You are currently viewing مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة يطالب بفرض عقوبات على الكيان وديكارلو تقول في اجتماع لمجلس الأمن “لا يوجد مكان آمن في غزة”

مندوب الجزائر لدى الأمم المتحدة يطالب بفرض عقوبات على الكيان وديكارلو تقول في اجتماع لمجلس الأمن “لا يوجد مكان آمن في غزة”

بناء على دعوة من الجزائر، بدأت جلسة مجلس الأمن الطارئة الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم الثلاثاء لمناقشة المجزرة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في “مدرسة التابعين” بحيّ الدرج في مدينة غزة صباح السبت أثناء صلاة الفجر والتي أدت إلى استشهاد أكثر من 100 من المدنيين الذين كانوا يحتمون بالمدرسة بالإضافة إلى عشرات الجرحى.
وكانت روز ماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية أول المتحدثين، حيث أشارت إلى أن الهجوم الإسرائيلي المدمر على مدرسة التابعين في مدينة غزة، يؤكد على الحاجة الماسة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وتحرير الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة.

ديكارلو: الهجوم الإسرائيلي المدمر على مدرسة التابعين في مدينة غزة، يؤكد على الحاجة الماسة للتوصل إلى وقف إطلاق النار

وقالت: “وقعت الغارة الجوية التي شنتها القوات الإسرائيلية على مجمع مدرسة التابعين في وقت مبكر من يوم 10 أغسطس/آب وأدت إلى مقتل العشرات من الفلسطينيين، وإصابة عدد كبير آخر، بينهم نساء وأطفال، بحسب مصادر فلسطينية محلية. وقد أدان الأمين العام استمرار الخسائر في الأرواح في غزة في أعقاب هجوم آخر على مدرسة تؤوي مئات الأسر الفلسطينية النازحة”.

وقالت إن هناك ضرورة لاحترام القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب واتخاذ الاحتياطات عند الهجوم، في جميع الأوقات.

وأكدت ديكارلو أن مع استمرار الأعمال العدائية في جميع أنحاء القطاع، بما في ذلك في الشمال حول مدينة غزة، وفي المنطقة الوسطى في خان يونس، وفي رفح وما حولها، لا يزال الوضع كارثيًا بالنسبة للمدنيين. “لا يوجد مكان آمن في غزة، ومع ذلك لا تزال الأوامر تصدر للمدنيين بالإخلاء إلى مناطق تتقلص باستمرار”.
وحذرت ديكارلو من التهديد بمزيد من التصعيد الإقليمي بعد عشرة أشهر من المواجهات حيث يستمر تبادل إطلاق النار عبر الخط الأزرق في جنوب لبنان بشكل شبه يومي.

 

وحول الأوضاع في الضفة الغربية أكدت ديكارلو أن الجيش الإسرائيلي قام يوم 3 آب/ أغسطس، بشن غارتين جويتين على خلية تابعة لحماس في طولكرم، مما أسفر عن مقتل تسعة فلسطينيين، كما أدت عمليات منفصلة للجيش الإسرائيلي في جنين وطوباس في أوائل الأسبوع الماضي إلى مقتل 16 فلسطينيا آخرين. وفي 11 آب/ أغسطس، أدى هجوم إطلاق نار أعلنت حماس مسؤوليته عنه إلى مقتل مدني إسرائيلي وإصابة آخر في شمال غور الأردن بالضفة الغربية المحتلة. وبحسب ما ورد أدى هجوم فلسطيني آخر بإطلاق النار بالقرب من قلقيلية إلى إصابة إسرائيليين وفلسطينيين اثنين. وقُتل المهاجم، الذي زعمت حماس أنه قائد لكتائب القسام، على يد قوات الأمن الإسرائيلية.

ديكارلو: في غياب طريق واضح نحو مستقبل يرى الفلسطينيون تطلعاتهم المشروعة إلى دولة مستقلة تمامًا وقابلة للحياة وذات سيادة، وسيظل السلام الدائم في الشرق الأوسط قائمًا بعيد المنال

