You are currently viewing لماذا قرّر الأمير بن سلمان التذكير بـ”مُعاناة إخوتنا” في فلسطين هذا العيد وهل من رابط بين “العُدوان” ومنع بن فرحان “زيارة رام الله”؟.. كيف تلقّى السعوديون خطابه وهل انقطع “دابر التطبيع” وماذا عن علاقة الرياض بـ”حماس المُسلّحة”؟

لماذا قرّر الأمير بن سلمان التذكير بـ”مُعاناة إخوتنا” في فلسطين هذا العيد وهل من رابط بين “العُدوان” ومنع بن فرحان “زيارة رام الله”؟.. كيف تلقّى السعوديون خطابه وهل انقطع “دابر التطبيع” وماذا عن علاقة الرياض بـ”حماس المُسلّحة”؟

لا يتطرّق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عادةً إلى القضية الفلسطينية بمُفردات عدائية ضد “إسرائيل” في أحاديثه العامّة، فيما يذهب وزراء خارجيته للتأكيد على موقف العربية السعودية من التطبيع، وقبوله حال قيام دولة فلسطينية ضمن المبادرة العربية السعودية.

ولكن لافت أن الأمير بن سلمان، قرّر هذا العيد الأضحى، وفي ثاني أيّامه طرق هذا الباب، وذلك خلال كلمته التي ألقاها من الديوان الملكي في مِنى خلال استقبال عدد من الشخصيات والمهنئين بحلول عيد الأضحى.

