في ظل التصعيد المتنامي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والاحتلال الإسرائيلي، برزت مقاربة لافتة طرحها الكاتب السياسي والصحافي اللبناني قاسم قصير، تناول فيها ما وصفه بـ”أهمية معركة الوعي” في هذا الصراع، مسلطًا الضوء على البعد الإعلامي والسياسي والمعنوي للمواجهة القائمة.
معركة مفتوحة على كل الجبهات
يرى قصير أن “إيران تخوض اليوم مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، بدأت بعد عدوان صهيوني واضح وصريح على أراضيها، دون أي مبرر قانوني أو سياسي، بل بقرار أمريكي-إسرائيلي مشترك، يهدف إلى كبح المشروع النووي الإيراني من جهة، وضرب حضورها الإقليمي الداعم لحركات المقاومة من جهة ثانية”.
ويذهب قصير في تصريح تلقّته “قدس برس” أبعد من ذلك، معتبرًا أن “هذا التصعيد قد يخفي أهدافًا استراتيجية أعمق، من بينها السعي لإسقاط النظام الإسلامي في إيران، وإعادة النظام الملكي الموالي للغرب، الذي لطالما شكّل قاعدة دعم للولايات المتحدة والكيان الصهيوني في المنطقة”.
وانطلاقًا من هذا التحليل، يؤكد الكاتب أن “الصراع القائم لا يسمح بالمواقف الرمادية أو الوقوف على الحياد، فهزيمة إيران – بحسب تعبيره – تعني “سقوط المنطقة العربية والإسلامية تحت هيمنة المشروع الصهيوني”، وهو ما يفسّر المواقف المعلنة – وحتى الصامتة – للعديد من الدول الإسلامية والعربية الرافضة للعدوان، رغم الخلافات السياسية أو الاصطفافات مع الولايات المتحدة”.
معركة الوعي.. واجب المرحلة
وفي مواجهة حرب التضليل الإعلامي، يركّز قصير على “أهمية الوعي” في هذه المرحلة، محذرًا من الانجرار وراء الروايات الإسرائيلية أو الأخبار غير الدقيقة، ومشدّدًا على ضرورة امتلاك المعلومة الموثوقة من مصادرها، سواء من الجانب الإيراني أو من إعلام العدو، ولكن بتحليل واعٍ وغير متسرع.
ويشدد الكاتب على أن “المعنويات العالية” هي جزء من المواجهة، وعلى الرغم من الاعتراف المشروع بالخسائر أو نقاط الضعف، فإن الوعي بطبيعة الصراع واستمراريته، واحتمال تحوّله إلى حرب إقليمية أو حتى دولية، يستدعي قراءة معمقة وموقفًا واضحًا.
ويختم قاسم قصير مقاله بالتشديد على أهمية الثقة بالقيادة الإيرانية، وبالإيمان بأن “الله ينصر من ينصره”، واضعًا هذه المواجهة في إطار عقائدي وسياسي معًا، يتطلب وعيًا واستعدادًا طويل النفس.
وبدأ التوتر بين إيران والاحتلال الإسرائيلي بالتصاعد منذ سنوات، على خلفية البرنامج النووي الإيراني والدعم الإيراني للمقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا، إلا أن الأشهر الماضية شهدت تطورًا نوعيًا في طبيعة المواجهة، حيث نُفّذت عمليات عسكرية مباشرة، كان أبرزها الهجوم الإسرائيلي على قنصلية إيران في دمشق، وردّ طهران غير المسبوق بقصف الأراضي المحتلة في نيسان/أبريل الماضي.
ويُجمع مراقبون على أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة من الصراع المفتوح، لا تُحسم فقط في ميادين القتال، بل أيضًا في الإعلام، والرأي العام، والوعي الجمعي للأمة.
ومنذ فجر الجمعة، بدأت دولة الاحتلال، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران بعملية اسمتها “الوعد الصادق 3″، الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها حتى الآن ستة، ما أدى – بحسب وسائل إعلام عبرية – إلى مقتل وإصابة العشرات، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات.
المصدر: قدس برس
كيف تبرز أهمية معركة الوعي في ظل التصعيد المتزايد بين إيران ودولة الاحتلال؟ – وكالة قدس برس للأنباء