ورحبت وكيلة الأمين العام بالجهود التي تبذلها مصر وقطر والولايات المتحدة لحمل الجانبين على إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير الإغاثة الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها. وكما أكد زعماء مصر وقطر والولايات المتحدة في بيانهم المشترك الصادر في 8 آب/ أغسطس، وقالت: “ليس هناك مزيد من الوقت لنضيعه”
وقاتلت ديكارلو إن القتل والدمار والمعاناة في غزة يجب أن تتوقف. يجب لم شمل الرهائن مع أهاليهم. “ولكن حتى مع استمرار الجهود لتحقيق هذه الأهداف، لا يمكننا أن نغفل ما نعتبره أمرًا لا جدال فيه: في غياب طريق واضح نحو مستقبل يرى فيه الإسرائيليون حقوقهم المشروعة تتحقق الاحتياجات الأمنية ويرى الفلسطينيون تطلعاتهم المشروعة إلى دولة مستقلة تمامًا وقابلة للحياة وذات سيادة، وسيظل السلام الدائم في الشرق الأوسط قائمًا بعيد المنال”.

الأوضاع الإنسانية
وقدمت السيدة ليزا داوتن، المديرة بمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إحاطة للمجلس حول الأوضاع الإنسانية، وقالت إنها تشعر بالرعب الشديد من الغارة يوم السبت على مدرسة التابعين في منطقة الدرج برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكانت المدرسة تؤوي عدة مئات من الأسر النازحة، التي انتقل الكثير منها إليها بسبب أوامر الإخلاء الأخيرة. وتم تنفيذ الضربة أثناء صلاة الفجر. وقالت هذه الحادثة من أكثر الهجمات دموية على مدرسة تؤوي النازحين منذ بداية هذا الصراع ومن المؤسف أن هذا لم يكن حادثا معزولا. وفي الواقع، يبدو أن مثل هذه الهجمات تحدث بوتيرة متزايدة وتشمل الحوادث الأخيرة حيث قصفت ثلاث مدارس خلال 48 ساعة في الفترة ما بين 3 و 4 آب/ أغسطس، ومدرستين تم استهدافهما في 8 آب/ أغسطس، وجميعها في مدينة غزة، وكان الهجوم على مدرسة التابعين يوم السبت هو آخر هجوم من نوعه. ووفقاً للمفوضية السامية لحقوق الإنسان، فإن هذا هو الهجوم هو الحادي والعشرون على الأقل على مدارس كانت بمثابة ملاجئ تم تسجيله منذ 4 تموز/ يوليو من هذا العام. وقُتل العشرات من الأشخاص في هذه الضربات، ومن بينهم النساء والأطفال.

داوتن: هذه الحادثة من أكثر الهجمات دموية على مدرسة تؤوي النازحين منذ بداية هذا الصراع ومن المؤسف أن هذا لم يكن حادثا معزولا

وقالت السيدة داوتين إن العنف المستمر في غزة قد أدى إلى مقتل ما يقرب من 40,000 فلسطيني وإصابة أكثر من 90,000 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة في غزة. ولا يزال مصير نحو 10 آلاف شخص في عداد المفقودين ويعتقد أنهم مدفونون تحت الأنقاض. بينما يوجد حتي يوم 9 آب/ أغسطس، نحو 115 رهينة محتجزين في غزة، على الرغم من المطالبات المتكررة بإطلاق سراحهم.
وعن الوضع الصحي قالت المسؤولية الإنسانية إن الوضع الصحي في غزة ما زال حرجاً ونظام الرعاية الصحية بالكاد يعمل، وهناك تقديم دعم شجاع ولكنه محدود، للجرحى والمرضى؛ للنساء في الولادة، وضد الأمراض سريعة الانتشار. آلاف المرضى في حالات حرجة موجودون على قوائم الانتظار لعمليات الإخلاء الطبي. وقد تعرض أكثر من 60 في المئة من المباني السكنية و65 في المئة من شبكة الطرق للضرر أو الدمار، وفقاً لتحليل حديث للأمم المتحدة.
وحول التهجير المتواصل قالت السيدة داوتن في غضون أسبوعين فقط، نزح أكثر من ربع مليون شخص، في مناسبات متعددة في كثير من الأحيان “ومن الواضح أن أوامر الإخلاء – التي يفترض أنها تتعلق بأمن المدنيين – تأتي بنتيجة عكسية. بحيث يُطلب من المدنيين مرارًا وتكرارًا الإخلاء إلى مناطق لا تتوفر فيها الضروريات اللازمة لبقائهم على قيد الحياة. إنهم يتعرضون للقتل والإصابة بشكل متكرر في نفس الأماكن التي قيل لهم إنها آمنة للذهاب”.

