You are currently viewing تقارير الإحتلال: الجيش منهك ومستنزف ويعاني تراجع نسب الالتحاق بالاحتياط

تقارير الإحتلال: الجيش منهك ومستنزف ويعاني تراجع نسب الالتحاق بالاحتياط

الحروب التي تشنّها “إسرائيل” على جبهات عدة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، استنزفت “جيشها” بشكل كبير، لا سيما لفئة قوات الاحتياط، التي تمر منذ ذلك اليوم، بأزمات متفاقمة، برز منها تراجع معدلات استجابة الجنود المستدعين لخدمة الاحتياط المتكررة، ما دفع المؤسسة الأمنية إلى تبني أساليب غير تقليدية لحل الأزمة، أبرزها التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وإضافة إلى مشكلة الحافزية، والنقص في تلبية استدعاءات الاحتياط، برزت في أوساط فئة الاحتياط مشكلات مختلفة، منها “التماسك”، “الإنهاك”، “قلة التأهيلات”، و”المشكلات الخاصة العائلية والمالية”.

تقرير: توقعات بانخفاض الاستجابة للاحتياط إلى 50%
أفاد تقرير إسرائيلي أعدّه الصحافيان يانيف كوبوفيتش وتوم ليفنسون، ونشراه في صحيفة “هآرتس”، أنه بعد هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، تجاوزت نسبة استجابة جنود الاحتياط في بعض الوحدات 100%، إلا أنه مع استمرار الحرب في قطاع غزة وجنوب لبنان، بدأت هذه النسبة في التراجع تدريجياً، ويُعزى ذلك إلى أن صدمة السابع من تشرين الأول/أكتوبر أفرزت استجابة مجنونة في البداية للالتحاق بالاحتياط، لكن كلما مرت أشهر الحرب، حصل تراجع في تلبية نداء الاحتياط، وتبددت الحافزية، إذ انخفضت في الجولة الثانية، لطلب الالتحاق بخدمة الاحتياط، نسبة التلبية إلى 90 في المئة؛ وفي الثالثة إلى 70 في المئة، وسط ترجيحات بأن لا تتجاوز نسبة التلبية في جولة الاستدعاء اللاحقة عتبة الـ 50 في المئة.

وأكد ضباط كبار لصحيفة “هآرتس” أن نسب الالتحاق (بخدمة الاحتياط) آخذة في الانخفاض، وبرروا ذلك، بأن كل جندي احتياط له أسبابه: قضية المخطوفين؛ تضرر أعمال؛ طلاب جامعات؛ أو مشكلات عائلية.

الصحيفة لفتت إلى أنه من أجل معالجة مشكلة “النقص الحاد المتزايد في صفوف قوات الاحتياط”، والتي يعترف “الجيش” الإسرائيلي بها بشكل رسمي، أنشأ نظاماً خاصاً لإعلانات الوظائف على مواقعه الإلكترونية، ومع ذلك، تفضل معظم الوحدات والألوية البحث عن جنود عبر مجموعات خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي، من دون أي إجراءات أمنية أو إخفاء لمشكلة نقص القوات.

ووفقاً لضباط تحدثوا مع الصحيفة، فقد تحوّلت هذه المجموعات إلى “مكاتب تجنيد بديلة”، حيث ينشر القادة فيها إعلانات بحث عن جنود احتياط في جميع الاختصاصات تقريباً، ويفضلون هذه الطريقة على استخدام النظام الرسمي لـ”الجيش” الإسرائيلي. ووفقاً لأحد الضباط الإسرائيليين، فقد تم تجنيد عشرات الآلاف من جنود الاحتياط عبر مجموعات التواصل الاجتماعي.

أرقام “الجيش” مضللة
بدوره، أشار محلل الشؤون العسكرية في قناة “كان”، روعي شارون، إلى أن “الجيش” الإسرائيلي رفع إلى وزير الأمن بيانات محدثة حول الالتحاق بخدمة الاحتياط، بلغت، بموجبها، نسبة الالتحاق في خدمة الاحتياط، 85%. وأضاف بأن هذه النسبة مُضللة، لأنها تشمل فئة “المقاتلين الملحقين”، وهم جنود يتطوعون باستمرار، وينتقلون من كتيبة إلى كتيبة حسب الحاجة، وهم ليسوا جزءاً عضوياً من الوحدات، وعندما تحتاجهم وحداتهم الأصلية، فإنهم يعودون إليها على الفور. وبالتالي، فإن الرقم الذي نشره “الجيش” الإسرائيلي، بحسب شارون، ليس سوى نصف الحقيقة، لأنه لا يشمل حساب الجنود الذين لا يلتحقون بالخدمة.

لذلك، فإن نسبة الالتحاق الفعلية، تبلغ 50% فقط، وفقاً لأحد الضباط الاحتياط.

ولفتت صحيفة “هآرتس” في تقريرها، إلى أن “الجيش” الإسرائيلي يواجه مشكلة إضافية مع قوات الاحتياط، إذ تبين أن أحد التحديات التي نشأت حديثاً هو أن الوحدات الاحتياطية لم تعد متماسكة كما كانت سابقاً، لأنه يتم تجميع الجنود بشكل عشوائي لتغطية النقص.

وفي هذا السياق، يقول ضابط احتياط إن السرية التي قاتل معها قبل ستة أشهر، ليست هي نفسها التي يراها اليوم في الميدان، مضيفاً بأن “فقدان الانسجام بين الجنود يضر بالكفاءة القتالية”.

