You are currently viewing أحداث دامية قرب دمشق.. 14 قتلى غالبيتهم “دروز” في اشتباكات مع الأمن والداخلية تحذر من الإخلال بالأمن العام.. ومقتل 5 من “قسد” بهُجومٍ لـ”الدولة الإسلامية”

أحداث دامية قرب دمشق.. 14 قتلى غالبيتهم “دروز” في اشتباكات مع الأمن والداخلية تحذر من الإخلال بالأمن العام.. ومقتل 5 من “قسد” بهُجومٍ لـ”الدولة الإسلامية”

قتل 14 شخصا على الأقل بينهم سبعة مسلحين محليين دروز، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، في اشتباكات ذات خلفية طائفية اندلعت ليل الاثنين الثلاثاء في جرمانا قرب دمشق، وتعهدت السلطات “ملاحقة المتورطين” فيها.
وأتى هذا التوتر بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها السلطات الجديدة في سوريا بقيادة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة الرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر.
ووقعت اشتباكات جرمانا عقب انتشار تسجيل صوتي نسب الى شخص درزي يتضمن إساءات الى النبي محمد. ولم تتمكن فرانس برس من التحقق من صحة هذا التسجيل.
وأفاد سكان وكالة فرانس برس بسماع أصوات إطلاق رصاص وقذائف خلال الليل، مؤكدين تراجع حدة المعارك صباحا، وفتح بعض المحال والأفران أبوابها، لكن الحركة بقيت خفيفة في الشوارع.
وشاهد مصوّر في فرانس برس انتشارا كثيفا لمسلحين محليين عند مداخل جرمانا، بينما انتشر عناصر تابعون لوزارتي الداخلية والدفاع على أطرافها في عربات مدرعة وأخرى مزودة رشاشات ثقيلة. كذلك، حلّقت في الأجواء مسيّرات تابعة لوزارة الدفاع.
وأكدت وزارة الداخلية الثلاثاء أنها فرضت “طوقا أمنيا” حول المدينة.
وقالت في بيان إن جرمانا شهدت “اشتباكات متقطعة بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها”، أسفرت عن “قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة”.
وتعهدت “ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون … وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي”، مضيفة أن “التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء لنبينا محمد” متواصلة.

