You are currently viewing “زلزال غير مسبوق”: تواصل انهيار أسواق المال في كل أنحاء العالم.. وترامب: لا نقاش

“زلزال غير مسبوق”: تواصل انهيار أسواق المال في كل أنحاء العالم.. وترامب: لا نقاش

سجلت الأسواق المالية في العالم انهيارا، اليوم الإثنين، على خلفية تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرسوم الجمركية المعممة التي فرضها على باقي الدول، ورد الصين عليها، ما ينذر بعواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.

وبعد جلستين من الخسائر يومي الخميس والجمعة، تشهد أسواق الأسهم الأوروبية زلزالا “غير مسبوق”، إذ انخفض مؤشر داكس الألماني بأكثر من 5%، وكذلك مؤشر كاك 40 في باريس.

وجاء ذلك بعد انهيار الأسواق الآسيوية من طوكيو إلى شانغهاي مرورا بسيول وتايبيه. وبلغ التراجع 13% في هونغ كونغ التي سجلت أسوأ جلسة منذ 16 عاما.

وكانت وول ستريت شهدت الجمعة أسوأ يوم لها منذ 2020، وتوقعات بخسائر أكبر مع عودتها للتداول اليوم الاثنين. و مخاوف عالمية من عودة سيناريو “الاثنين الأسود” الشهير الذي شهدته أسواق المال العالمية في عام 1987.

وسجلت أسواق المال في آسيا والخليج، التي تفتح أبكر، الاثنين، تراجها متواصلا بنسب بعضها غير مسبوق منذ عام 2008، متأثرة بأزمة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام.

وقد تراجع مؤشر “إم إس سي آي” لآسيا والمحيط الهادئ (MSCI Asia Pacific Index)، الاثنين بنسبة 7.9 بالمئة في أكبر انخفاض له منذ 2008.

وفي مستهل جلسة الأسبوع بأسواق الإمارات، الاثنين، انخفض مؤشر سوق دبي ينخفض بنسبة 5.01 بالمئة ومؤشر سوق أبوظبي بنسبة 2.74 بالمئة.

وكذلك واصل مؤشر السوق السعودي التراجع مع بدء تداولات الاثنين متراجعا 2 بالمئة، كما انخفض مؤشر الكويت الرئيسي بنسبة 2.67 بالمئة ومؤشر بورصة قطر بأكثر من 1 بالمئة.

وأعلن ترامب الأربعاء، فرض رسوم جمركية على جميع دول العالم بينها حلفاء وخصوم، بحد أدنى يبلغ 10 بالمئة، معتبرا ذلك “يوم تحرير طال انتظاره، وسيعني في نهاية المطاف المزيد من الإنتاج المحلي ومنافسة أقوى وأسعارا أقل للمستهلكين”.

وقرر تطبيق رسوم جمركية بنسبة 34 بالمئة على الصين (بخلاف 20 بالمئة سابقة عقب وصول ترامب للسلطة)، و20 بالمئة على الاتحاد الأوروبي، و46 بالمئة على فيتنام، و24 بالمئة على اليابان، و26 بالمئة على الهند، و30 بالمئة على جنوب إفريقيا و37 بالمئة على بنغلاديش و17 بالمئة على إسرائيل، والعراق 39 بالمئة والجزائر 30 بالمئة، بخلاف تطبيق رسوم بنسبة 10 بالمئة على بعض الدول.

ونشره موقع “أكسيوس” الأمريكي، بأن الاقتصاد العالمي منذ الحرب العالمية الثانية تعرض لصدمتين كبيرتين: الأزمة المالية عامي 2008-2009 وجائحة كوفيد-19 في 2020، لافتا إلى أن رسوم ترامب إذا استمرت وقوبلت بردود فعل قد تؤدي إلى الصدمة الاقتصادية الثالثة في 17 عاما”.

ولدى سؤاله عن انهيار الأسواق الذي قد يكون له أثر مدمر على الاقتصاد العالمي، تمسك ترامب بموقفه قائلا “في بعض الأحيان يتعين تناول علاج من أجل التعافي”.

وأكد ترامب أن بلاده أصبحت “أقوى بكثير” منذ الإعلان عن هذه الإجراءات، معتبرا أن تراجع الأسواق لم يكن قرارا متعمدا من جانبه.

قرر ترامب فرض رسوم جمركية عامة بنسبة 10% على مجمل الواردات الأميركية منذ السبت، متهما شركاء الولايات المتحدة الاقتصاديين بـ”نهب” بلاده.

وستشتد الوطأة على التجارة العالمية الأربعاء مع فرض رسوم إضافية على قائمة طويلة من البلدان التي تصدر إلى الولايات المتحدة أكثر مما تستورد منها، ولا سيما رسوم بنسبة 34% على الصين و20% على الاتحاد الأوروبي.