ووافق عدد من كبار الضباط في قوات الاحتياط على تحذير قائد السرية المذكور، ولفتوا إلى أن الاستمرار في تجاهل هذه المشكلة، التي ينفيها “الجيش” الإسرائيلي رسمياً، بحسبهم، ستُلحق ضرراً بالغاً بالقوة.

ضابط رفيع في الاحتياط، شدد على أنه يطلب من المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم الرئيس الجديد لهيئة الأركان العامة في “الجيش” الإسرائيلي، الفريق إيال زمير، أن يلقوا نظرة على “مجموعة الواتساب الخاصة باللواء” (الذي قاده)، ليروا بأنفسهم حال الجنود هناك، وما إذا كانت هناك حقاً رغبة في العودة إلى القتال كما يدّعون أمام الجمهور.

ويعاني جنود الاحتياط الذين يلتزمون بالاستدعاءات من طول مدة خدمة الاحتياط، إذ تبيّن من بيانات رسمية صادرة عن “الجيش” الإسرائيلي، ونشرتها صحيفة “هآرتس”، بأن نحو 54% من جنود الاحتياط (الذين لبّوا الاستدعاء) أدّوا الخدمة لأكثر من 100 يوم خلال عام واحد، وأن نحو 33% تجاوزت مدة خدمتهم 150 يوماً، ونحو 16% خدموا بمدة 200 يوم تقريباً؛ وخدم نحو 8% من جنود الاحتياط لمدة 250 يوماً؛ بينما بلغت نسبة الجنود الذين تجاوزت مدة خدمتهم الـ 300 يوم نحو 6%.

مركز رامون: تنامي عدد جنود الاحتياط الذين يعانون اضطرابات نفسية
مشكلة إضافية، سلط عليها الضوء في “إسرائيل”، تتعلق بالأزمات النفسية التي سيعاني منها جنود الاحتياط، إذ أشارت الإحصائيات، بحسب “مركز رامون”، إلى تنامي عدد الجنود العائدين من الخدمة الذين يعانون من اضطرابات نفسية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والقلق المزمن، إلى جانب شعور بالغربة وصعوبة التكيف مع الحياة المدنية، بحيث أدت هذه العوامل إلى تراجع الرغبة في العودة إلى الخدمة مجدداً، إذ يفضل الجنود تجنب التجربة القاسية التي مروا بها أثناء الحرب.

وفي سياق متصل، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في 19 شباط/فبراير الفائت إلى أن وزارة الأمن أطلقت مشروع “عاميت” للصحة النفسية، الذي شهد تسجيل 170 ألف شخص، من بينهم 4000 من جنود الاحتياط الذين تقدموا بطلبات لجلسات العلاج النفسي.

ولم تبق التأثيرات السلبية لخدمة الاحتياط محصورة بفئة الاحتياط، بل طالت فئة الجنود النظاميين، إذ يعاني الجنود النظاميون، وفقاً لمحلل الشؤون العسكرية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، يوسي يهوشوع، من مشكلة أنهم لا يستطيعون الذهاب إلى منازلهم بوتيرة عادية، بل أقل من المعدل، كما أنهم لا يكادون يتدربون، وذلك لتخفيف العبء عن قوات الاحتياط.

يهوشوع أشار إلى أن هذا الوضع يؤدي إلى استنزاف الجنود، الأمر الذي ينعكس أزمات شخصية وتفكك عائلات وانهيار أعمال تجارية. ولفت يهوشوع أيضاً إلى أن “الجيش” الإسرائيلي يحتاج إلى 7,500 جندي وجندية جدد (مقاتلون)، بالإضافة إلى آلاف الجنود لفئات الدعم القتالي والوظائف الإدارية، وهو لا يحتاجهم اليوم، بل بالأمس، وفقاً ليهوشوع.

مراسل شؤون المناطق الفلسطينية المحتلة في “يديعوت أحرونوت” اليشع بن كيمون، أورد في تقرير له أنه على خلفية تملص الحريديم واستئناف القتال، بات العبء على جنود الاحتياط يزداد ونسب التجنيد للاحتياط تنخفض، وأن قادة وضباط احتياط يفيدون بانخفاض بنسبة 30% في نظم القوات، وأن “الجيش” الإسرائيلي يبحث عن حلول، لكن المشكلة تبقى على حالها: لا يوجد عدد كافٍ من القوة البشرية.

ونقل كيمون عن المقدم “ت” وهو ضابط كبير في لواء احتياط مدرعات، قوله إنه على الرغم من استئناف القتال، فإنه لا ينجح في ملء الصفوف، وأضاف:” هناك صعوبة مهمة في تجنيد احتياط. تشعر بكل هذا في كل اتصال هاتفي تُجريه. ليس هذا ما كان قبل سنة”. ووصف المقدم “ت” بأنه يعاني من انخفاض 30% في القوة البشرية للواء.

المقدم “ت” ليس وحده. ضباط آخرون أثاروا مسألة الصعوبة في تجنيد مقاتلين وعناصر أركان في جولات القتال التالية، وحذروا من أنه حدث يجب معالجته على وجه السرعة.

المصدر: الميادين

تقارير إسرائيلية: الجيش منهك ومستنزف ويعاني تراجع نسب الالتحاق بالاحتياط | الميادين

شارك المقالة