رفرف العلم الفلسطيني في مختلف أنحاء الولايات المتحدة خلال مظاهرات حاشدة بمناسبة عيد العمّال، حيث شارك مئات الآلاف من العمّال، من بوسطن إلى سان فرانسيسكو، في مسيرات جماهيرية عبّروا فيها عن دعمهم لحقوق العمّال ورفضهم لما وصفوه بـ”أجندة المليارديرات” للرئيس دونالد ترامب، وكذلك احتجاجًا على الهجمات المتصاعدة على النقابات والمهاجرين والمدافعين عن فلسطين والفئات المهمّشة.
وانطلقت المظاهرات في مئات المدن الأمريكية بتنظيم من تحالف “ماي داي سترونغ” وحركة “50501” ومجموعات عمّالية وشعبية أخرى، في يوم تحرك وصفه المنظمون بأنه “دعوة لدولة تستثمر في الأسر العاملة لا في ثروات النخبة”.
وجاء في بيان للتحالف: “يحاول ترامب ومليارديراته خلق سباق نحو القاع، على حساب الأجور والمزايا وحتى الكرامة نفسها. في عيد العمال هذا، نرفع صوتنا ونقاوم، مطالبين بدولة تضع عائلاتنا فوق أرباحها، والمدارس الحكومية فوق الاستثمارات الخاصة، والرعاية الصحية فوق صناديق التحوّط، والرخاء فوق السوق الحرة”.
وأشار التحالف إلى أن هذه الاحتجاجات جاءت بعد مرور 100 يوم فقط على إدارة ترامب، والتي “بدأت بالفعل بتقليص الضمان الاجتماعي، والرعاية الطبية، والتعليم، في مقابل تخفيضات ضريبية ضخمة للمليارديرات وأرباح قياسية”.
وفي هذا السياق، قال السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز، خلال مشاركته بمظاهرة حاشدة في فيلادلفيا حضرها الآلاف من العمّال النقابيين، إن “عيد العمّال هو إلى حد كبير عطلة مقدسة، ويخرج فيها العمّال في جميع أنحاء العالم للمطالبة بالعدالة ومواجهة الأوليغارشية من أجل عالم يتمتع فيه الجميع بمستوى معيشي كريم”.
من جانبه، عبّر شفيق أندرسون، عامل فندق وعضو في نقابة Unite Here المحلية 274، عن إحباطه من الأوضاع المعيشية، قائلاً: “سئمنا من ارتفاع الأسعار والمعاملة غير العادلة، ومن غياب المساواة. مسيرات كهذه تُثبت جديتنا وسنواصل النضال بقوة عند الحاجة”، حسبما ذكرت منصة “كومن دريمز”.
وفي شيكاغو، شدّدت ستايسي ديفيس غيتس، رئيسة نقابة المعلمين، على أن التحالفات النقابية تمكّنت من تأمين حقوق أساسية للطلبة والأسر، وقالت: “نواجه المتنمرين أمثال ترامب ببناء التحالفات، ونستمد قوتنا من التاريخ النضالي، من أول إضراب عام خلال الحرب الأهلية، ونؤمن بإعادة الإعمار من جديد”.
وحدّد تحالف “مايو القوي” جملة مطالب في صلب هذه التحركات، أبرزها وقف سيطرة المليارديرات على السلطة والفساد الحكومي، والتمويل الكامل للمدارس العامة والرعاية الصحية والإسكان، إلى جانب حماية وتوسيع برامج Medicaid والضمان الاجتماعي، ووقف الهجمات على المجتمعات المستهدفة، بما في ذلك المهاجرون والسود والسكان الأصليون والمتحولون جنسيًا، إضافة إلى ضمان حماية نقابية وأجور عادلة وكرامة لجميع العمال.
وجاء في بيان التحالف: “هذه حرب على الطبقة العاملة، ولن نتراجع. إنهم يقطعون تمويل مدارسنا، ويخصخصون الخدمات العامة، ويهاجمون نقاباتنا، ويستهدفون أسر المهاجرين بالخوف والعنف. الطبقة العاملة هي من بنت هذه الأمة، ونعرف كيف نرعى بعضنا البعض، وسنواصل النضال من أجل الحقوق والحريات التي تضمن حياة أفضل للجميع”، وفقا لموقع “موندويز”.
ولم يغب التضامن مع فلسطين عن هذه التحركات، حيث أوضحت منظمات عمّالية أمريكية في بيان مشترك أن القضية الفلسطينية تمثّل اليوم جزءًا لا يتجزأ من نضال الطبقة العاملة، مؤكدين أن “إصابة أحدٍ هي إصابةٌ للجميع”، وأن النظام الاستعماري الإسرائيلي يشكل جزءًا من عنف الدولة العنصري المدعوم من الولايات المتحدة، والذي يستهدف السود والسكان الأصليين والعرب والمسلمين والطبقات الفقيرة في الجنوب العالمي.
وأشار البيان إلى أن “أموال دافعي الضرائب تموّل الجرائم الإسرائيلية”، في وقت يجب أن تُخصص فيه لتوفير الوظائف والرعاية الصحية والتعليم، مؤكدًا أن “أماكن عملنا تُنتج دون موافقتنا أسلحة وبحوثًا لصالح نظام الإبادة الإسرائيلي”. كما أشار إلى أن “نقاباتنا موّلت إسرائيل لعقود من خلال سندات استثمارية بمليارات الدولارات”، داعيًا إلى إنهاء هذا التواطؤ.
وأكدت المنظمات أن “التضامن العالمي للطبقة العاملة هو السبيل الوحيد للنصر”، وأن على كل عامل أن يضطلع بمسؤوليته في بناء التضامن مع فلسطين، التي تمثل اليوم مركزًا حيويًا للصراع الطبقي العالمي.
واختتم البيان بالتشديد على أن “العمّال قادرون على وقف الإبادة”، مذكّرين بإضرابات قادها عمّال عرب وسود في الماضي ضد تواطؤ النقابات مع إسرائيل، ومشيدين بتحركات عمّال الموانئ في دول عديدة، من جنوب أفريقيا إلى السويد، والولايات المتحدة، الذين رفضوا مناولة البضائع الإسرائيلية احترامًا لخط الاعتصام الفلسطيني.
المصدر: القدس العربي
العلم الفلسطيني يرفرف في احتجاجات عيد العمّال بأمريكا ضد سياسات ترامب- (صور وفيديوهات)