كشف تحقيق داخلي أجراه الجيش الإسرائيلي عن إخفاقات عسكرية وصفها بـ”الجسيمة” خلال هجوم مقاتلين فلسطينيين على مستوطنة نير إسحاق، المحاذية لقطاع غزة، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الجمعة، إن تحقيقا عُرض على سكان مستوطنة نير إسحاق، أقر بوجود “إخفاقات عسكرية جسيمة، بما في ذلك تأخر التعزيزات، وانهيار القيادة والسيطرة، وعدم الاستعداد لحجم الهجوم”.
وأضاف: “لكنه سلّط الضوء أيضًا على كيف ساهمت جهود المدنيين وطاقم دبابة واحد في التخفيف من وطأة هجوم منسق شنّه أكثر من 100 فلسطيني مدججين بالسلاح”.
وجاء في التحقيق، وفق ما نقلته الصحيفة، إنه في تمام الساعة 6:29 بالتوقيت المحلي من صباح 7 أكتوبر 2023 “أطلقت المجموعة (الفلسطينية) وابلا من الصواريخ من غزة، تبعه في غضون دقائق عدة عمليات تسلل برية إلى عشرات المواقع.”.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في “نير إسحاق، اقتحم المهاجمون البوابة الرئيسية على ثلاث دفعات”.
وتابعت: “قائد سرية في منطقة قريبة أمر دبابة بالتوجه إلى موقع قيادي يُطل على المنطقة، وقتل طاقم الدبابة أكثر من 100 مهاجم، ودمر عدة مركبات، قبل نفاد ذخيرتهم وتعطيلهم، وهي خطوة أدت إلى تقليل عدد المهاجمين الذين وصلوا إلى الكيبوتس بشكل كبير”، وفق ادعاء الصحيفة.
وقالت: “من الساعة 6:52 إلى الساعة 10 صباحًا، احتفظ فريق الاستجابة الأولية في الكيبوتس، وهو فريق من السكان المدربين والمجهزين للدفاع في حالات الطوارئ، بمواقع دفاعية على الرغم من حصاره وانقطاع التعزيزات عنه”، وفق ما أوردته الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، بحسب التحقيق، أن 7 مقاتلين “اقتحموا الكيبوتس الساعة 7:33 صباحا ما أسفر عن مقتل أحد المستجيبين (الإسرائيليين) وإشعال الحرائق بالقرب من المصنع”.
وذكرت أنه حتى “الساعة 9:06 صباحا واصل اثنان من أعضاء الفريق القتال لمدة 20 دقيقة، قبل أن يُقتلا، إضافة لمقتل منسق أمن الكيبوتس واثنان آخران من المدافعين، فيما عاد حوالي 25 مقاتلا عبر البوابة الرئيسية”.
وكشف التحقيق، أن “تعزيزات الجيش لم تصل للمنطقة إلا بعد الساعة 13:28 بالتوقيت المحلي، حيث سبقه اقتحام عشرات المقاتلين لمنازل، واختطاف 5 أفراد من عائلة واحدة، ونقل 3 جثث من أفراد فريق الاستجابة الأولية للمنطقة، ومن ثم انسحاب المهاجمين”، على حد ما نقلته الصحيفة.
وأكدت على أن تعزيزات الجيش وصلت إلى المستوطنة فيما كان المسلحون قد انسحبوا من المنطقة برفقة الأسرى الأحياء والموتى.
وقالت الصحيفة: “خلص التحقيق إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدا لهجوم بهذا الحجم”.
وكانت العديد من التحقيقات المشابهة حول هجمات 7 أكتوبر 2023 على بلدات ومستوطنات محاذية لقطاع غزة أشارت إلى أن الجيش أخفق في منع الهجمات.
وفي ذلك التاريخ، هاجمت حماس قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، وفق الحركة.
ويعتبر مسؤولون إسرائيليون أن ما حدث في 7 أكتوبر يمثل أكبر فشل مخابراتي وعسكري إسرائيلي؛ ما ألحق أضرارا كبيرة بصورة إسرائيل وجيشها في العالم.
وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
المصدر: رأي اليوم