وشارك في الحفل، كل من رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، ونظيره في المالديف محمد معز، ونائبة رئيس بنين مريم شابي تالاتا زيمي بيريما، والرئيس الصومالي الأسبق شريف شيخ أحمد.
وقال بن سلمان: “نيابةً عن سيّدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- يطيب لنا من جوار بيت الله الحرام أن نهنئكم وجميع المسلمين في أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، سائلين المولى سبحانه أن يتقبل من الحجاج حجهم وصالح أعمالهم”.
وتابع: “لقد شرَّف الله تعالى هذه البلاد بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديها، من حجاج ومعتمرين وزائرين ووضعت المملكة العربية السعودية ذلك في مقدمة اهتماماتها، وسخرت جميع قُدراتها لخدمة ضيوف الرحمن والتيسير عليهم، ليؤدوا مناسكهم بيسر وسهولة. سوف تواصل المملكة بعون الله وتوفيقه، مُدركة عِظم المسؤولية وشرف الخدمة، هذا الأمر”.
وفي الجُزء الذي خصّصه لفلسطين قال بن سلمان: “أصحاب الفخامة والسمو والدولة.. يأتي عيد الأضحى المبارك هذا العام، ومعاناة إخوتنا في فلسطين مستمرة نتيجة العدوان الإسرائيلي، ونشدد على دور المجتمع الدولي، في إنهاء التداعيات الكارثية لهذا العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء وإيجاد واقع جديد، تنعم فيه فلسطين بالسلام وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.. ونسأل الله تعالى أن يديم على بلادنا، وعلى سائر بلاد المسلمين والعالم الأمن والاستقرار، وأن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم، وأن يعيدهم إلى أهاليهم سالمين.. وكل عام وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.
صحيح أن ولي عهد السعودية لم يخرج عن سياقات الإدانة والاستنكار فيما يخص مُعاناة الفلسطينيين، ولكن جاء لافتًا أن بن سلمان استخدم توصيف “العدوان الإسرائيلي”، وذلك يُخالف النهج الإعلامي السعودي الذي بدأ قبل سنوات للترويج للتطبيع مع “إسرائيل”، وقبوله ضمن مُقتضيات “المصلحة الفلسطينية العامّة”، ليعود بعد أشهر من حرب غزة لانتقاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والسُّخرية منه عبر برامج الكوميديا.
ومن جوار بيت الله الحرام، واختياره للمكان بدلالته الدينية المُقدّسة، قرّر بن سلمان التذكير بقُدوم عيد الأضحى، والأخوة (إخوتنا) في فلسطين كما وصفهم مُعاناتهم مستمرة “نتيجة العُدوان الإسرائيلي”.
خطاب الأمير بن سلمان هذا، جاء بعد رفض الحكومة الإسرائيلية السماح لوفد من الوزراء العرب بزيارة الضفة الغربية المحتلة، وكان يُفترض أن يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس، كل من الأمير فيصل بن فرحان آل سعود وزير الخارجية السعودي، ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، وعبد اللطيف بن راشد الزياني وزير خارجية البحرين، وبدر عبد العاطي وزير خارجية مصر، إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
ورغم أن اسرائيل يُفترض أنها تخطب الود السعودي لإتمام التطبيع، أكّدت إنها لن تسمح بعقد اجتماع في رام الله، العاصمة الإدارية للسلطة الفلسطينية، واعتبرته يهدف إلى “الترويج لإقامة دولة فلسطينية”، الأمر الذي دفع وزير الخارجية السعودي بن فرحان للتعبير عن امتعاضه من منع الحكومة الإسرائيلية زيارة كانت مقررة لوفد من الوزراء العرب لرام الله بالضفة الغربية.
وعلى المنصّات، تفاعل السعوديون مع كلمة ولي عهدهم، وأشادوا بكلماته عن فلسطين، وأنها حاضرة في عقل وقلب القيادة السعودية، وتأتي ردًّا على كُل من ادّعى أنّ السعودية ذاهبة للتطبيع.
ويرد الأمير بن سلمان فيما يبدو بشكلٍ غير مباشر، على تقارير ادّعت عدم اهتمامه “شخصيًّا” بالقضية الفلسطينية، حيث سبق أن قال موقع مجلّة “ذا أتلانتك” الأمريكية إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لا يُبدي اهتمامًا شخصيًّا بالقضية الفلسطينية، وما سعيه بحسب المجلة لإدراج موضوع “الدولة الفلسطينية” في صفقة التطبيع المُحتملة مع إسرائيل إلّا من أجل تمريرها.
ويبدو أنّ القيادة السعودية قد اتّخذت مواقف أكثر عدائية تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتحديدًا بعد تصريحاته حين قال: “لا مانع لدي بإقامة الدولة الفلسطينية في السعودية، لديهم مناطق شاسعة”.
وعمّا إذا كان من المُمكن التوصل إلى اتفاق تطبيع مع السعودية دون إقامة دولة فلسطينية، قال نتنياهو: “أعتقد أن السلام بين إسرائيل والسعودية ليس ممكنا فحسب، بل سيتحقق، وأنا مُلتزمٌ بذلك”.
وسلّط الإعلام السعودي بالتزامن الأضواء على مشروعٍ إنساني، قدّمت العربية السعودية دعمًا لتوفير اللحوم المطبوخة للأسر المحتاجة في قطاع غزة من خلال برنامج “أضاحي” الذي تديره وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية بالتعاون مع منظمة “Human Appeal” الدولية، وتم توزيع لحوم مطبوخة ومُعبّأة بعناية على أهالي غزة.
ويعتمد هذا المشروع على التوزيع المجّاني للحوم “الهدي” والأضاحي ضمن مشروع السعودية لتوزيع اللحوم، وهو غير مُخصّص للبيع.
ومع إبداء القيادة السعودية التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة، لا يظهر في الخطابات السعودية الرسمية ما يُشير إلى الدعم الرسمي للمقاومة الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة “حماس”، وتتحدّث صحيفة “يديعوت أحرونوت أن السعودية وإلى جانبها فرنسا تعملان على خطّة تهدف إلى نزع سلاح حماس وتحويلها إلى حزب سياسي يشارك في النظام السياسي الفلسطيني المستقبلي، في محاولة لإنهاء الحرب وإعادة هيكلة الواقع السياسي في القطاع.
وكان الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودية الأسبق قد تطرّق لطبيعة العلاقة بين بلاده، وحماس في تصريحات سابقة، حين قال: أود أن أقول إننا لسنا أصدقاء مع حماس، لكن هذا لا يعني أننا نريد أن نرى دمار الفلسطينيين في غزة من أجل القضاء على حماس، كما يُحاول البعض الإشارة أو الادّعاء”.
تجدر الإشارة إلى أنّ قطاع غزة يُعاني أزمة إنسانية كارثية مُنذ أن أغلقت إسرائيل المعابر مطلع آذار/ مارس الماضي، مانعة إدخال الغذاء والدواء والمُساعدات والوقود، بينما يُصعّد جيشها حدّة الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق فلسطينيي القطاع.

وترتكب إسرائيل مُنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح مُعظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، بجانب مئات آلاف النازحين.

 

المصدر: رأي اليوم

لماذا قرّر الأمير بن سلمان التذكير بـ”مُعاناة إخوتنا” في فلسطين هذا العيد وهل من رابط بين “العُدوان” ومنع بن فرحان “زيارة رام الله”؟.. كيف تلقّى السعوديون خطابه وهل انقطع “دابر التطبيع” وماذا عن علاقة الرياض بـ”حماس المُسلّحة”؟ | رأي اليوم

شارك المقالة