أفادت وسائل إعلام عبرية بأن أصوات انفجارات القصف الإسرائيلي المكثف على غزة، منذ فجر الجمعة، تُسمع في مدينة بئر السبع، فيما تهتز منازل بالمستوطنات المحاذية للقطاع جراء شدة الغارات.
ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين ومصادر أمنية أن هذه الهجمات “غير العادية” بمثابة تأكيد من إسرائيل على نيتها توسيع الإبادة الجماعية في القطاع.
وشنت الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، خلال الليلة الماضية وفجر الجمعة، سلسلة غارات مكثفة على مناطق واسعة في غزة، خاصة شمال القطاع، وصفها شهود عيان ومصادر طبية بأنها ضمن “الأعنف”، منذ بداية الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية، في حصيلة أولية، عن استشهاد أكثر من 100 فلسطيني، وإصابة عشرات آخرين، معظمهم أطفال ونساء، وفق تصريح متحدث الدفاع المدني الفلسطيني محمود بصل.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن “ما يجري موجة غير عادية من الهجمات على القطاع”.
وأضافت: “تحدث سكان المنطقة المحاذية للقطاع عن منازل اهتزت من شدة الهجمات، وعن أصوات الانفجارات التي يمكن سماعها حتى في بئر السبع، التي تبعد عن القطاع حوالي 42 كلم”.
واعتبرت أن الهدف من هذه الهجمات هو تأكيد إسرائيل نيتها توسيع الإبادة الجماعية في القطاع.
ونقلت القناة العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي، لم تُسمّه، قوله بشأن القصف العنيف على القطاع، إنه رسالة لحركة “حماس” بأن تل أبيب تعتزم توسيع الإبادة بشكل كبير، وأن هذه “الفرصة الأخيرة للتوصل إلى اتفاق”.
وتقول “حماس” إنها مستعدة لاتفاق يشمل جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب، والانسحاب الكامل من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، فيما ترفض حكومة بنيامين نتنياهو وقف الحرب وتصرّ على مواصلة الإبادة في القطاع وتجويع الفلسطينيين عبر منع إدخال أي مساعدات إنسانية، منذ أكثر من 70 يوماً.
وأضاف المصدر الإسرائيلي ذاته أن “هذه الهجمات هي ضربة أولية لمناورة برية واسعة النطاق من قبل قوات المشاة والمدرعات”.
وقالت القناة العبرية إن “الجيش الإسرائيلي مستعد لاحتمال أن يُطلب منه رفع عتبة إطلاق النار والدخول في حملة أوسع في غزة”.
من جهتها، قالت القناة 13 الإسرائيلية: “بدأ قصف إسرائيلي مكثف وغير عادي من شمال قطاع غزة إلى جنوبه”.
وأفادت القناة بأن إسرائيل تستعد لتوسيع الإبادة في القطاع، في الوقت الذي لم يتم فيه تحقيق انفراجة في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى في قطر.
في السياق، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على موقعها الإلكتروني، الجمعة: “كثّف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية على قطاع غزة، ليلة الخميس وحتى الجمعة، مهاجماً أهدافاً بشكل رئيسي في الشمال، مع تصاعد التوترات وسط جمود في مفاوضات وقف إطلاق النار”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن “الغارات الأخيرة تمهيد لعملية برية موسعة محتملة في غزة، في حال فشلت محادثات وقف إطلاق النار الجارية في قطر في تحقيق اختراق”.
وفي وقت سابق اليوم، حذرت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة حكومة نتنياهو من إضاعة فرصة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وقالت، في بيان نشرته على منصة “إكس”: “استيقظت عائلات المختطفين، صباح اليوم، بقلوب ثقيلة وقلق كبير، في ظل التقارير التي تتحدث عن تزايد الهجمات في قطاع غزة واقتراب انتهاء زيارة الرئيس ترامب إلى المنطقة”.
وأضافت: “تشير كل الدلائل إلى أن دولة إسرائيل على بعد ساعات فقط من “ضياع القرن”، وبدلاً من إعادة جميع المختطفين، والمشاركة في حراك إقليمي واسع، ووقف الحرب، ستجد إسرائيل نفسها معزولة وتغرق في وحل غزة”.
وتابعت: “الفرصة التاريخية الضائعة فشل إسرائيلي مدوٍ”.
وأشارت العائلات إلى “أن الجهد المبذول لتعطيل المقترحات المطروحة على الطاولة سوف يظل محفوراً في ذاكرة الأجيال القادمة”.
وضاعفت إسرائيل، خلال الأيام الماضية، وتيرة الإبادة الجماعية بغزة، بالتزامن مع جولة يجريها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط.
وخلال الأيام الثلاثة الأولى من جولة ترامب، التي بدأت الثلاثاء، قتل الجيش الإسرائيلي نحو 260 فلسطينياً، مقارنة بـ78 قتيلاً في الأيام الثلاثة السابقة لها، وفق بيانات وزارة الصحة بغزة.
وتأتي هذه المجازر عقب تصريح ترامب بأن الشعب الفلسطيني في غزة “يستحق مستقبلاً أفضل”.
وترددت ادعاءات ثبت زيفها في وسائل الإعلام العبرية بشأن تخفيف حدة حرب الإبادة الجماعية خلال جولة ترامب الخليجية، التي بدأت الثلاثاء بزيارة السعودية وتستمر حتى الجمعة بزيارة قطر والإمارات.
ومطلع مارس/ آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، بدأ سريانه في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أمريكي.
وبينما التزمت “حماس” ببنود المرحلة الأولى، تنصّل نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من بدء مرحلتها الثانية، استجابةً للمتطرفين في ائتلافه الحاكم، وفق إعلام عبري.
وتُقدّر تل أبيب حالياً وجود 58 أسيراً إسرائيلياً في غزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيباً وتجويعاً وإهمالاً طبياً، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي مطلق، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إبادة جماعية في غزة، خلّفت نحو 173 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
(الأناضول)
المصدر: القدس العربي
إعلام عبري: قصف إسرائيلي غير عادي على غزة تُسمع انفجاراته في بئر السبع