يتقصّد المستوى السياسي في حركة حماس والمقاومة الفلسطينية تجنّب بناء سقف توقعات كبير ومتفائل بعد جولتين من المفاوضات والتواصل المباشر وجها لوجه مع مبعوث الرئيس الأمريكي لملف الرهائن آدم بولر.
والانطباع لدى قيادة حماس أن جولة المفاوضات التي جرت مع بولر مفيدة لكل الأطراف.
لكن الأهم في التفاصيل هو قناعة الحركة بأن آدم بولر وهو يفترض أن يكون أحد دبلوماسي الظل يعمل في حلقة قريبة جدا مع المبعوث الاهم في طاقم الرئيس ترامب لعملية السلام ستيف ويتكوف.
أول تواصل عبر حلقة تلفزيونية وبترتيب الوسط القطري بين قادة حماس والمبعوث ويتكوف حضره صامتا المساعد آدم بولر.
لاحقا تطور النقاش وجها لوجه وما يتسرب من المكتب السياسي لحركة حماس ان هذه الجولة من الإتصالات المباشرة تُفيد في بعض المناطق المحددة ومن بينها التقارب مع المفهوم العملياتي الذي يفرضه ويتكوف ومن بينها ايضا جعل مهمة إسرائيل في العودة للحرب والعمل العسكري أصعب قليلا او مؤجلة بمعنى كسب المزيد من الوقت بين جولتي التفاوض المقررتين سلفًا.
ad
وفكرة الخلية التي تدير الإتصال مع المبعوث بولر وطاقمه باسم حركة حماس أن الاتصال المباشر لا يلحق ضررا لا بل قد يكون مفيدا وقد كان كذلك لان حركة حماس أجابت بنعم فورا على سؤال مباشر للوسيط القطري حول مُوافقتها في حال رغب ادم بولر بلقاء.
وجهة نظر خلية حماس السياسية أن الحركة ينبغي أن تظهر وجود اتّجاه سياسي لديها وبعض المرونة المكنة بعيدا عن الأساسيات والمفاصل وأن الحركة قررت أن لا تترك طاولة المفاوضات السياسية لكل تلك الأطراف النشطة عربيا ودوليا بدون رؤية سياسية للمقاومة ذاتها.
الأهم في ترتيبات حماس التفاوضية أن الاتصال الأول مع المبعوث بولر لم يُغلق بتقديم تنازلات في الملفات الأساسية لا بل ترافق مع النشاط الكبير الذي أظهره المطبخ المصري تحديدا في تحضيرات قمة القاهرة.
ad
كما تزامن مع تجاوب حركة حماس وإصدار بيان يدعم الرؤيا المصرية بعدما حظيت بالشرعية العربية لأن تلك الرؤية لم تتضمّن أي عبارة تطالب المقاومة بتسليم سلاحها وفقا لما قاله مصدر قيادي في الحركة.
الواضح في قواعد اللعب والاشتباك السياسي أن حركة حماس قررت الاستثمار في الزوايا الضيقة بعد اظهار الادارة الامريكية رغبتها في اللقاء والتفاوض.
والاعتقاد عند العقل السياسي لحماس هو أن رافعة التفاوض المباشر مع الأمريكيين قد ينتج عنها لاحقا تقديم اجابة باسم المقاومة الفلسطينية على السؤال الأمريكي المزمن بعنوان اليوم التالي.
وهو ما حاول قوله رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل مساء الأحد عندما التقى بعض الأسرى المحررين والمبعدين لخارج مؤكدا على أن اليوم التالي في غزة والصفة الغربية فلسطيني.
لم تجر بعد لا على مستوى المكتب السياسي ولا المكتب التنفيذي في مجلس شورى حماس لجولتي اتصال وتفاوض مع المبعوث الامريكي لكن الانطباع مبكر بان الرئيس ترامب وهو يجدد يوميا دعمه لإسرائيل يبحث عن طريقة ما لإنهاء الجزء العسكري من الصراع والانطباع متاح تحت عنوان توفر فرصة لعرض السقف على الطاولة الأمريكية مباشرة.
حماس بدورها قررت التفاعل مع رغبة بولر في الافراج عن 6 أمريكيين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة.
لكن عملية البحث عن ثمن ذلك وطريقة ترتيبه هي الجارية حاليا وإن كانت خلية حماس المعنية تُشير بعد التفاوض إلى أن انطلاق الحوار مع الأمريكيين من قاعدة الأسرى الحاملون للجنسية الأمريكية باتجاه توسيع الحوار ليشمل مبادرات سياسية الطابع أوسع حيث لا تجد حماس ما يمنع حاليا من اقتراح هدنة طويلة الأمد لا تقل عن 5 سنوات وهو الأمر الذي تلقّفه الأمريكيون وقرّروا استعراض فُرصته.
المصدر: رأي اليوم