داوتن: هذه الحرب تدمر الحياة والأحلام والمستقبل

وقالت المديرة بمكتب منسق الشؤون الإنسانية إن هذه الحرب تدمر الحياة والأحلام والمستقبل “لقد خسر أكثر من نصف مليون طالب عام دراسي كامل، مع فقدان 39 ألف طالب امتحاناتهم النهائية . وحتى لو انتهت هذه الحرب اليوم، فإننا نقدر أن هناك ما لا يقل عن 8 من كل 10 مدارس سوف يتطلب إعادة التأهيل ويجب علينا ألا نستبعد الصدمة العاطفية والنفسية الهائلة التي خلفتها هذه الحرب على الأطفال – بل الناس من جميع الأعمار – والصدمة التي يحملونها لبقية حياتهم. ومن الجدير بالتكرار: لا توجد حماية للمدنيين في غزة”.
وأضافت المسؤولة الأممية أن المساعدات لغزة انخفضت إلى أكثر من النصف منذ بدء العملية البرية في رفح، خاصة بعد أن تم إغلاق المعبر فجأة في أوائل شهر أيار/ مايو. “القيود الجديدة التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على جلب الأموال النقدية إلى غزة تحد بشكل كبير من إمكانية وصول الأموال النقدية إلى غزة”.
وقالت إن المتطلبات العاجلة – التي كثيرا ما تتكرر – تظل كما هي:
1. الوقف الفوري للأعمال العدائية ووقف دائم لإطلاق النار؛
2. الالتزام الصارم بالقانون الدولي الإنساني من قبل كافة الأطراف. وهذا يستلزم إطلاق سراح جميع الرهائن. كما يستلزم حماية المدنيين، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك من خلال ضمان توفير المساعدات الإنسانية دون عوائق في جميع أنحاء غزة، [كما تأمر بذلك محكمة العدل الدولية]، بما في ذلك من خلال الأونروا؛
3. وأخيرا، كما قلنا من قبل في هذا السياق، يجب على جميع الدول الأعضاء استخدام كل ما لديها من نفوذ لمنع ووقف انتهاكات القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك من خلال الضغط الدبلوماسي والاقتصادي، وربط صادرات الأسلحة بالامتثال مع قواعد الحرب والتعاون في مكافحة الإفلات من العقاب.
وقالت: “إنني أحث هذا المجلس وجميع الدول الأعضاء على استخدام نفوذكم لحماية المدنيين لتحقيق السلام وإنهاء هذا الصراع وخسائره التي لا تطاق ومن الضروري السعي إلى تحقيق الأمن المتبادل والسلام الدائم، حتى يمكن استعادة الأمل. لذا أن يتمكن المدنيون هناك من التمتع بالأمل الذي نعتبره أمرا مفروغا منه، والأمل الذي لم ينعموا به أبدا”.

السفير الجزائري يدعو لفرض عقوبات على إسرائيل
تساءل السفير الجزائري، عمار بن جامع، الذي دعا لعقد الاجتماع الطارئ، ما إذا كان هذا الاجتماع سيكون مثل تلك الاجتماعات التي لا يخرج منها نتيجة وبالتالي يفشل المجلس في القيام بمهمته الأولى وهي حفظ الأمن والسلم الدوليين. “هل سنبقى نعد أعداد الموتى في غزة؟ ليس من أجل هذا أقيم المجلس وليست هذه مهمته”. وقال إن الفلسطينيين يبحثون عن العدالة وحقهم في تقرير مصيرهم وعلى المجلس أن يتحمل مسؤولياته في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وقال إن المجلس فشل بعد 311 يوما وهو يرى شعبا يتعرض لعقوبات جماعية وقتل جماعي بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بقصف مدرسة في حي الدرج في غزة، وهي المدرسة الثالثة التي تتعرض للهجوم خلال يومين. المدرسة كانت تأوي الفلسطينيين المشردين، كما قال الأمين العام. واقتبس السفير أحد الآباء الذين جمع 18 كيلوغراما من اللحم، وهو ما تبقى من ابنه، وقام بدفنه.

بن جامع: هل يتوقف دور مجلس الأمن على إحصاء الضحايا بغزة؟

وقال إن عدد الضحايا الآن زاد عن أربعين ألفا. “هؤلاء بشر، لهم أحلام وآ مال. وعلى المجلس أن يتحمل مسؤولياته ويحل جذور المشكلة المتمثلة في الاحتلال. على المجلس أن يقوم بواجبه في تحميل المحتل المسؤولية وأن يستخدم آلية العقوبات وعلى المجلس أن يوقف تدهور الأوضاع التي تدفع إليها إسرائيل”.

