You are currently viewing جدلٌ متواصل حول المغزى من طلب ترامب مرور السفن الأمريكية مجانا من قناة السويس.. تنديد شعبي وصمت حكومي.. ماذا يُراد من القاهرة؟وهل للأمر عَلاقة بالحوثيين؟

جدلٌ متواصل حول المغزى من طلب ترامب مرور السفن الأمريكية مجانا من قناة السويس.. تنديد شعبي وصمت حكومي.. ماذا يُراد من القاهرة؟وهل للأمر عَلاقة بالحوثيين؟

في الوقت الذي نددت بنما رسميا بطلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرور سفنه الحربية والتجارية مجانا عبر قناتها، آثرت الحكومة المصرية الصمت، فلم تنطق ببنت شفة، وهو الأمر الذي أثار جدلا حول الموقف الرسمي المصري من دعوة ترامب التي وصفها الكثيرون بالوقحة.
الناظر في ردود الأفعال الشعبية يجدها غاضبة منطوية على الكثير من الحذر.
الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء د.سمير فرج يرى أن أبعاد قرار ترامب هو طريق “الحرير” الذي قامت الصين بإنشائه( طريق بري في آسيا وطريق بحري في قناة السويس)، ويريد أن يخنقها اقتصاديا.
ad
واستنكر فرج حديث ترامب عن دور أمريكي في قناة السويس، مؤكدا أنها حفرت من عام 1859 إلى 1869، لافتا إلى أنه في هذا الوقت لم يكن هناك وجود لأمريكا، بل كان هناك حرب أهلية بين الشمال والجنوب.
فرج توقع في تصريحات إعلامية ألا ترد مصر رسميا على كلام ترامب “غير التمام”، مؤكدا أن الرئيس الأمريكي تأتي له تقارير من السفارة الأمريكية في القاهرة والسي أي ايه تؤكد أن 106 ملايين مصري
معترضون على هذا الكلام كما اعترضوا من قبل على حديثه عن تهجير للفلسطينيين، وعبروا عن هذا الرفض على شكل نكت وسخرية من ترامب.

على الجانب الآخر يرى الإعلامي عمرو أديب أن مصر كان لابد أن تصدر بيانا تؤكد فيه ‏صراحة أن العبور فى قناة السويس له قواعد ورسوم.
وتساءل أديب: ماذا سيحدث لو فعلت مصر ذلك؟
وأجاب مسترسلا: “والله ستجد المائة وعشرين مليونا كلهم وراءك .. داعمين مساندين.
وأضاف أديب أن ترامب لايفهم غير لغه القوة، مشيرا إلى أن بنما ليست أقوى من مصر. احنا مصر الشعب والجيش والتاريخ.
وتابع مخاطبا السيس : “عارف انك متوازن فى سياستك لكن زي ما قلت لا للتهجير قل لا لأي حد يقرب من القناة صغير أو كبير”.
من جهته قال د. محمد البرادعي إن ‏طلب ‎ترامب إعفاء السفن الاميركية الحربية والتجارية من رسوم المرور في قناة السويس التي تفرضها مصر على جميع السفن دون استثناء أو تفرقة، هو فى أقل القليل عبث قانوني وتزوير للتاريخ.
وأضاف أن الولايات المتحدة لم يكن لها دخل من قريب او بعيد في انشاء القناة ؛ و ليست طرفا فى اتفاقية القسطنطينية لعام 1888 الخاصة بضمان حرية الملاحة في القناة ؛ وليست مسئولة قديما أو حديثا عن أمن القناة، التي هى منذ تاريخ تأميمها عام 1956 جزء لايتجزأ من سيادة مصر على اراضيها.
وأضاف أن طلب ترامب لا يستحق حتى النقاش، لافتا إلى أن ضمان وحماية حرية الملاحة بين اسيا واوروبا للسفن التجارية أو الحربية من خلال قناة السويس والبحر الأحمر هو امر تستفيد منه استراتيجيا واقتصاديا كافة دول العالم (بما فيها بالطبع امريكا ) حتى مع دفع رسوم المرور في القناة والتي تعتبر أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر.
واختتم مؤكدا أن ضمان حرية الملاحة هو أحد مسئوليات الدول الكبرى الاعضاء الدائمين فى مجلس الأمن وليست صفقة تجارية.
برأي السفير فرغلي طه فإن ترامب ومستشاره للأمن القومى لا يعيران اهتماما ولا احتراما للدولة المصرية؛لأنهما يتحدثان وكأنه أمر منتهى ومفروض ولا أهمية لرأى مصر.
ويضيف أن من الواضح من هذه الطريقة غير الدبلوماسية وغير المحترمة، أن الموضوع لم تتم مناقشته مع مصر وأنه ليس هناك اتفاق على شيء ،فى حين أن الطبيعى بين الدول أن تناقش هذه الأمور سياسيا وعسكريا بطريقة محترمة وبعيدا عن الإعلام.
ويوضح أننا لازلنا لا نعرف حقيقة الأمر من دولتنا، ولا لماذا لم ترد على هذا الأسلوب المتعجرف، مشيرا إلى أن الصمت على ذلك يعنى الكثير.
وتابع متسائلا: فهل طلبت مصر من أمريكا ضرب الحوثيين لمنع تعطيل مرور السفن فى القناة، مقابل المرور المجانى؟
وأجاب قائلا: لا أظن، لأن ذلك لو كان تم فلم تكن هناك حاجة لتلك التغريدات المهينة الفوقية.
وقال إن ما نعرفه أن الحوثيين يضربون سفن أمريكا وتلك المتجهة إلى إسرائيل فقط ، وأن الأمريكيين يقصفون الحوثيين لصالح إسرائيل وليس لصالح قناة السويس ومصر..فلماذا يتحدثون مع مصر بهذا الصلف وتلك الإملاءات الفوقية ؟ ولماذا لا ترد مصر وتوضح موقفها ؟!
السفير د.عبد الله الأشعل يرى أن أزمة قناة السويس التي اصطنعها ترامب فرصة للتخلص من الهيمنة الأمريكية وإلغاء الامتياز في مصر، مشيرا إلى أن أي امتياز لأمريكا من مصر هو لصالح اسرائيل.

المصدر: رأي اليوم

جدلٌ متواصل حول المغزى من طلب ترامب مرور السفن الأمريكية مجانا من قناة السويس.. تنديد شعبي وصمت حكومي.. ماذا يُراد من القاهرة؟وهل للأمر عَلاقة بالحوثيين؟ | رأي اليوم

شارك المقالة