اعتبرت حركة حماس الأربعاء أن تهديد انصار الله اليمنيين باستئناف عملياتهم ضد السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وقبالة ساحل اليمن، “يعبّر عن موقف أصيل” و”التزام حقيقي في دعم وإسناد الشعب اليمني لشعبنا الفلسطيني ومقاومته”.
وأوضحت في بيان أصدرته أنها تثمّن هذه العمليات التي تأتي “ردا على استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إلى قطاع غزة… كما يشكّل ضغطا حقيقيا لكسر الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة”.
وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، جماعة الحوثي اليمنية، زاعما أنها تشكل “تهديدا خطيرا” إقليميا وعالميا.
وأضاف ساعر، خلال لقاء نظيره الإثيوبي “جدعون تيموتيوس” في القدس، أن إسرائيل وإثيوبيا تواجهان تحديات أمنية مشتركة، خاصة ما وصفه بـ”الإسلام المتطرف”، وفق زعمه.
وأشار ساعر إلى أن البلدين سيعززان التعاون لمواجهة هذه التهديدات، وفق قوله.
كما أعلن عن نيته القيام بزيارة قريبة إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لبحث تعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت، مساء الثلاثاء، استئناف حظر عبور السفن الإسرائيلية “بمناطق العمليات المحددة بالبحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن”، وذلك عقب انتهاء المهلة التي منحتها لتل أبيب، والتي استمرت 4 أيام لإدخال المساعدات إلى غزة.
وقبل ذلك بساعات، أعلن مجلس الوزراء في حكومة الحوثيين (غير معترف بها دوليا)، عقده اجتماعا في العاصمة صنعاء تطرّق إلى المهلة المحددة لتل أبيب لإدخال المساعدات إلى غزة.
وأشار إلى استعداد القوات التابعة للجماعة لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل “في لحظة انتهاء المهلة إن لم تدخل المساعدات” إلى القطاع الفلسطيني، حسب وكالة الأنباء (سبأ) بنسختها الحوثية.
وأكد المجلس “جاهزية جميع الوزارات والهيئات والمؤسسات والمصالح الرسمية لأي تطورات أو تبعات لهذا الموقف اليمني المساند للأشقاء المظلومين في غزة، والمجاهدين في فلسطين عموما، واتخاذ التدابير والإجراءات المتصلة بتنفيذ القرار على كافة المستويات”.
والأربعاء، قالت حركة “حماس”،، إن استئناف جماعة الحوثي حظر عبور السفن الإسرائيلية بمناطق “بالبحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن”، يشكل “ضغطا حقيقيا لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
ومطلع مارس/ آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة التي استمرت 42 يوما، بينما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي كانت تعني إنهاء الحرب، وعاودت إغلاق المعابر المؤدية للقطاع واستخدام سياسة التجويع.
ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين بغزة، دون استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته.
ومع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلقت إسرائيل مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع أداة ضغط على حركة حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وفي المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام إسرائيل بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
و”تضامنا مع قطاع غزة” بمواجهة هذه الإبادة، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023 استهداف سفن شحن إسرائيلية أو مرتبطة بها في البحر الأحمر أو في أي مكان تطاله بصواريخ ومسيّرات.
كما شن الحوثيون من حين إلى آخر هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف مدينة تل أبيب (وسط)، قابلتها ضربات إسرائيلية لمواقع قالت إنها عسكرية للجماعة اليمنية، قبل أن توقف الأخيرة هجماتها مع دخول وقف إطلاق النار بغزة حيز التنفيذ.
واستنكرت حركة حماس، الأربعاء، العدوان الإسرائيلي المتكرر على سوريا وتدخلها في شؤونها الداخلية.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس، في بيان: “نستنكر العدوان الصهيوني المتكرر على سوريا الشقيقة، وتبجح حكومة الاحتلال بالتدخل في الشأن السوري الداخلي”.
وأضاف: “هذا العدوان المتواصل على سوريا يفضح السلوك التوسعي للكيان الصهيوني في كل المنطقة، ويؤكد أن الخطر الحقيقي للأمن الإقليمي هو سلوك حكومة الاحتلال الإرهابية”.
وأكد قاسم، تضامن حماس، مع سوريا في مواجهة “العدوان الغاشم”.
والأربعاء، وجه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، تهديدا صريحا للرئيس السوري أحمد الشرع، وفق ما نشر إعلام عبري.
وذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، أن كاتس، زار الثلاثاء جبل الشيخ جنوب غربي سوريا الذي تحتله إسرائيل.
وقال كاتس: “عندما يفتح الجولاني (الشرع) عينيه في القصر الرئاسي في دمشق كل صباح، سيرى بأن الجيش الإسرائيلي يراقبه من قمة جبل الشيخ”.
وأضاف: “عندها سيتذكر أننا هنا وفي المنطقة العازلة جنوبي سوريا من أجل حماية أهالي الجولان والجليل من تهديداته وتهديدات أصدقائه الجهاديين” على حد تعبيره.
وأقر كاتس، بأن إسرائيل مستعدة للبقاء في سوريا بشكل دائم، قائلا إن الجيش نفذ غارات على حوالي 40 هدفا جنوبي سوريا من أجل إخلائها من العناصر المسلحة، دون أن يذكر التوقيت.
وزعم وزير الدفاع أن إسرائيل ستتحرك من أجل القضاء على أي تهديد قد يطال طائفة الدروز في سوريا.
وفي وقت سابق الأربعاء، كشفت إذاعة عبرية أن الجيش الإسرائيلي أنشأ موقعين عسكريين على قمة “جبل الشيخ”، وأن عمالا من قرى درزية سيبدؤون العمل في الجولان المحتل الأحد المقبل.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “لن نغادر جبل الشيخ، السوري حتى إشعار آخر، وعلى العكس، فقد تم إنشاء موقعين للجيش الإسرائيلي على قمة الجبل”.
ومنذ 3 أشهر يحتل الجيش الإسرائيلي جبل الشيخ السوري، وهو أبعد نقطة عن حدود إسرائيل.
وادعت الإذاعة، أن المنطقة التي يحتلها الجيش الإسرائيلي حاليا كانت مسرحا لتهريب أسلحة من سوريا إلى “حزب الله”، خاصة وأن المنطقة تهيمن على كامل الحدود السورية اللبنانية.
وزادت بأن الجيش الإسرائيلي يحتفظ بشريط أمني يبلغ عرضه 15 كيلومترا في بعض المناطق جنوبي سوريا، ويسيطر على أكثر من 40 ألف سوري داخل المنطقة العازلة السورية المحتلة.
وبينما تؤكد الإدارة السورية حمايتها لجميع طوائف البلاد دون تمييز في وطن واحد، تردد إسرائيل ادعاءات عن تعرض دروز سوريا لاعتداءات، وهو ما تعتبره دمشق ذريعة لانتهاك السيادة السورية.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم هضبة الجولان السورية، واستغلت أحداث الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول 2024 ووسعت رقعة احتلالها، بما في ذلك المنطقة السورية العازلة، كما دمرت آليات ومعدات وذخائر للجيش السوري بمئات الغارات الجوية.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
المصدر: رأي اليوم