وقال إن قرار مجلس الأمن 2735 يدعو إلى الوقف الفوري لإطلاق النار إلا أن قوة الاحتلال عطلت تنفيذ ذلك القرار. ودعا السفير كلا من الولايات المتحدة ومصر وقطر إلى العمل على تنفيذ القرار المذكور. “لا مكان للتأخير”.

رياض منصور: نريد الفعل وليس القول
السفير الفلسطيني تحدى أعضاء المجلس بتحويل خطاباتهم، التي تدل على إجماع في رفض الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في غزة، إلى عمل. وقال:” نحن نلتقي لحماية الأرواح، إسرائيل تزهق مزيدا من أرواح الفلسطينيين. ونحن نحتفل بالذكرى 75 باتفاقيات جنيف إسرائيل تنتهك كل بنود تلك الاتفاقيات. إسرائيل تمنح نفسها حق القتل والتجويع بل وتدافع عن اغتصاب الأسرى. مجلس الأمن يدعو إسرائيل لحماية المدنيين بينما إسرائيل تقتل المدنيين، تـطلبون من إسرائيل عدم تجويع الفلسطينيين ولكنها تمارس التجويع وتطلبون احترام حقوق الأسرى لكنها تمارس اضطهاد وتعذيب واغتصاب الأسرى وتطلبون من إسرائيل وقف الاستيطان لكنها تستولي على المزيد من الأرض لتوسيع الاستيطان والمجتمع الدولي يطلب من إسرائيل احترام الوضع القائم في الحرم الشريف إلا أنها تنتهك المقدسات ويقتحم وزراؤها حرمة المسجد الأقصى”.

منصور: إسرائيل لا يهمها إدانة بل إنها تقذف بقراراتكم ولا تستمع إليكم، بل إن ممثلها لا يستمع إلى خطاباتكم ويقضي الوقت يقلب في هاتفه

وقال إن إسرائيل لا يهمها إدانة بل إنها تقذف بقراراتكم ولا تستمع إليكم، بل إن ممثلها لا يستمع إلى خطاباتكم ويقضي الوقت يقلب في هاتفه. ودعا المجلس إلى تحمل مسؤولياته التي نص عليها الميثاق. وقال إن اسرائيل دولة مارقة لا يهمها ما يبحثه المجلس أو يقرر. ودعا منصور المجلس إلى العمل على وقف آلام الفلسطينيين الآن. وتساءل منصور ماذا لو كان السجين الذي اغتصب ابنك والأطفال الذي قتلوا أطفالك و المرأة التي قتلت وهي تتشرد من بيتها كانت أختك أو أمك ولو أن الأمراض المنتشرة في قطاع غزة أصابت عائلتك؟. “تخيلوا كم عانى شعبنا منذ أكثر من عشرة أشهر والعالم يراقب بدون فعل. هناك إجماع على وقف إطلاق النار لكن إسرائيل تمارس الفيتو على هذا الإجماع”. لقد رفضت كل محاولات وقف إطلاق النار بارتكاب المجازر. وقال إسرائيل ليست معنية بالرهائن وهذا يعرفه نتنياهو وأهالي الأسرى وأنتم تعرفونه. نتنياهو لديه أولويات أخرى وليس الرهائن. شيء خطير ما يحدث الآن. العالم كله يرفض ما يجري ولكن لا يعملون شيئا وهناك من يسلحون إسرائيل لتمكينها من ممارسة هذا القتل. وقال: “أفيقوا… إلى متى ستبقون تنكرون الحقائق. أوقفوا الحرب إنكم تملكون الألية لوقف الحرب. هذا ليس وقت التبرير. إنه وقت الوضوح وقت حماية المبادئ. لا تحملوا مسؤولياتكم في مجلس الأمن. لا أحد يجب أن يكون فوق القانون. متى ستحاسب إسرائيل على جرائمها.”.
وقال منصور:” سنذهب إلى الجمعية العامة لاتخاذ قرارات تحول فتاوى محكمة العدل الدولية إلى مجموعة قرارات تتعلق بتصرفات الدول الأعضاء والمنظمات الدولية في التعامل مع الاحتلال غير الشرعي”.

القدس العربي

شارك المقالة