أكد مسؤول إسرائيلي أن تل ابيب “لن تتعاون” مع زيارة وزراء خارجية عرب الى الضفة الغربية المحتلة، فيما اعلن قال مسؤول سعودي لشبكة الـ”سي ان ان”، السبت، إن وزير الخارجية، الأمير فيصل بن فرحان، سيسافر إلى الضفة الغربية، الأحد، ويخطط للقاء رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس.
وقال المسؤول في بيان صدر في وقت متأخر ليل الجمعة السبت، “كانت السلطة الفلسطينية التي ما زالت ترفض إدانة مجزرة السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، تعتزم أن تستضيف في رام الله، اجتماعا استفزازيا لوزراء خارجية دول عربية، للترويج لإقامة دولة فلسطينية”، مضيفا أن إسرائيل التي تسيطر على كل المنافذ الى الضفة الغربية “لن تتعاون مع خطوة كهذه تهدف الى الإضرار بها وبأمنها”.
وللسفر إلى الاجتماع في رام الله، كان وزراء من السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن وقطر وتركيا بحاجة إلى موافقة إسرائيل التي تتحكم في الوصول إلى الضفة الغربية.
وكانت هذه الزيارة ستكون أعلى زيارة سعودية للمنطقة منذ احتلالها عام 1967.
وأضاف المسؤول أن على السلطة الفلسطينية “التوقف عن انتهاك اتفاقياتها مع إسرائيل على جميع المستويات”.
ولم يتضح بعد أي اتفاقيات يشيرون إليها.
وكان نائب رئيس السلطة الفلسطينية، حسين الشيخ، قال لـ”سي ان ان”، إن وفدًا وزاريًا عربيًا برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يعتزم الوصول إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية، الأحد، للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي يسعى فيه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مع استمرار الحرب في غزة، ومع تزايد بُعد آفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي.
وذكر السفير الفلسطيني لدى السعودية، مازن غنيم، لقناة الإخبارية السعودية الحكومية أن وزير الخارجية السعودي سينضم إليه كبار الدبلوماسيين من مصر والأردن و”دول أخرى”.
وقال غنيم: “الزيارة الوزارية… تُعتبر رسالة واضحة. القضية الفلسطينية قضية مركزية للعرب والمسلمين”.
وأفاد مصدر إسرائيلي مطلع على الأمر لـ”سي ان ان” بأنه تم إخطار السلطات الإسرائيلية بالزيارة.
وقال شاؤول أرئيلي، رئيس مركز “تي بوليتوغرافي”، وهو مركز أبحاث يُعنى بدراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إن هذه الزيارة ستكون الأولى من نوعها لوفد رفيع المستوى يزور الضفة الغربية منذ احتلال إسرائيل لها في 1967.
وأضاف لـ “سي ان ان” أن الزيارة ستكون “غير مسبوقة”، وتُبرز تنامي الدعم السعودي للسلطة الفلسطينية الذي برز بعد بدء الحرب على غزة.
وقال أرئيلي إنه ” تغيير جذري”، فقد أوضح السعوديون منذ بدء الصراع أنهم “يدعمون حل الدولتين وفقًا لحدود 1967، ويدعمون إقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية، وأنهم مستعدون لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية”.
وعلمت الـ”سي ان ان” أن السعودية تشعر بالإحباط من رفض إسرائيل إنهاء الحرب في غزة، وتبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة لإقناع الدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة، بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
والسعودية واثقة من أن فرنسا ستكون من بين الدول التي ستفعل ذلك في يونيو/حزيران.
وتعمل الرياض أيضًا على دعم السلطة الفلسطينية، إذ لا ترى بديلًا قابلًا للتطبيق لدورها كممثل سياسي للشعب الفلسطيني.
وفي ولايته الأولى، توسط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتفاقيات تطبيع تاريخية بين إسرائيل ودول عربية متعددة، ومع ذلك، يبقى طموحه الأساسي تأمين اتفاق بين السعودية، القوة الإسلامية الرئيسية، وإسرائيل.
وكانت محادثات التطبيع بين المملكة وإسرائيل تتقدم قبل هجوم حركة “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وكان من المقرر أن تقيم السعودية علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وفي المقابل تحصل على معاهدة دفاعية مربحة مع واشنطن، تتضمن إمكانية وجود برنامج نووي في المملكة.
ولكن مع ارتفاع عدد الشهداء في غزة وانتشار الغضب في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي، أبلغت السعودية المسؤولين الأمريكيين أنها لن تُطبّع العلاقات ما لم توافق إسرائيل على مسار لإقامة دولة فلسطينية و”الهدوء في غزة”.
وضاعف ولي العهد الأمير محمد بن سلمان انتقاداته لإسرائيل، متهمًا إياها بـ”ارتكاب إبادة جماعية في غزة”، وهو ادعاء نفته إسرائيل، وصرح كبير دبلوماسييه لـ “سي ان ان” العام الماضي بأن الاعتراف بإسرائيل لن يتم بدون دولة فلسطينية.
وفي يونيو، من المتوقع أن ترأس السعودية بالاشتراك مع فرنسا مؤتمرًا رفيع المستوى في نيويورك حول حل الدولتين، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وفي حديثه في سنغافورة، الجمعة، قال ماكرون إن الاعتراف النهائي بدولة فلسطينية “ليس واجبا أخلاقيا فحسب، بل ضرورة سياسية أيضا”.
وأضاف: “ما نبنيه خلال الأسابيع المقبلة هو بلا شك استجابة سياسية للأزمة (في غزة). نعم، إنها ضرورة. لأنه اليوم، وفوق المأساة الإنسانية الحالية، فإن إمكانية قيام دولة فلسطينية هي نفسها موضع تساؤل”.
وحذر من أن إسرائيل لديها “ساعات أو أيام” لتحسين الوضع الإنساني في غزة أو مواجهة موقف أوروبي “أكثر صرامة”.
وعينت الرياض سفيرا غير مقيم لدى الأراضي الفلسطينية.
وفي 2023، قبل أسابيع من شن “حماس” هجوما داميا على إسرائيل، والذي خلف 1200 قتيل، وأشعل فتيل الحرب الدائرة في غزة.
زار السفير نايف السديري الضفة الغربية في سبتمبر/ أيلول 2023 لتقديم أوراق اعتماده لعباس، في زيارة كانت الأرفع مستوىً بين المسؤولين السعوديين منذ عقود آنذاك.
وتاريخيًا، زار ملكان سعوديان القدس، وهما الملك سعود في 1954، والملك فيصل في 1966.
المصدر: رأي اليوم