كشف موقع “المونيتور” الأميركي نقلاً عن مصادر مطّلعة، أن مسؤولين أتراكاً أجروا محادثات سرّية مع ممثلين عن “الإدارة الذاتية” الكردية في شمال شرق سوريا، منذ ربيع عام 2023، وما تزال هذه المحادثات مستمرة حتى اليوم على الأراضي التركية.
وأوضحت المصادر أن أولى اللقاءات جرت العام الماضي، في مناسبتين على الأقل، إحداهما في فرنسا والأخرى في سويسرا، وذلك بالتوازي مع استئناف أنقرة لمفاوضاتها مع زعيم حزب “العمال الكردستاني” عبد الله أوجلان، المسجون في تركيا منذ عام 1999.
ويأتي هذا الحراك، بحسب “المونيتور”، في أعقاب الانتخابات المحلية التركية التي مُني فيها حزب “العدالة والتنمية” الحاكم بهزيمة أمام “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، ما دفع الحكومة التركية إلى إعادة فتح قنوات التواصل مع أوجلان و”الإدارة الذاتية”، في محاولة لتهدئة الجبهة الداخلية وإنهاء النزاع الممتد.
ووفقاً للمصادر، تبحث تركيا إمكانية تطبيع كامل للعلاقات مع الأكراد السوريين، يشمل إعادة فتح معبر نصيبين الحدودي، المغلق منذ عام 2012، حين انسحبت قوات الجيش السوري من غالبية المناطق الكردية للقتال في معارك بمناطق أخرى من البلاد.
ولفت “المونيتور” إلى أن هذا المعبر يُعد شرياناً اقتصادياً مهماً لمناطق الإدارة الذاتية، بما فيها المناطق ذات الغالبية العربية كالرقة ودير الزور، والخاضعة لسيطرة “قسد”.
وأشار الموقع إلى أن النموذج التركي المُقترح للعلاقة مع “الإدارة الذاتية” قد يشبه، في حال تحقّقه، صيغة العلاقة القائمة حالياً بين أنقرة وحكومة إقليم كردستان العراق. لكنّ التقرير شدّد على أن مسار التطبيع يبقى مشروطاً بتقديم الإدارة الكردية جملة من التنازلات، يجري التفاوض حولها حالياً بين أنقرة و “قسد” ودمشق، بوساطة أميركية.
وفي السياق ذاته، نقل “المونيتور” عن مصادره أنّ مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، توم باراك، أجرى قبل أيام اتصالاً هاتفياً مع القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي، شجّعه خلاله على مواصلة محادثات خفض التصعيد مع تركيا، مؤكداً استمرار دعم واشنطن لقواته في مواجهة تنظيم “داعش”.
المصدر: الميادين
“المونيتور”: أنقرة تُجري محادثات سرية مع أكراد سوريا منذ 2023 | الميادين