ويزداد الانهيار حدة في ظل رد الصين التي أعلنت فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 34% على الواردات الأميركية، بغية “إعادة الولايات المتحدة إلى الطريق الصحيح للنظام التجاري التعددي”، بحسب نائب وزير التجارة الصيني لينغ جي.

لكن لينغ جي تعهد بأن تبقى بلاده “أرضا مثالية وآمنة وواعدة” للاستثمارات الأجنبية.

وفي مواجهة الاضطرابات التي تشهدها الأسواق المالية، أعلن أكبر صناديق الاستثمار المملوكة للدولة في الصين عزمه المساهمة في “الأداء المستقر” للأسواق.

ترامب متسمك بالرسوم الجمركية

وكتب ترامب الأحد على منصته “تروث سوشال” “لدينا عجز تجاري هائل مع الصين والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى”.

وتابع “الطريقة الوحيدة لتسوية هذه المشكلة هي الرسوم الجمركية التي ستدر عشرات مليارات الدولارات على الولايات المتحدة”.

واتهمت بكين واشنطن الاثنين بممارسة “الهيمنة باسم المعاملة بالمثل”.

وأكد ترامب أنه تحدث خلال عطلة نهاية الأسبوع “مع كثير من الأوروبيين والآسيويين ومع العالم بأسره. جميعهم يريدون بشدة التوصل إلى اتفاق”.

واشار إلى أن الأوروبيين “يأتون إلى طاولة (المفاوضات). يريدون التحدث، لكن لن يكون هناك نقاش إلى أن يعطونا الكثير من المال على أساس سنوي”.

وقال وزير المال سكوت بيسنت لشبكة إن بي سي “تواصلت أكثر من خمسين دولة مع الحكومة بشأن تخفيض لحواجزها الجمركية ورسومها ووقف تلاعبها بأسعار الصرف”.

وأوضح بيسنت بشأن الشركاء التجاريين “سنرى ما إذا كان ما يعرضونه جديرا بالمصداقية، لأنه بعد 20 أو 30 أو 40 أو 50 عاما من السلوك السيء، لا يمكننا الانطلاق مجددا من الصفر”.

وحذر بيسنت أن “هذا ليس أمرا يمكنكم التفاوض عليه خلال بضعة أيام أو بضعة أسابيع”، ملمحا إلى أن الرسوم المشددة قد تبقى سارية لعدة أشهر على الأقل.

ضاعف الأوروبيون، من جانبهم، الاتصالات في نهاية الأسبوع قبل عقد اجتماع الإثنين في لوكسمبورغ لوزراء التجارة الخارجية في دول الاتحاد الأوروبي من أجل تحديد “الرد الأوروبي على الولايات المتحدة”.

ووعدت بروكسل بفتح “مفاوضات جادة” مع واشنطن لمواجهة هذه الرسوم التي تعتبرها “غير مبررة”.

ويجري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين في البيت الأبيض محادثات مع ترامب تهيمن عليها مسألة الرسوم الجمركية بنسبة 17% التي فرضها الرئيس الجمهوري على الدولة العبرية، إلى جانب الحرب في قطاع غزة والموضوع الإيراني.

من جهة أخرى، طلب الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، أعلى زعيم في فيتنام، مهلة “لا تقل عن 45 يوما” قبل دخول الرسوم الجمركية بنسبة 46% المقررة لصادرات بلاده إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ، حتى يتمكن البلدان من “التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن”.

ركود محتمل

ورأى كبير المستشارين الاقتصاديين للبيت الأبيض كيفن هاسيت أن الدول التي عرضت بدء محدثات “فعلت ذلك لأنها تدرك أنها ستخضع لنسبة مرتفعة من هذه الرسوم الجمركية”.

وهو يعارض بذلك التحذيرات بأن الرسوم الجديدة ستنعكس سلبا على الاقتصاد الأميركي، ولو أنه أقر بأنه “ستكون هناك زيادات في الأسعار”، لكنه أكد “لا أعتقد أننا سنرى وطأة كبيرة على المستهلكين في الولايات المتحدة”.

غير أن معظم خبراء الاقتصاد يتوقعون أن تؤدي التعريفات الجديدة على المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة إلى تسارع التضخم وتراجع الاستهلاك.

وقال ستيف كوكراين، كبير الاقتصاديين لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في وكالة موديز “قد نشهد في وقت قريب جدا ركودا في الولايات المتحدة”.

(وكالات)

المصدر: القدس العربي

“زلزال غير مسبوق”: تواصل انهيار أسواق المال في كل أنحاء العالم.. وترامب: لا نقاش

شارك المقالة