تحدثت صحيفة “إسرائيل هيوم” الإسرائيلية عن قلق في المؤسسة الأمنية من إمكان “وقوع ضرر في الأمن القومي نتيجة التباعد بين إسرائيل والولايات المتحدة”.
وفي مقال لمحلل الشؤون العسكرية فيها، يوآف ليمور، أكدت الصحيفة أنّ هذا القلق “يسود كل المنظمات الأمنية”؛ “الجيش”، “الشاباك” و”الموساد”.
وأضافت الصحيفة أنّ هذا القلق أُثير عبر أشكال مختلفة في الأيام الأخيرة، أمام عدة منتديات، بما في ذلك أمام رئيس الحكومة ووزير الأمن.
كما أوضحت أنّ الأمر يتعلق بـ3 قضايا رئيسة: الاتفاق النووي مع إيران، صفقات أمنية إقليمية والوضع في غزة، مع التركيز على قضية الأسرى، تُضاف إليها مسائل أخرى.
أولاً: واشنطن رفضت الطلب الإسرائيلي بتفكيك البرنامج النووي الإيراني
فيما يتعلق بالموضوع الأول، أي إيران وبرنامجها النووي، قالت الصحيفة إنّ الولايات المتحدة، “على ما يبدو، تدفع نحو اتفاق لن يكون بعيداً عن جوهر الاتفاق النووي السابق، عام 2015”.
وأوردت الصحيفة أنّ الإدارة الأميركية “رفضت طلب إسرائيل بتفكيك البرنامج النووي الإيراني بصورة كاملة، وفقاً للصيغة الليبية، كما طالب بنيامين نتنياهو”.
كذلك، “لا تتعامل الإدارة الأميركية مع مسألتين رئيسيتين أخريين تقلقان إسرائيل”، تتعلقان بالمقاومة ضدّها في المنطقة، والتشكيل الصاروخي والطائرات المسيّرة لإيران، بحسب “إسرائيل هيوم”.
وإزاء ذلك، فإنّ الخشية الإسرائيلية “ليست فقط من أنّ الاتفاق سيحافظ على المعرفة والوسائل للوصول إلى قدرة نووية في المستقبل، بل إنّه سيحرّر أيضاً أموالاً تسمح لإيران بترميم اقتصادها، ودعم” حلفائها في المنطقة بصورة مهمة.
ثانياً: صفقات إقليمية قد تهدّد التفوّق النوعي لـ”إسرائيل”
إقليمياً، “يبدو أنّ صفقات ضخمة مع السعودية، وربما مع الإمارات وقطر، ستُوقَّع خلال زيارة ترامب للخليج، والتي ستبدأ هذا الأسبوع”، كما أوردت الصحيفة.
وبحسب ما تابعت، “ستشمل هذه الصفقات تعاظماً عسكرياً مهماً”، الأمر الذي “قد يهدّد جزئياً التفوق النوعي لإسرائيل”.
في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى أنّ “معظم الخبراء يعدّون إمكان وجود برنامج نووي مدني للسعودية خطاً أحمر، قد يتم تجاوزه الآن”.
ويأتي هذا بعد أن “كان من المفترض أن توقّع السعودية على هذه الصفقات بموازاة تطبيع مع إسرائيل، لكن إدارة ترامب قررت الآن التقدّم في مسارٍ مستقل، على عكس إدارة بايدن التي اشترطتها بصفقة إقليمية شاملة”.
ثالثاً: انشغال أقل بالأسرى
أما في القضية الرئيسة الثالثة، المتعلقة بقطاع غزة، رأت الصحيفة أنّ هناك “مؤشرات تتزايد تدلل أنّ ترامب يمكن أن ينقلب ويدعو إسرائيل إلى وقف الحرب”.
وأبدت الصحيفة قلقاً مما قالت إنّه “تراجع انشغال الإدارة الأميركية ومبعوثها الخاص، ستيف ويتكوف، بقضية الأسرى، في ضوء مركزية الولايات المتحدة في ممارسة الضغط على قطر، ومن خلالها على قيادة حماس”.
ولفتت “إسرائيل هيوم” أيضاً إلى أنّ “تصريحات مختلفة لكبار مسؤولي حماس تشير إلى أنّها تقدّر أنّ إسرائيل في هذه الأيام في دونية استراتيجية، ما قد يفرض عليها إبداء مرونة”.
في غضون ذلك، تصرّ الحكومة الإسرائيلية على توسيع العملية في غزة، “كما هو مخطط لها مباشرة بعد مغادرة ترامب المنطقة”.
وعلى الرغم من أنّ “الجيش” الإسرائيلي يسرّع الاستعدادات لذلك، “من المتوقع أن يواجه عدة تحديات معقدة”، بتأكيد الصحيفة.
والتحدي المركزي يتمثّل بقضية الأسرى، الذين “يجعل وجودُهم في غزة القتالَ أكثر صعوبةً”، وفقاً للصحيفة.
وفي هذا الإطار، علّقت الصحيفة على الفيديو الأخير الذي نشرته كتائب القسّام للأسيرين إلكانا بوحبوط ويوسف أوحانا، واصفةً إياه بـ”التذكير الإضافي بالوضع الصعب للأسرى، والذي سيتفاقم بالتأكيد من اللحظة التي يهاجم فيها الجيش بقوات كبيرة”.
خسائر إسرائيلية
إضافةً إلى ذلك، أثار يوآف ليمور مسألةً أخرى، هي الخسائر الإسرائيلية، مشيراً إلى مقتل 5 جنود في غزة، خلال الأسبوع الأخير.
وأقرّ ليمور بأنّ حماس “تنجح في تحدي القوات الإسرائيلية، عبر استخدام حرب عصابات تعتمد على أدوات عندها، كالـRPG وبنادق القنص، وأخرى تنجح في إنتاجها الآن، كالعبوات التي يستخدم في إعدادها المواد المتفجرة من ذخائر الجيش الإسرائيلي غير المنفجرة”.
وقدّرت “إسرائيل هيوم” أنّه “بمجرد توسيع القتال، سيزداد عدد الإصابات بصورة مهمة”، محذّرةً من أنّ هذه “مسألة لا يجوز الاستخفاف بها”، حيث يُعدُّ “كل قتيل إسرائيلي في غزة إنجازاً لحماس، ما يشجّعها على مواصلة القتال”.
بقاء الحكومة هو الأهم لنتنياهو
وثمة قضايا أخرى أيضاً، مثل عدد جنود الاحتياط، الذين سيلتحقون بالقتال، على خلفية استمرار انشغال الحكومة بقانون التملّص من التجنيد، وفقاً لما أضافته الصحيفة.
وتابعت بأنّ “الهمس حول نية استبدال رئيس لجنة الخارجية والأمن في “الكنيست”، يولي إدلشتاين، تُلمّح إلى أنّ بقاء الحكومة مهم لنتنياهو أكثر من كل شيء”.
كما أوردت أنّ نتنياهو “يحرص على رصّ الصفوف للحفاظ على الحكومة، وهذا لا يتغيّر سواء أكان الأمر متعلقاً بالسعودية أو الأسرى أو قطر غيت أو بشهادته في المحاكمة، والتي ستدخل قريباً مرحلتها الحاسمة في التحقيق الذي يسعى نتنياهو إلى منعه بأي شكل من الأشكال”.
المصدر: الميادين
“إسرئيل هيوم”: 3 قضايا تقلق المؤسسة الأمنية بسبب “التحولات” الأميركية.. ما هي؟ | الميادين