وكان المرصد السوري تحدث عن اندلاع اشتباكات في جرمانا “بعد اقتحام عناصر أمن ومسلحين تابعين لها أحياء في المدينة، على خلفية توتر سببه انتشار تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، يتضمن اساءات ذات طابع ديني”.
وأشار الى مقتل سبعة مسلحين دروز وسبعة من قوات الأمن ومقاتلين تابعين لها.
بعد ظهر الثلاثاء، شيّع عناصر من قوات الأمن اثنين من رفاقهما قضيا في المواجهات، بحسب مصور فرانس برس. وجاب المشيّعون أحد شوارع العاصمة على متن سيارات ودراجات نارية، وأطلقوا النار في الهواء من بندقيات رشاشة.
– “مدينة ميتة” –
وأفاد سكان تواصلت معهم فرانس برس عبر الهاتف، بأن الحركة كانت شبه معدومة في جرمانا الثلاثاء.
وقال شاهد تحفظ عن ذكر اسمه خشية على سلامته، إن الاشتباكات اندلعت خلال الليل، تبعها إطلاق رصاص وقذائف بشكل متقطع.
وقال “حوصرنا في منازلنا مع استمرار سماع رشقات متقطعة.. خلت الشوارع في حيّنا صباحا (الثلاثاء) من أي حركة”.
وقال أحد المسلحين المحليين المنتشرين قدّم نفسه باسم جمال، إنهم يطلبون من الناس ملازمة المنازل “حرصاً على حياتهم”. أضاف “لم تشهد جرمانا يوما كهذا منذ سنوات طويلة، المدينة عادة مزدحمة وحيوية ولا تنام لكنها اليوم مدينة ميتة والجميع في بيته”.
وأكدت رهام وقاف (33 عاما) أنها لزمت المنزل مع زوجها وأولادهما.
وقالت وقاف الموظفة في منظمة إنسانية لفرانس برس عبر الهاتف “أخاف أن تتحول مدينة جرمانا إلى ساحة حرب أو أن نعلق هنا”، مضيفة “أنا خائفة من توتر الوضع أكثر، كان يتوجب أن نأخذ أمي اليوم إلى المشفى لأخذ جرعة دوائية، لكن لم نتمكن من ذلك”.
ونددت المرجعية الدينية الدرزية في جرمانا بـ”هجوم غير مبرر”.
ورأت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في جرمانا في بيان تلقته فرانس برس “حماية أرواح المواطنين وكرامتهم وممتلكاتهم هي من أبسط مسؤوليات الدولة والأجهزة الأمنية”، محمّلة “السلطات المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة”.
– “فتنة” –
وفي بيان حمل توقيع شيخ العقل يوسف جربوع وشيخ العقل حمود الحناوي، اعتبرت مشيخة عقل الموحدين الدروز في سوريا أن “وطننا يتعرض لفتنة كبرى”.
ونددت بـ”أصوات النشاز التي ظهرت للمساس بالرسول الاكرم”، معتبرة أنها “مأجورة من أعداء الوطن والدين بغية التقسيم والتجزئة والتشرذم وتفكيك البنية الوطنية السورية الواحدة”.
من جهته، دان الشيخ حكمت الهجري، أحد أبرز الزعماء الروحيين للدروز في سوريا، “الاعتداءات الإرهابية المقيتة على الأبرياء الآمنين”.
واعتبر أن سوريا لا تزال “تحت وطأة فكر اللون الواحد والإقصاء أو الفرض وعدم الاستماع… كما كان النظام البائد الذي لا تزال مفاسده مخيمة على الأداء الحالي، بل وأكثر عمقا وفتنة في الوضع الراهن لما تأخذه من عناوين طائفية ممنهجة”.
وتقطن ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق، غالبية من الدروز والمسيحيين، وعائلات نزحت خلال سنوات النزاع الذي اندلع في سوريا عام 2011.
وسبق للمنطقة أن شهدت توترات عقب إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر على يد تحالف فصائل مسلحة تقوده هيئة تحرير الشام بزعامة الشرع الذي كان يعرف حينها باسمه الحركي أبو محمد الجولاني.
وانتشر عناصر أمن تابعون للسلطات الجديدة مطلع آذار/مارس في جرمانا عقب اشتباكات مع مسلحين من الدروز.
وإثر تلك المعارك، هددت إسرائيل بالتدخل لحماية أبناء هذه الأقلية. وقال وزير دفاعها يسرائيل كاتس حينها “أصدرنا أوامرنا للجيش بالاستعداد وإرسال تحذير صارم وواضح: إذا أقدم النظام على المساس بالدروز فإننا سنؤذيه”.
ويقيم نحو 150 ألف درزي في إسرائيل، تحمل غالبيتهم الجنسية الإسرائيلية، بينما يقيم 23 ألف درزي في الجزء الذي تحتله اسرائيل من هضبة الجولان. وتتمسك غالبيتهم بالهوية السورية.
ومنذ وصول السلطة الجديدة الى دمشق بعد إطاحة حكم بشار الأسد، تسجّل اشتباكات وحوادث إطلاق نار في عدد من المناطق. ويتحدث سكان ومنظمات حقوقية عن انتهاكات واعتقالات.
من جهتها أعلنت قوات سوريا الديموقراطية التي يقودها الأكراد الثلاثاء مقتل خمسة من عناصرها بهجومين لتنظيم الدولة الإسلامية في شرق سوريا، مضيفة أنها عززت “التدابير الأمنية” في المنطقة في ضوء هذه التطورات.
وقالت قوات سوريا الديموقراطية، الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية، في بيان “استشهد خمسة من مقاتلينا وأُصيب عدد آخر أثناء التصدي لهجومين إرهابيين استهدفا نقطة عسكرية لقوّاتنا في بلدة الجزرات بريف دير الزور الغربي وسيارة عسكرية في بلدة ذيبان شرقا”.
واضافت أن الهجومين جاءا ضمن “سلسلة عمليات إرهابية منظّمة نفذها التنظيم” في دير الزور “خلال اليومين الماضيين وتعكس المخططات الخطيرة للتنظيم الإرهابي”.
وعززت قوات سوريا الديموقراطية المدعومة اميركيا، “من تدابيرها الأمنية ودورياتها في المنطقة، في ظلّ تصاعد تحركات الخلايا والنشاط الإرهابي في سوريا بشكل عام ودير الزور بشكل خاص”.
وتسيطر قوات سوريا الديموقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الحدودية مع العراق الى قسمين.
وقادت تلك القوات حملة عسكرية أدت إلى دحر التنظيم من آخر معاقله في سوريا عام 2019. وسيطرت إثر ذلك على مساحات واسعة في شمال وشرق سوريا.
وكان التنظيم المتطرف سيطر منذ العام 2014 على مناطق واسعة في سوريا والعراق المجاور، وأعلن إقامة “الخلافة الإسلامية” حتى دحره من العراق عام 2017، ثم سوريا عام 2019.
لكن الجهاديين لا يزالون ينشطون في مناطق صحراوية نائية رغم عدم سيطرتهم على أي مناطق.
ومنذ إطاحة الرئيس المخلوع بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر، تراجعت وتيرة هجمات التنظيم في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الجديدة بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان لكنها ارتفعت في مناطق سيطرة الأكراد.
وخلال زيارته الأولى لبغداد في آذار/مارس، أعرب وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن استعداد دمشق ل”تعزيز التعاون” مع العراق في مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي ينشط على الحدود الواسعة بين البلدين.
وبعد إطاحة الأسد، وقع الرئيس الانتقالي أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاقا في 11 آذار/مارس، قضى “بدمج” كافة المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
ورغم توقيع الاتفاق، الذي يُفترض استكمال تطبيق بنوده بحلول نهاية العام، وجّهت الإدارة الذاتية انتقادات حادّة الى الاعلان الدستوري الذي رعته الرئاسة السورية، ومنح، وفق خبراء، سلطات مطلقة للرئيس في إدارة المرحلة الانتقالية المحددة بخمس سنوات.
كما اعترضت على الحكومة التي شكّلها الشرع، وقالت إنها لن تكون معنية بتنفيذ قراراتها، باعتبار أنها “لا تعبّر عن التنوع” في البلاد.

المصدر: رأي اليوم

أحداث دامية قرب دمشق.. 14 قتلى غالبيتهم “دروز” في اشتباكات مع الأمن والداخلية تحذر من الإخلال بالأمن العام.. ومقتل 5 من “قسد” بهُجومٍ لـ”الدولة الإسلامية” | رأي اليوم

شارك المقالة