر، وتهرول الى مائدة المفاوضات بحثا عن وقف لإطلاق النار كمقدمة لتسوية للصراع بالشروط الامريكية، ولكن ما حدث هو العكس تماما، وإعطاء هذا التصعيد المقامر نتائج عكسية تماما.
السيدة ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، كانت اول من لفت الأنظار الى هذه النوايا، عندما قالت في تصريحات صحافية ان حكومة كييف كانت تخطط لتفجير المحطة النووية، وهو أمر لو حدث سيؤدي الى مسح كييف من الوجود، واشعال فتيل حرب نووية.
ديمتري ميديفيديف نائب رئيس مجلس الامن القومي الروسي تنبه لهذا المخطط الاوكراني الأمريكي المشترك أيضا عندما حذر من الوقوع في مصيدة المفاوضات (على غرار مفاوضات الشرق الأوسط في الدوحة والقاهرة) واتهم النازيين الجدد بارتكاب عمل إرهابي خطير في مقاطعة كورسك يجب ان لا يمر دون انتقام.
الهجوم الروسي المضاد الذي جاء ردا سريعا على الهجوم الاوكراني المضاد أيضا، تمثل في قصف كييف العاصمة الأوكرانية بأكثر من 75 مسيّرة بإعتراف الجنرال ميكولا أوليشوك قائد القوات الجوية الأوكرانية، وتكبيد القوات الأوكرانية خسائر كبيرة حصرها بيان وزارة الدفاع الروسية بمقتل 4180 عسكريا، وتدمير 58 دبابة، ومئات المدرعات، و5 منصات للدفاع الجوي، و6 راجمات صواريخ، بينها 3 طراز هيمارس الامريكية الصنع، الى جانب إسقاط 11 مسيّرة حاولت اختراق أجواء موسكو ولم تنجح في تحقيق أهدافها، وهو اكبر هجوم على العاصمة الروسية بالمسيّرات حتى الآن.
***
نتنياهو يريد حربا نووية في ايران، وابن جلدته زيلينسكي يريد أخرى في روسيا، وبما يؤدي الى دمار الشرق الاوسط، والقارة الأوروبية برمتها، ومن المؤسف ان الولايات المتحدة المسيطرة عليها صهيونيا تعاني من فراغ قيادي حقيقي بسبب الانشغال بالانتخابات الرئاسية ونصف التشريعية في الخامس من تشرين ثاني نوفمبر القادم، وإحالة الرئيس بايدن الى التقاعد الاجباري قد يتم استغلاله لتوريط امريكا في الحربين النوويتين المذكورتين آنفا.
روسيا التي يتزعمها الرئيس بوتين وتملك 5580 رأسا نوويا لن تُهزم مثلما قال ميديفيديف أكثر من مرة بأن القوى النووية العظمى لن تُهزم، وبدأت بالفعل مناورات نووية كان صاروخ إسكندر المزود برؤوس نووية “درة تاجها”، اعتبرت ان تزويد أمريكا لأوكرانيا بطائرات “اف 16” وصواريخ بعيدة المدى تصل الى العمق الروسي خطا احمر سيتم الرد عليه بقنابل نووية استراتيجية او تكتيكية، علاوة على صواريخ “فرط صوت” أخرى قادرة للوصول الى لندن في اربع دقائق، والى الحدود الامريكية في سبع دقائق.
نتمنى على الحكماء في الغرب، اذا كانوا موجودين فعلا، ان يكبحوا جماح هذين الصهيونيين (نتنياهو وزيلينسكي) قبل ان يقودا العالم الى حرب عالمية تدميرية شاملة.. اللهم قد أبلغنا.. اللهم فاشهد.

 

رأي اليوم

شارك المقالة