تنوعت الإجراءات بين إيقاف حركة الطيران، والدعوة لمغادرة مناطق التوتر، وغلق مناطق حدودية، واعتراض مسيرات، والتقدم بشكوى لمجلس الأمن، وذلك ذلك بعد أن أطلقت إسرائيل فجر الجمعة، هجوما واسعا على إيران.
اتخذت دول عربية، الجمعة، إجراءات احترازية، عقب العدوان الإسرائيلي على إيران.
وتنوّعت الإجراءات بين إيقاف حركة الطيران، والدعوة لمغادرة مناطق التوتر، وغلق مناطق حدودية، واعتراض مسيرات، والتقدم بشكوى لمجلس الأمن، وذلك ذلك بعد أن أطلقت إسرائيل فجر الجمعة، هجوما واسعا على إيران أسمته “الأسد الصاعد”، قصفت خلاله أهدافا نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء.
حثّ على مغادرة مناطق التوتر
وحثت وزارة الخارجية العمانية في بيان، مساء الجمعة “المواطنين الموجودين في المناطق المتوترة على توخي الحيطة والحذر فيما يتعلق بسلامتهم وأمنهم، وعلى مغادرتها متى ما سمحت الظروف بذلك”، داعية المواطنين الراغبين في السفر إلى تلك الدول (لم تسمها) إلى تأجيل سفرهم في الوقت الراهن.
كما أهابت الخارجية الكويتية، بمواطنها في مناطق التوتر بأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر والعمل على مغادرة تلك المناطق متى سمحت الظروف في “تطورات الأوضاع في المنطقة”، بحسب بيان.
خطة طوارئ للطاقة
وأفادت وزارة البترول المصرية، في بيان، بأنه “نظرًا للأعمال العسكرية التي نشبت بالمنطقة، وتوقف إمدادات الغاز من الشرق (الغاز الإسرائيلي)، قامت وزارة البترول والثروة المعدنية بتفعيل خطة الطوارئ المعدة المسبقة، الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي”.
وقررت الوزارة “إيقاف إمدادات الغاز الطبيعي لبعض الأنشطة الصناعية مع رفع استهلاك محطات الكهرباء للمازوت إلى أقصى كمية متاحة، والتنسيق لتشغيل بعض المحطات بالسولار، وذلك في إجراء احترازي، حفاظًا على استقرار شبكة الغاز الطبيعين وعدم اللجوء لتخفيف أحمال شبكة الكهرباء، ترقبًا لإعادة ضخ الغاز الطبيعي من الشرق مرة أخرى”.
وقف مؤقت لحركة الطيران
وأعلنت وزارة النقل العراقية، في بيان، الجمعة، استمرار إيقاف حركة الطيران بشكل تام في جميع المطارات العراقية وإغلاق الأجواء العراقية بشكل مؤقت إلى إشعار آخر حفاظاً على سلامة المسافرين”، مرجعة ذلك إلى “التوترات الإقليمية”.
كما قررت هيئة الطيران المدني الأردني، في بيان، إغلاق المجال الجوي للمملكة مؤقتا، تحسبا لتصعيد بالمنطقة.
وأعلنت هيئة الطيران المدني في سورية، إغلاقا مؤقتا لأجواء البلاد، جراء المستجدات الإقليمية الراهنة عقب العدوان الإسرائيلي على إيران فجر الجمعة، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية (“سانا”) عن رئيس الهيئة أشهد الصليبي.
وأكد الصليبي أن “ذلك يأتي في إطار الإجراءات الاحترازية التي نتخذها لضمان سلامة حركة الطيران المدني، وسط المستجدات الإقليمية الراهنة”.
كما أعلنت الخطوط الجوية السورية، توقف مؤقت لجميع الرحلات من وإلى الإمارات والسعودية، الجمعة، مرجعة ذلك إلى إغلاق الأجواء السورية والأردنية والعراقية نتيجة التوترات المستمرة في المنطقة، وفق “سانا”.
