في الوقت الذي كان يلقي جيش القتل الصهيوني 40 قنبلة خارقة للتحصينات في خان يونس خلال محاولة اغتيال محمد السنوار أمس الثلاثاء، كان الترحيب على أشده بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السعودية ، وكانت الغارات الإسرائيلية تتواصل في محيط مستشفى غزة الأوروبي شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وارتقى نحو 65 شهيدًا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة.
وفي ذات الوقت كان المستوطنون الإسرائيليين يقتحمون باحات المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية في المنطقة الشرقية للمسجد.
فلماذا كل هذا الاحتفاء برئيس أمريكي ملطخة يداه بالدماء؟!
مع كل هذه المشاهد المرعبة، قال ولي العهد السعودي إنه يسعى لوقف التصعيد في المنطقة وإنهاء الحرب في غزة وإيجاد حل شامل للقضية الفلسطينية، مشيرا إلى توقيع اتفاقيات بأكثر من 300 مليار دولار مع الولايات المتحدة.
من جهته قال وزير الخارجية السعودي إن القمة الخليجية الأمريكية شهدت توافقًا على ضرورة وقف الحرب في غزة والإفراج عن الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية.
ويسألونك متى هو؟!
زيارة الرئيس الأمريكي الخليجية نكأت الجراحات التي يبدو أنها صارت قدرا على العرب.
السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال تعليقا على إصدار وزارة الخارجية بياناً حول جولة ترمب الخليجية، إنه يتفهم ويقدر دوافع إصدار البيان، ورغبتنا في تحقيق قدر من التوازن والاقتراب الهادئ والعاقل من ترمب وإدارته ، والتواجد في المشهد السياسي الإقليمي، مشيرا إلى أنه لو كان صاحب القرار لما أصدر هذا البيان الذي لا يري فيه إضافة معتبرة تخدم موقفنا، سواء من حيث إبراز دورنا في الوساطة والإفراج عن الأسير الأمريكي،
أو من حيث مناشدة أمريكا بذل جهودها لوقف إطلاق النار في غزة والتعويل عليها في جهود تحقيق السلام.
ويضيف أن الأفضل والأكرم لنا أن نترك للآخرين – إذا أرادوا – إبراز دور مصر أو الإشادة به، لا أن نحشر أنفسنا في مشهد وبرواز صورة لسنا مدعوين إليها.
ويذكّر السفير مرسي بمثل “أهل مكة أدري بشعابها”، متمنيا مخلصاً كل التوفيق للأشقاء في مكة وجوارها في إدارتهم لزيارة ترامب ومتطلباتها وتداعياتها.
أما الكاتب الأديب أسامة الألفي فيري أن من أهم نتائج زيارة ترامب للخليج أنها أكدت انتهاء قيادة مصر وريادتها للمنطقة العربية التي دامت طيلة القرن ال20.
في ذات السياق يقول الخبير التربوي د.سعيد إسماعيل إنهم كانوا ينظرون إلى مصر العظيمة باعتبارها (عمود الخيمة)، فما الذى حدث؟
وفي سياق زيارة ترامب للخليج يتساءل السفير د. عبد الله الأشعل: أين غزة وأين وعود ترامب بإنقاذها من الهلاك في هذا العرس الخليجي الأمريكي.
ويضيف أن زيارة ترامب لها هدفان: الأول هو تحصيل الاتاوة عن الحماية والثاني الحصول علي التطبيع السعودي والالتحاق باتفاقات ابراهام.
ويختتم رافضا خطاب ترامب في الرياض بالكامل لأنه يقطر سما وكذا يحاول أن يجر السعودية الي التطبيع مع اسرائيل.
من جهته يرى الكاتب الصحفي كارم يحيى أن زيارة ترامب تصريح بتقطيع المزيد من البشر في هذه المنطقة لا بالمنشار وحسب، بل وبالساطور والسكاكين وكل ما يخطر على البال، مشيرا إلى أن بقايا الجثث المخفية مرشحة لأن تكون بلا حصر هنا وهناك.
المصدر: رأي اليوم