وأوضحت الخطوط أنها “تتابع تطورات الوضع بشكل مستمر، وستقوم بالإعلان عن أي مستجدات تتعلق باستئناف الرحلات الجوية فور توفرها”.
ولاحقا، أعلنت الخطوط الجوية السورية وقف جميع الرحلات الجوية التابعة لها مؤقتا وحتى إشعار آخر “إلى حين تحسّن الأوضاع في المنطقة وعودة الأجواء إلى طبيعتها”.
وأضافت في بيان نشرته وكالة “سانا” أن “هذا القرار يأتي حرصاً على سلامة الركاب والطواقم، وفي ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة”.
وأشارت إلى أنه “سيتم تحويل مسار الرحلة رقم RB444 القادمة هذه الليلة من إسطنبول إلى مطار حلب الدولي (شمال) بدلاً من مطار دمشق الدولي”.
ولفتت إلى أنه “سيتم تأمين نقل الركاب الذين سيصلون مطار حلب إلى مدينة دمشق عبر حافلات مخصصة من قبل الشركة”.
وفي وقت سابق الجمعة، أفادت وكالة “سانا” بسقوط بقايا صاروخين إيرانيين في ريف محافظة درعا (جنوب) أثناء عبورهما الأجواء، دون حدوث أضرار بشرية أو مادية.
غلق حدودي
أغق الأردن، الجمعة، “معبر جسر الملك حسين” (اللنبي من الجانب الإسرائيلي) الحدودي مع الضفة الغربية المحتلة أمام حركة السفر، في إجراء مماثل من جانب تل أبيب، وفق بيان للأمن العام.
ودعا البيان، مستخدمي الجسر إلى “عدم التوجه للمنطقة لحين إعلان إعادة فتحه أمام الحركة من جديد، توفيرا لوقتهم وجهدهم”، وفق البيان ذاته.
اعتراض مسيرات
أعلن الجيش الأردني، في بيان، اعتراض عدد من الصواريخ والطائرات المسيرة قال إنها دخلت مجاله الجوي، في ظل موجة من التوترات المتزامنة مع العدوان الإسرائيلي غير المسبوق على إيران.
وبينما لم يحدد الجيش مصدر الصواريخ والمسيرات، أكد عدم سماحه لاختراق أجوائه تحت أي ظرف أو تحويله لساحة صراع.
وقال إن “عملية الاعتراض جاءت استجابة لتقديرات عسكرية بحتمية سقوطها داخل أراضي البلاد ومنها مناطق مأهولة بالسكان ما قد يتسبب بخسائر”.
وتزامن ذلك مع إعلان الجيش الأردني، في بيان الجمعة، تنفيذ سلاح الجو الملكي طلعات جوية مكثفة على طول الحدود، بهدف “بهدف مراقبة المجال الجوي ورصد أي محاولات اختراق من أي طرف كان، حفاظا على سيادة المملكة وسلامة مواطنيها”.
شكوى لمجلس الأمن
وأعلن العراق، الجمعة، في بيان للخارجية التقدم بشكوى إلى مجلس الأمن ضد “خروقات الكيان الصهيوني لأجوائه واستخدامها في تنفيذ اعتداءات عسكرية في المنطقة.”
وطالب “مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، واستخدام صلاحياته لردع الكيان الصهيوني ومنعه من تكرار مثل هذه الانتهاكات، وضمان احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه، بما يسهم في الحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها”.
وفجر الجمعة، أطلقت إسرائيل هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين وعلماء.
ووفق وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء (خاصة) قتل 6 علماء نوويين في الهجوم وهم عبد الحميد منوشهر، وأحمد رضا ذو الفقاري، وأمير حسين فقهي، ومطلب زاده، ومحمد مهدي طهرانجي، وفريدون عباسي.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في مؤتمر صحافي إن “هدف العملية غير المسبوقة هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية والعديد من القدرات العسكرية”.
بالمقابل، توعد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي – برسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ”عقاب صارم”، ردا على الهجمات.
المصدر: عرب48